قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

الاستعمار الناعم الفرنسي في القارة السمراء ما هي سياسة ماكرون الجديدة

رئيس فرنسا وضع سياسة جديدة ‌للاستعمار الناعم في ⁤القارة الأفريقية منذ 2017 للحفاظ على نفوذ بلاده السياسي والاقتصادي في إفريقيا.

قالت وكالة مهر للأنباء،​ إن شبكة الجزيرة سلّطت الضوء على أحدث سياسات الحكومة الفرنسية تجاه القارة الأفريقية، وذكرت أنه منذ تولي إيمانويل ​ماكرون رئاسة ​فرنسا في قصر الإليزيه⁣ عام 2017، ‍شهد الاتجاه الفرنسي تجاه أفريقيا تغييرات كبيرة.

السياسة​ الاستعمارية بخطاب جديد

اعتبر ⁤التقرير أن⁢ سياسة إيمانويل ماكرون تجاه أفريقيا استمرارٌ للسياسات الاستعمارية ضمن ⁣خطاب‌ حديث، ‍وأضاف أنه بالرغم من الضربات​ التي تكبدتها⁢ فرنسا في مالي ⁣وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد ​والسنغال عقب إغلاق قواعدها العسكرية وإنهاء‍ وجودها العسكري هناك، حاول ماكرون مواجهة هذه الأزمة عبر‍ إنشاء إطار يُسمى الشراكة والتعاون العسكري⁤ الفرنسي-الأفريقي لضمان استمرار السياسات الاستعمارية ⁣الفرنسية وتقليل الخسائر التي تعرض لها ​الإليزيه جراء التطورات في القارة⁢ الأفريقية.

منذ توليه ⁤المنصب ⁤عام 2017 زار ​ماكرون 18 دولة أفريقية. ⁢وأطلق خطة ‌جديدة لفرنسا في ‍أفريقيا عام 2023 وبدأ تنافساً شرساً مع⁤ الصين وروسيا‌ والهند وتركيا على النفوذ داخل القارة.

هل تفقد فرنسا سلطتها المالية بحلول عام 2027؟

ظلت فرنسا⁤ تسيطر ⁣لفترة طويلة ‌على الأسواق المالية ‍والنقدية للدول الإفريقية. تلك⁣ الدول غير راضية عن هذا الوضع​ وتبحث ⁢عن شركاء جدد يساعدونها على كسر هذه الشبكة التي تحصرهم كمديونين ⁤محرومين⁢ من استغلال إمكاناتهم وقدراتهم بشكل كامل.

الفرنك الأفريقي الذي ظل لعقود تحت ‌سيطرة البنك المركزي الفرنسي⁤ يشكل أداة⁤ محورية لاستمرار قبضة باريس ‌على الاحتياطيات النقدية للدول الواقعة⁤ بغرب إفريقيا وعلى تبادلاتها⁣ التجارية الخارجية ​حتى الآن.

على⁤ الصعيد ⁣الآخر، ⁤يتراجع‍ تأثير الثقافة ‌واللغة الفرنسية بعد إعلان مالي وبوركينا فاسو والنيجر الانسحاب من منظمة الفرنكوفونية المقامة⁣ بباريس والتي تهدف إلى تعزيز اللغة الفرنسية ودعم التنوع الثقافي واللغوي ونشر السلام والديمقراطية وحقوق الإنسان وتشجيع التعليم فيها.

بدأت توجهات عامة بإفريقيا لمراجعة العلاقة مع اللغة الفرنسية كلغة رسمية للتعليم؛ فقد تغيرت اللغة الرسمية لرwanda إلى الإنجليزية ويجري الأمر ذاته حالياً⁤ في السنغال حيث يدافع الرئيس الحالي للمجلس الرئاسي بمجلس السنغال باستقبال‌ اللغة العربية كبديل رسمي للفرنسية.

الانتقال من استعمار تقليدي إلى استبداد حديث

⁢تحتاج دول غرب إفريقيا إلى التحرر​ التام واستقلال كامل عن الهيمنة⁤ الفرنسية واعترف باريس بالانتهاكات ‍والجرائم المرتكبة ​ضد شعوب أفريقيا⁢ والتي عطلت مشاريع⁣ التنمية بالقارة السوداء.‍

يجب أن تعترف​ باريس⁢ بسلوكياتها السابقة وتقدم‍ اعتذارًا رسميًا وتعوض ⁤الأضرار التي لحقت بدول غرب إفريقيا . قال جاك ⁤شيراك رئيس فرنسا الأسبق قبل وفاته أواخر سبتمبر 2019 : «لا تنسوا أن جزءًا من ⁤المال الذي بحوزتنا أتى⁢ من استغلال أفريقيا⁣ والعقل السليم يحتم علينا ردّ ما ⁤أخذناه . وهذا الحد ​الأدنى يمكن أن ينقذنا كثيرًا من ⁣المشاكل وعدم الاستقرار» .


إعلان «انسحاب» ⁢فرنساعن أفريقيّة خلال فترة حكم إيمانويل ⁤ماكرون ، رغم كونها ظاهرة عسكرية فقط ، إلا أنها عملياً تمثل إعادة‍ هيكلة استراتيجية للقوة الفرنسية بالقارة السوداء ، إذ تسعى⁣ باريس عبر استبدال أدوات الهيمنة العسكرية التقليدية بأدوات أكثر مرونة⁤ مثل الاقتصاد والدبلوماسية​ والثقافة⁤ للحفاظ ​على ⁣مصالحها الحيويّة بأفريقيا بتكاليف ومسؤوليات أقل ضمن⁢ حضور مباشر محدود هناك .

مصادر الخبر: © وكالة ويبانقاه للأنباء, وكالة مهر للأنباء,
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى