قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

جولاني و نتنياهو في واشنطن هل تصل تطبيع العلاقات إلى محطة سوريا

دونالد ترامب يسعى لعقد لقاء بين بنيامين نتنياهو وأبو محمد الجولاني في واشنطن قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر

أفادت وكالة مهر الدولية، قسم الشؤون الدولية، بأنه بالتزامن مع المفاوضات المكثفة بين ران درمر وزير الشؤون الاستراتيجية للكيان الصهیوني مع أسعد شباني⁣ وزير الخارجية السوري في باريس، ذكرت‌ صحيفة «معاریو» العبرية أن دونالد ترامب يسعى لترتيب ‍لقاء بين رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو وأبو محمد ⁣الجولاني في واشنطن قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر.

قبل شهرين حين توجه نتنياهو إلى⁢ واشنطن، ‍زعمت بعض وسائل الإعلام الغربية احتمال أن ينضم سوريا رسمياً لاتفاق إبراهيم بجانب الاحتفال الوهمي بعد‌ الحرب مع إيران، إلا أن هذا لم يتحقق. يظهر⁣ أن «مستقبل ⁢السيادة على هضبة الجولان» و«الضمان بعدم الإطاحة​ بالنظام السياسي الجديد في سوريا» كانا نقطتين لن تظهر فيها السلطة​ الصهيونية مرونة. وقد وقع حينها هجوم على ‌وزارة الدفاع والقصر الجمهوري السوري.الآن وبعد المفاوضات المكثفة بين المسؤولين الإسرائيليين والسوريين في باكو وباريس، يبدو أن سوريا تقترب ‌أكثر من الانضمام لاتفاق إبراهيم لتصبح إحدى الركائز الأمنية للكيان الصهيوني في المنطقة العربية الشرقية.ما الذي يجري في باريس؟

في الثلاثاء 19 أغسطس بوساطة توم ⁤باراك المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، التقى أسعد⁣ شباني وزير الخارجية السوري بران درمر وزير الشؤون الاستراتيجية لدى الكيان الصهيوني في باريس وتبادلا الحديث. تمحور جدول الأعمال حول التدابير الأمنية على ‌طول حدود سوريا والمناطق المحتلة. أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن ‍هذا اللقاء وكشفت عن‍ تفاهمات تم التوصل إليها خلاله. ونقلت التلفزة السورية عن ‌مصدر ⁢حكومي حضور حسين سلامة رئيس أجهزة⁣ الاستخبارات السورية أثناء اللقاء. وتم الاتفاق على بقاء محافظة ‌السويداء جزءاً لا ‍يتجزأ ⁢من سورية.ونقلت قناة أكسيوس عن الاجتماع تركيزه على إنشاء ممر إنساني يمتد من الأراضي المحتلة حتى‍ السويداء ويعد بداية ممر داوود الأمني. والملفت هو إعلان الزيارات العلنية ​لمسؤولي النظام السوري للمسؤولين الإسرائيليين رغم استمرارها منذ تولّي ‍الأخير السلطة.‍ وبحسب قرارات الاجتماع،​ بعد إنشاء الممر الإنساني من الأراضي ⁣المحتلة إلى السويداء يتولى الأميركيون​ والصهاينة حمايته جوياً فيما تكون اليونيفيل مسؤولة⁣ عن حماية قوافل ⁢المساعدات البرية بينما يغطي النظام السوري‍ فقط الممر وليس ‌القوافل.

إكمال مسار غير مكتمل

بدأت التحركات السياسية لإشراك الجولاني ضمن قطار التطبيع منذ عدة ​أشهر. ففي 18 أبريل 2025 ناقش‍ أبو محمد الجولاني مع النائبين الجمهوريّن كوري ميلز وميرلين ستوتزمان قضايا⁢ متعددة ثنائية وإقليمية وعالمية؛ ويبدو أنه عقب هذا اللقاء ستبلغ وفود الإدارة الأمريكية مستشار الأمن القومي آنذاك مايك والتز وتتسلم رسالة الجولاني المُوجهة لترامب شخصياً. أشار ميلرز خلال مقابلة مع بلومبرغ إلى ⁢نقطتين محوريّتين: رفع العقوبات‍ المعروفة ‌بعقوبات قيصر وتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني الذي كان محور ‌نقاش فريق الإدارة الأمريكية ⁤مع الجولاني مباشرةً؛ وبعد ذلك⁤ ووسط‌ وساطة سعودية توفرت الأرضية للقاء جولاني وترامب ‍داخل​ السعودية وإعلان رفع عقوبات قيصر.

وتبع هذه التطورات توقيع ترامب رسميًا رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا يوليو 2025؛ إذ أصدرت وزارة الخزانة أمس اللوائح النهائية لإلغاء الحظر ضد دمشق حيث أعلنت​ دائرة مراقبة الأصول الأجنبية⁢ التابعة للخزانة (OFAC) إزالة لوائح عقوبات سورية ضمن إطار ⁢إلغاء حالة الطوارئ الوطنية التي استندت إليها تلك اللوائح وكذلك بسبب تعديل السياسة الأمريكية تجاه دمشق ضمن القوانين الفيدرالية الأميركية.

قالت مصادر⁢ لبنانية عبر موقع «الأخبار»: إن‌ شروط دمشق⁤ للتطبيع تشمل اعتراف الكيان الصهيوني بأبو محمد الجولاني رسمياً، وقف الهجمات الإسرائيلية ​ضد الأراضي السورية وإرساء ترتيبات أمنية جديدة جنوب البلاد ودعم الولايات المتحدة لاتفاق السلام ‍مع تل أبيب.

وفي⁤ المقابل أعلن المسؤولون الإسرائيليون أنهم لم‌ ينسحبوا بالكامل من الأراضي ⁢السورية ويسعون لعقد ما يشبه «كامب ديفيد⁢ جديد» يستحدث مناطق أمنية ثلاثية الحدود الساخنة قرب ⁣الحدود باقتراب الجيش اللبناني والسوري والجيش الإسرائيلي: يبقى الجيش الإسرائيلي عند النقطة (أ) لضمان أمن الحدود المحلية ويتواجد حكام محليون وليس⁣ الجيش السوري عند النقطة (ب)، بينما‌ يسمح للجيش السوري بالمعدات العسكرية الخفيفة فقط عند النقطة (ج).

كما تطالب تل أبيب باعتراف الحكومة الدمشقية بسيادتها​ على هضبة‌ الجولان المحتلة وسط تساؤلات حول قبول⁣ نظام ⁢أبو محمد بهذه المطالب أو رفضها؛ ويرى بعض الخبراء أنّ صهیونیست ‌يعملون أيضاً بطريقة قانونیة لتسجيل الاعتراف بمنطقة هضبة جولان السوریّة كمنطقة سوریّة ثم تأجيرها لـ99 سنة لأمریکا أو الکيان الغاصب وربما تباشر سوریة بالتخلي عنها مقابل احتلال⁢ منطقة طرابلس فی لبنان ‌وضمه⁤ إلی أراضیها بموافقة ‌أمريکیة مسبقة.

ختام القول

يمكن لجولة محتملة تجمع أبو محمد الجולانی وبنيامين ‌نتنياهو بواشنطن أن تحدث تحولا جيوسياسيا كبيراً بشرق المتوسط بحيث تنمو روابط أمنیة متینة بین الکيان والدولة السوریّة وقد تكون بوابة ‍لتطوراتی کبرى مثل تشکيل ممر داوود الأمني أو شن⁢ حملات عسكرية نحو شمال العراق وجنوب‍ لبنان.

في حلم “إسرائيل الكبرى” سيغدو جزء كبير‍ من جغرافيا سورية تحت الاحتلال الاسرائيلي وهذه الرؤية أصبحت واضحة حين أعلن بنيامين نتنياهو خلال ‍مقابلة خاصة لقناة i24 نقلًا عنه مهمته الروحية والتاريخية لتحقيق فكرة “إسرائيل الكبرى”! ورغم استحالته القصيرة الأمد فإن توجه الاحتلال نحو تحقيقه يقوض سيادة الدول العربية تدريجياً ويحول أراضيها لساحة مغامرات جديدة لتل أبيب وصهیونیستيه المستمرة.

مصادر الخبر: © وكالة ويبانقاه للأنباء, وكالة مهر للأنباء,
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى