جوزف عون يساند أمريكا ضد حزب الله والمقاومة في أقصى جاهزية
وكالة مهر للأنباء، المجموعة الدولية: قال علي أحمد، الباحث اللبناني في الشؤون السياسية، خلال الجلسة الدولية «نزع سلاح حزب الله ومستقبل لبنان» التي عقدت بحضور خبراء إيرانيين ولبنانيين ويمنيين في وكالة مهر للأنباء، إن الحكومة اللبنانية الحالية ترى أن المقاومة يجب أن تتوقف عن نشاطها ويبقى الاحتلال في لبنان. وأضاف: الحكومة اللبنانية تخضع بالكامل لهيمنة ونفوذ الولايات المتحدة الأمريكية، وجوزف عون يسعى لمتابعة جميع المشاريع الأمريكية المعادية لنزع سلاح المقاومة.
وأشار إلى أن الحرب الأخيرة، أي حرب دعم غزة التي دخل فيها حزب الله المقاومّة الإسلامية اللبنانية مباشرةً، كانت حرباً شديدة وقاسية. على الرغم من التحذيرات الصهیونیستیة ومحاولات هذا النظام التي استمرت أكثر من 18 عاماً للتغلغل بشكل واسع داخل حزب الله، نجح المقاومون في الدخول إلى هذه الحرب. ولكن صهیونیست لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم الاستراتيجية. ورغم أنهم اغتالوا الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصر الله وكبار قادة المقاومة، فإنهم فشلوا في القضاء على المقاومة وحزب الله داخل لبنان.
وبالرغم من كل الضربات التي تعرضت لها المقاومة بسبب الاحتلالين، قاتل عناصر المقاومة على الحدود مع المحتلين بشراسة.وفي تلك الظروف انتهت الحرب واتُفق على تهدئة وقف إطلاق النار. لكن نظام صهیونيستي لم يحترم الالتزامات الواردة فيه وحقق المحتلون أكبر دمار بلبنان الجنوبي وجنوب نهر الليطاني.
وأضاف الباحث السياسي اللبناني قائلاً: بعد مرور عدة أشهر منذ بدء عمل الحكومة الحالية اتُّخذ قرار نزع سلاح حزب الله وفقاً لتعليمات أمريكية سعودية واضحة. وأبدت المملكة العربية السعودية مزيداً من الحماسة اللافتة تجاه هذا الموضوع. وقد أبلغ الجانب السعودي بأنه إذا نفذ هذا القرار فهناك احتمال لاندلاع حرب أهلية داخل لبنان.وردّت السعودية بأن الحرب الأهلية ليست بالأمر المهم بقدر ما هو مهم نزع سلاح حزب الله. كما يسعى تام باراك ممثل أمريكا لدى لبنان لإتمام هذه العملية بالكامل.
وقال علي أحمد إن خيارات ومواقف المقاومة واضحة تماماً؛ طالما تستمر اعتداءات وتوسعات النظام الصهیوني في الأراضي اللبنانية فإن مقاومة لبنان لن تتخلى عن أسلحتها تحت أي ظرف من الظروف بمطلق الإرادة الوطنية والمقاومة الدفاعية لحزب الله جاهزة للحوار حول استراتيجية الدفاع الوطني للبنان.
وأضاف أنه يجب دراسة كيفية حماية لبنان من التهديدات؟ وكيفية استخدام جميع الوسائل المتاحة للدفاع عنه؟ ويرى حزب الله ضرورة حماية الأرض اللبنانية أمام الاعتداءات والطموحات التوسعية والصلف الوحشي للنظام الصهيوني الذي لا يرتدع أمام دماء الأبرياء أو الاعتبارات الدولية لتحقيق ذلك يتطلب وجود قوة حقيقية وإذا ما توحدت السلطات والقوى يمكن تبني “استراتيجية دفاع وطنية” توحد الجهود وتحتفظ بالسيادة والقرار الداخلي للبنان وفي هذه الحالة تكون المقاومة مستعدة لوضع كل أدوات قوتها تحت تصرف هذه الاستراتيجية الدفاعية الوطنية.
وأوضح علي أحمد أنّ المبعوث الأمريكي أكد لهم أنه لا يستطيع تقديم ضمانات بانسحاب النظام الصهيوني الكامل بواسطة الأراضي اللبنانية وبالتالي فإنه لا يمكن بأي حال قبول وضع السلاح جانبًا بناءً على طلب الأعداء مهما كان حجم الضغوط لأن ذلك ليس حكمة ولا مصلحة وطنية لعاقل ذي رؤية واضحة للحفاظ على بلاده وشعبه.
وختم الباحث السياسي اللبناني بالقول إن مقاومة لبنان لن تمنح أي تنازلات لأمريكا أو النظام الصهيوني الذين فشلوا مراراً خلال نزاعات عديدة بتحقيق مطالبهم الحربية والسياسية المرتبطة بنزع السلاح وزعزعة الأمن والاستقرار داخل البلاد وإذا قرر الطرف الآخر العودة مجدداً إلى المواجهة الميدانية فإنّ الجيش والمقاومة يمتلكان كامل القدرة والاستعداد لذلك وعليه الطريق الوحيد متروك أمام حكومة بيروت هو التراجع عن القرار المناهض للمقاومة والانخراط بحوار يقوم بتوحيد الإستراتيجيات الدفاعية الوطنية للنهوض بوطن يعدّل وضع المخاطر القائمة ويدعم السلام ويصونه