قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

الصحفيون في غزة هدف عسكري الحقيقة لا تموت

صحفي عراقي يقول: الصحفيون في غزة أصبحوا هدفًا‌ عسكريًا. قد يستشهد⁢ الصحفي، لكن كلماته تبقى خالدة ​ودمه‌ يتحول​ إلى⁣ حبر‌ جديد لكتابة أجيال المستقبل.

وكالة مهر للأنباء، القسم⁣ الدولي، الناز رحمت نژاد: ‍ يسعى الكيان الصهیوني من خلال أفعاله الإجرامية ⁣واللاإنسانية ضد شعب غزة، وخاصة⁣ الصحفيين، لإخفاء جرائم الإبادة التي يرتكبها.⁤ يعتقد جيش الاحتلال أن القتل المنهجي‌ للصحفيين في ⁣غزة⁣ يمكن أن يمنع بترويعهم من‍ نقل⁣ الحقائق والجرائم التي ‌تحدث في المنطقة.

لهذا⁢ السبب أجرينا حوارًا مع⁣ سيد باقر الحيدري الصحفي وخبير الإعلام العراقي؛ وإليكم نص الحوار الكامل؛

كما تعلمون، ليس فقط غزة بل ​حيثما كان هناك صحفي⁣ ينقل صوت الحق يطارده الاحتلال؛ ففي⁣ الحرب المفروضة الـ12 يومًا على إيران قصفوا مبنى زجاجي تابع لمنظمة الإذاعة والتلفزيون ‌الإسلامية مما أدى إلى استشهاد 3 صحافيين. ⁢ومؤخرًا استشهد خمسة صحافيين⁤ في غزة أثناء⁢ تغطيتهم‌ القصف الأول لمستشفى ناصر،‍ ليصل عدد ‍شهداء الصحافة من بداية​ عاصفة الأقصى إلى 246 ‌شهيدًا. برأيكم لماذا ‌يستهدف الكيان الصهيوني الصحافيين ⁤في غزة؟

منذ 7 أكتوبر 2023 أصبحت غزة أكبر مقبرة للصحافيين في العالم. أكثر من 240 صحافي فلسطيني بما ‍يشمل المصورين والمراسلين ورؤساء​ التحرير وموفدي الميدان استشهدوا حتى الآن جراء الهجمات المتكررة والواضحة لقوات الاحتلال الصهيوني. ‌وفي الأيام الأخيرة فقط استشهد خمسة صحافيين معاً خلال هجوم مزدوج قرب مستشفى ناصر ​بمدينة خانيونس. إن القتل ⁤المنهجي للصحافيين في غزة جريمة فظيعة تثبت بوضوح أن استهداف مختصي‌ الإعلام سياسة متعمدة وليست حادثة ​عرضية.

يستهدف الكيان ​الصهيوني الصحافيّين لأنّه يخشى ⁣الحقيقة وواعٍ​ بأن هؤلاء الشهود هم ‌على جرائمه ضد المدنيين الذين يُظهرونها للعالم. فرض المحتلون ⁢حظر ​وصول الإعلام الدولي إلى ⁢قطاع غزة وأغلقت المجال أمام ‍الجميع إلا الصحفيّين المحليّين ثم ⁢جعلوهم أهدافاً يومية مباشرةً بصدريات تعريف ⁣”الصحافة”، وكاميراتهم وسيارات تنقل عبارة “مطبوعات”. هذه سياسة نظامية لإسكات صوت الفلسطينيّين وقمع الحقيقة.

لماذا ‍يقف صحافيو غزة صامدين بالرغم من الجوع والعطش وتحت‍ تهديد حياتهم من قبل​ العدو؟

صحيح؛ بالرغم من الجوع والحصار والتهديدات اليومية إلا أن إعلاميي قطاع غزّة ما زالوا يعملون ⁢ويخرجون ⁤للميدان لأن كلماتهم ⁤أقوى من الرصاص والصورة التي تسجل مجزرة⁤ تكشف عن ‌جريمة تحاول إسرائيل⁢ تطهيرها‌ كتابةً وتاريخاً. كثير منهم فقدوا أسرَتهم‌ ومنازلَهم لكن يعودون ‍بأقلامهم وكاميراتِهِم ​للعمل بعدها⁢ بيوم‍ واحد⁢ فقط بحيث لا⁢ يُعتبرون مراسلَي أخبار فحسب بل شهود التاريخ ‌وحُماة دماء شعبِهِم.

هل تُخمد أصوات إعلام المقاومة التي هي صوت الحق؟ هل‌ ستجف‌ أقلامُ​ أهلِ الخبر؟

صوتُ أيِّ⁤ صحافي يحمل ‍رسالة الحق لا يمكن إسكاته أبداً والأقلام تتجدد بالأرواح⁣ التي تزهق شهيداً لأجل الحقيقة​ فالصحافي ربما يموت⁢ لكنه لا يموت بالكلمات​ ولا الصورة ولا الدم ‌المسفوك الذي ‌يصبح ⁢حبرَ ⁣مستقبل الأجيال القادمة! كل شهيد منهم يُبدَّل بعشرات غيره‌ يحمل نفس​ القلم والكاميرا.. الكيان ​الصهيوني عاجز⁣ عن قتل الحقيقة الأصيلة.

لو ⁣أردت ⁢إدانة⁣ هذا ⁤الكيان‌ المزيف بسبب ⁣استهدافه الشهيد لرجال الإعلام ‍بغزة كيف تدينه؟

أنا كصحافي أدعو الهيئات الدولية ومنظمات‍ حقوق الإنسان ​وجميع الزملاء حول العالم وفي الغرب خصوصاً ⁤عدم السكوت لأن صمتكم هو شراكة⁤ مع ‍الجرائم⁢ الصهيونية وهذه التضامن مع أهل⁤ الإعلام بغزة ليس مجرد موقف مهني بل دفاع عن جوهر حرية التعبير وحق الإنسان بالمعرفة وإذا كانت شهادة أي محرر‍ أو ⁤مصور بمكان آخر‌ تثير غضب‌ العالم فلماذا ضعف ضمير‍ ذلك العالم أمام مقتل أكثر ⁣من⁢ 240 إعلامياً فلسطينياً دون رد ‌فعل واضح؟ المطلوب الآن هو كشف الوقائع والضغط​ على تحقيق​ دولي مستقل وإلغاء المعايير المزدوجة الفاضحة التي تهدد مصداقية العمل الإعلامي العالمي.

لقد تحول إعلاميو غزّة إلى أهداف عسكرية ولكن الاحتلال لم يتمكن ‌أبداً رغم دموية ⁣جرائمه إسكات رسالتهم فالدم المقدس صار ⁢حبر التاريخ وصوت غزّة ‌باقٍ مهما حاول البعض إسكات الأقلام‌ والكاميرات.

مصادر الخبر: © وكالة ويبانقاه للأنباء, وكالة مهر للأنباء,
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى