دروس هجوم إسرائيل على قطر للدول في المنطقة
قطع العلاقة السياسية والاقتصادية والتجارية مع إسرائيل من قبل الدول التي تربطها علاقات معها هو خدمة للأمن الوطني والجمعي للدول العربية والإسلامية.
وكالة مهر للأنباء، فريق الشؤون الدولية: كتب ناصر كنعاني، المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية في مذكرة حصرية لوكالة مهر، مستشهداً بالهجوم الأخير للنظام الصهيوني على قطر: الهجوم الإجرامي العدواني لإسرائيل على قطر لاغتيال قادة حماس يحمل دروساً كثيرة. ونأمل ألا تغفل الدول العربية والإسلامية في غرب آسيا عن هذه الدروس وألا تعرض مستقبل المنطقة ودولها لمخاطر مصيرية أكثر من ذلك.
إسرائيل هي مصدر لا نهاية له لانعدام الأمن وعدم الاستقرار والحرب الشاملة في منطقة غرب آسيا.
القانون الدولي والأمم المتحدة والآليات الدولية عاجزة عن وضع رادع أمام آلة الحرب والاعتداء والاغتيال الإسرائيلية بسبب الدعم الواسع من دول الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا لهذا النظام الإسرائيلي.
الولايات المتحدة الأمريكية هي الحليف الاستراتيجي لإسرائيل ومبتكرة وراعية مشروع «إسرائيل الكبرى»، والاعتماد على أمريكا لدرء شر إسرائيل يمثل مثالاً على «انتحار خوفاً من الموت».
«إسرائيل الكبرى» تمثل جزءاً من أهداف مشروع «الشرق الأوسط الكبير أو الجديد». إسرائيل الكبرى تنشأ عبر الحرب والغزو والاحتلال وليس عبر السلام، لذلك فإن السلام مع إسرائيل هو تعهد أحادي الجانب لنظام مارق توسعي وعنصري.
الأمن غير قابل للشراء والتحالف مع أمريكا لا يصنع الأمن. الأسلحة والمعدات الدفاعية والقواعد العسكرية الأمريكية في دول المنطقة تخدم المصالح الاستراتيجية لأمريكا وإسرائيل.
الحركات والتيارات المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق تشكل سند الدول الواقعة في منطقة غرب آسيا أمام وحشية إسرائيل ونكث أمريكي بالعهد.
فلسطين هي الخط الأمامي للدفاع عن أمن المنطقة ضد مشروع إسرائيل الكبرى. ولوعقاب إسرائيل وخلق رادع استراتيجي، فإن دعم المقاومة الفلسطينية وكسر حصار قطاع غزة أمر ذو أولوية واستراتيجية مهمة جداً.
طرد الولايات المتحدة الأمريكية من منطقة غرب آسيا خدمة للأمن المستدام للمنطقة ومقدمة للتعاون الجماعي لأمن مشترك وشامل ومستدام.
النظام الأسد في سورية رغم ضعفاته ونواقصه كان جزءاً من جبهة الردع أمام الإرهاب الحكومي والتوسع الإسرائيلي. دعم وحدة الأراضي السورية وإقامة دولة وطنية وشعبية فيها والدفاع الجماعي عنها ضد التوسع الإسرائيلي جزء مهم من معادلة ردع الاعتداءات والعصيان الإسرائيلي
.
إسرائيل هي أخطر تهديد فوري للأمن والاستقرار الإقليمي ولا بد أن تشكل دول غرب آسيا سريعًا تحالفًا جماعيًا لمواجهة هذا النظام الإرهابي الإسرائيلي.
قطع العلاقة السياسية والاقتصادية والتجارية مع إسرائيل بذلته الدول التي ترتبط معها يقدم خدمة للأمن الوطني والجماعي للدول العربية والإسلامية.
ويشكل الاجتماع الطارئ لقادة العرب والمسلمين المزمع عقده في الدوحة وأعلنت عنه السلطات القطرية بداية الأسبوع المقبل فرصة لتطبيق دروس دول منطقة غرب آسيا الناجمة عن الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطر ومراجعة الأخطاء الاستراتيجية السابقة.
