قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

خلع سلاح حزب الله غير قابل التنفيذ تحذير من حرب أهلية في لبنان

مدير مجموعة دراسات لبنان في معهد أبحاث الإستراتيجيات في الشرق الأوسط⁤ يؤكد أن خطة نزع سلاح حزب الله تفتقر لأي قدرة تنفيذية.

وكالة مهر للأنباء، القسم الدولي: قال «محمد خواجویی» مدير مجموعة دراسات لبنان ‍في معهد أبحاث الإستراتيجيات في الشرق الأوسط خلال الجلسة الدولية «نزع سلاح حزب الله ومستقبل لبنان» التي عقدت بحضور خبراء إيرانيين ولبنانيين ويمنيين في وكالة مهر ⁤للأنباء: إن سلاح حزب الله​ هو نتاج فشل بناء الدولة في منطقة الشرق ⁢الأوسط وتحديداً ⁣في لبنان وسوريا. بمعنى آخر، سلاح حزب الله يعكس وجود دولة منهارة في لبنان. عندما تتعرض دولة لهجوم من عدو خارجي فلا وجود لجيش قادر على المواجهة. لذا ⁢يلجأ الناس للدفاع‌ عن أنفسهم وأموالهم بالسلاح بيدهم.

وأضاف: يجب أن يكون السلاح تحت إمرة الجيش الوطني بأي دولة وليس هناك جدال حول هذا الموضوع. هذا الأمر غير مقبول حتى بالنسبة لإيران أن يمتلك أي جماعة السلاح خارج إطار الدولة. لكن السؤال المطروح هنا ‍هو هل الدولة القائمة والقائمة على تأمين⁤ الأمن أثبتت كفاءتها وقدراتها⁣ لتطالب الآن الناس بنبذ السلاح وتحمل مسؤولية الدفاع ​عنهم؟ تجارب الأربعين عاماً الماضية في لبنان تثبت عكس ذلك تماماً. ففي مراحل متعددة سواءً بمواجهة الكيان الصهیوني أو محاربة الجماعات التكفيرية لم يكن للقوات الرسمية اللبنانية، بما فيها الجيش، ⁢دور فعّال يُذكر، وإن حصل ⁢فهو ⁣بتنسيق كامل مع حزب الله مثل⁤ تحرير المناطق الشرقية من داعش. إذ لم يستطع الجيش اللبناني إثبات قدرته ​على حماية ⁤المدنيين.

وتابع مدير مجموعة دراسات لبنان قائلاً إن الجيش ​اللبناني عملياً يفتقر للاستقلال التام وقال: إن الجيش اللبناني كله وأكمله تحت مظلة الولايات المتحدة الأمريكية حيث يجب أن‍ تحصل أدنى عمليات شراء للأسلحة على موافقة ‌واشنطن‍ ولا يسمح لها بشراء أسلحة‌ خارج قرارات الولايات المتحدة. ومع ذلك تقدّم أمريكا بأسلوب‌ مهين⁣ دعمًا عسكريًا محدودًا؛⁤ فقد ⁤قدمت ‍مروحتين فقط مدعومتين بشريط افتتاحي معلنة عنهما بأسلوب رمزي.

وأضاف خواجویی: ليست مسألة احتكار السلاح بيد الدولة بل القضية هي خطة «تدمير أسلحة حزب الله». إذ لو وُجد قرار بوضع سلاح الحزب تحت رقابة ومسيطرته للجيش فإن التوازنات الإقليمية ستنهار ولن تسمح أمريكا للجيش اللبناني بحيازة أسلحة الحزب أصلاً.

وواصل القول إن خطة نزع السلاح بدأت بعد عام 2000 حين​ كان جنوب لبنان ‍محررًا وكان‌ هناك اعتقاد بين الجماعات أنه لم يعد داعياً‍ لسلاح ⁢لحزب الله بينما كان الحزب يبرر ذلك⁤ بأن البلاد‌ لم تتحرر بالكامل وأن جزءاً منها لا يزال محتلاً من قبل الكيان الصهيوني وكذلك لأن سلاحه يمكن أن يشكل رادعاً فعّالاً.

وصل موضوع ⁤نزع السلاح إلى ذروته عام 2006 حيث لم يُطرح مصطلح «نزع سلاح حزب ‌الله»​ إذ تم استبداله بمفهوم «الإستراتيجية الوطنية للدفاع». وكانت⁣ هذه الإستراتيجية قد قُدمت زمن رئاسة ميشال سليمان وتمثل نموذج مناسب حالياً، وذلك بأن لا يتم نزع⁣ سحباسلح عبد لله وإنما التنسيق بين قدرات ​المقاومة ودولة عبر قرارات الحكومة مع إرجاع حق اتخاذ قرار الحرب والسلم إليها⁢ أيضاً. ⁤لكن هذه الخطة فشلت لأسباب متعددة وحزب الله بعد وصول قوته إلى أعلى مستوياتها بين 2008 و2016 رفض الخضوع لها رغم موافقته السياسية⁣ عليها ‌وقتذاك.

وأكد خواجویی أن ما يُطرح اليوم باسم⁣ مشروع نزع سل‌اح حزب‌الله هو ثمرة تغيير الواقع السياسي​ بلبنان وأن خصوم الحزب يستغلون هذه الفرصة ويحاولون تنفيذ المشروع بالتزامن مع جهود تفكيك الحشد الشعبي بالعراق تحت ضغط أمريكي واضح وأن⁢ النظام السياسي الحالي بلبنان ⁣نظام ​أمريكي ​صرف فجوزف عون ونواف سلام⁢ حققا السلطة بدعم وضغط أمريكي بهدف تنفيذ مشروع النزع المعقد ⁣هذا.

وختم خواجویی بالتأكيد أنه بطبيعة⁣ الحال وفي ظل⁤ الظروف الراهنة التي يعجز فيها الجيش عن طرد المحتلين من جنوب لبنان فإن القضاء ⁤على قوة الحزب يعني تسديد الضربة القاضية لنفسه وقال إنه ⁣لا توجد إمكانية تنفيذ لخطة نزع السلح بالحقيقة وإن تطبيقها سيكون مقدمة​ لحرب أهلية شاملة داخل لبنان.

مصادر الخبر:⁣ © وكالة ويبانقاه للأنباء, وكالة مهر للأنباء,
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى