اللعبة النفسية الغربية مع آلية الزناد هل يفضي الـ اسناب باك إلى صفر مبيعات النفط
وكالة مهر للأنباء، فريق الشؤون الدولية: عقد مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة جلسة لمناقشة قرار “استمرار رفع العقوبات عن إيران” قبيل انتهاء مهلة الثلاثين يوماً لآلية إعادة التفعيل.
أفاد مراسل قناة الميادين أن تسعة من أعضاء مجلس الأمن صوتوا ضد تمديد رفع عقوبات الأمم المتحدة عن إيران. وأيده فقط أربعة أعضاء وامتنع عضوان عن التصويت.
وبناءً على آلية وآليات إعادة التفعيل، لم يتم اعتماد قرار استمرار رفع العقوبات المفروضة على إيران، ووافق مجلس الأمن على عودة عقوبات الأمم المتحدة ضد طهران.
تصويت أعضاء مجلس الأمن:
الأصوات المعارضة: الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، فرنسا، اليونان، الدنمارك، سلوفينيا، بنما، سيراليون والصومال
الأصوات المؤيدة: الصين وروسيا وباكستان والجزائر
الأصوات الممتنعة: كوريا الجنوبية (رئيس الدورة في المجلس) وجويانا
جاء رفض مشروع القرار الخاص بتمديد رفع العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية رغم تعنت الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين في مجلس الأمن؛ حيث أكد ممثل روسيا في الجلسة أن الدول الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني لا تملك الحق في إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة بحق طهران.
وأضاف قائلاً إن تحركات ثلاثي أوروبا لإعادة فرض العقوبات ضد إيران غير قانونية ولا تتمتع بأي شرعية.
وأكد ممثل روسيا أيضاً أنّ الدول الأوروبية ترفض المسار الدبلوماسي تجاه البرنامج النووي الإيراني وأن استعادة العقوبات لا تحمل أي شرعية قانونية.
هل ستتوقف صادرات النفط تماماً بفعل آلية إعادة التفعيل؟
تشير بيانات إنتاج وصادرات النفط الإيراني إلى أنه منذ بداية عام 2010 عندما تم اعتماد القرار 1929 (وهو أشد قرار صهيوني مضاد لإيران من المنظمة الدولية) وحتى بداية عام 2012 كانت إنتاجية ومبيعات النفط الإيرانية مستقرة مع مبيعات تزيد عن مليوني برميل يومياً.
أما منذ عام 2012 فكانت العقوبات الأحادية الجانب الأمريكية هي التي أثرت فعلاً على مبيعات نفطنا؛ وهذه العقوبات التي أعيدت فرضها منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في عام 2018 تبدو الآن أقل تأثيراً مما كانت عليه سابقاً.
حرب نفسية أم تأثير حقيقي؟
تشير الأدلة إلى أنه خلافاً لتقارير بعض وسائل الإعلام الغربية حول التأثير المباشر لآلية إعادة التفعيل على صادرات النفط الإيرانية فإن تحرك الغرب لتنشيط هذه الآلية يحمل بعداً نفسياً أكثر منه واقعياً. إذ إن “إعادة التفعيل” عملياً غير قادرة على فرض قيود تتجاوز ما تفرضه العقوبات الأمريكية أحادية الجانب بحق صادراتنا النفطية.
وعلى هذا الصعيد أشار وزير نفط الجمهورية الإسلامية محسن باكنجد قبل حوالي أسبوعين قائلاً إنه «لا يُتوقع أن تكون هذه العقوبات أشد أو أكثر تحديدًا من القيود التي فرضها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة الأمريكية».
وأضاف الوزير مشيراً إلى الوضع الحالي «لا نواجه أية مشكلة في بيع النفط وفي الأربعة أشهر الأولى من هذا العام حققنا زيادة كمية بمقدار يومي يبلغ 21 ألف برميل مقارنة بالعام السابق وما يقارب 630 ألف برميل شهريًا».
بناءً عليه يظهر جليًّا أن الغرب لن يتمكن عبر تحركه الملتبس وغير القانوني لتفعيل آلية إعادة التفعيل من إحداث قيود إضافية أكبر تؤثر فعليًا على صادرات نفط الجمهورية الإسلامية. بل إنهم يعتمدون فقط عبر حملاتهم الإعلامية المتكررة لرفع معنويات الضغوط النفسية ذات الصلة بهذه الآلية التي تُعرف بـ«إعادة التفعيل».وبحسب خبراء ومحللين سياسيين فإن ذلك يأتي أكثر كخطوة لتحقيق مكتسبات سياسية إعلاميًا للغرب بدل التأثير الفعلي أو الحدّ الحقيقي لصادرات الوقود الإيرانية.