قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

ممر الشمال الجنوب جسر ذهبي لإيران في قلب أوراسيا

ممر الشمال-الجنوب (INSTC) فرصة ذهبية‌ لإيران لاستغلال موقعها الجغرافي وتحويلها إلى محور ترانزيت أوراسي.

وكالة مهر، فريق شؤون دولية: ​ في ظل دور المحاور الإقليمية في العالم المعاصر، أصبح ترانزيت البضائع ليس مجرد نشاط ‌اقتصادي بسيط، بل ‍أداة استراتيجية للدول لترسيخ نفسها⁣ كمحاور إقليمية.الدول الواقعة على الطرق التراندتية مثل إيران ​وتركيا والإمارات تحقق عبر تسهيل النقل الدولي عائدات مباشرة كالجمارك ورسوم ​الموانئ والنقل بالسكك الحديدية وعائدات غير مباشرة تشمل تطوير الصناعات المرتبطة والسياحة والاستثمار الأجنبي. هذه العوائد​ قد تصل⁣ إلى مليارات الدولارات وتعزز الاقتصاد الوطني.

علاوة على ذلك، تزيد هذه ​الدول من نفوذها‌ السياسي والجيوسياسي بخلق تبعيات اقتصادية⁢ للدول الأخرى على بنيتها التحتية.على سبيل المثال، سيطرة الدولة على طرق ⁢الترانزيت تجعل الدول تعتمد بعضها ‌على البعض⁢ الآخر حيث يُضطر المصدرون لاحترام⁤ مصالح البلد المضيف. في هذا السياق، يشكل ممر الشمال-الجنوب (INSTC) فرصة ذهبية لإيران لاستغلال موقعها‌ الجغرافي وتحويلها إلى محور ترانزيت أوراسي لا يوفر فقط دخلاً مستداماً بالعملة‍ الصعبة بل يجعل إيران لاعباً رئيسياً في ​سلسلة الإمداد العالمية.

خلفية وهيكل ممر الشمال-الجنوب

ممر الشمال-الجنوب الدولي​ (INSTC) هو مشروع نقل‍ متعدد الوسائط أُطلق عام 2000 بمبادرة من إيران وروسيا‍ والهند وانضم إليه لاحقًا دول أخرى منها أذربيجان وأرمينيا⁢ وكازاخستان وبيلاروس. يمتد الممر لحوالي 7200 كيلومتر يبدأ من ميناء مومباي ‌في الهند، يمر عبر مينائي ⁤بندر عباس ⁢أو تشابهار⁣ الإيرانيين ‍ثم يواصل طريقه بريًا وجويًا عبر إيران إلى أذربيجان⁤ وروسيا‌ وصولاً إلى أوروبا. الهدف الأساسي للممر ‌هو​ تقليل تكلفة ⁢وزمن نقل البضائع ‍بين جنوب آسيا وأوروبا؛ فمدة النقل تنخفض من ‍45-60 يومًا عبر قناة السويس إلى 20-30 يومًا مع تقليل الكلفة بنحو 30٪.

هيكل INSTC يتضمن مسارات بحرية (من الهند إلى إيران)، سككية حديدية مثل خط رشت-أستارا وطُرُقات برِّيّة. تلعب إيران دور ​المحور الرئيسي إذ تغطي أكثر من 1600 كيلومتر من المسار الإجمالي.مشاريع مهمة مثل استكمال خط سكة الحديد رشت-أستارا بتكلفة‍ استثمار روسي تبلغ 1.6 مليار ⁤يورو عام 2023 وتطوير ميناء تشابهار بالتعاون مع الهند تؤكد أهمية⁢ الممر الاستراتيجية جدًا. المشروع لا يسهل⁢ التجارة الثنائية فحسب بل يمثل بديلًا للطرق الغربية التي تخضع لعقوبات ويعد حيويًا لدول تحت الضغط⁤ مثل روسيا وإيران.

الأهمية الاقتصادية لمشروع INSTC

بالنسبة لإيران يمثل INSTC فرصة لتنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على‌ النفط الخام. تشير⁢ التقديرات إلى قدرة هذا الممر السنوية لنقل أكثر​ من 20 مليون ⁤طن بضائع ما يحقق إيرادات مباشرة تصل لمليارات⁢ الدولارات عن رسوم الترانزيت الإيرانية والعوائد غير المباشرة تشمل تطوير⁣ اللوجستيات والسياحة‍ والزراعة؛ مثال ذلك⁢ زيادة صادرات المنتجات الزراعية الإيرانية لأجل روسيا الذي بلغ ملياراً ومئتي مليون دولار⁤ عام 2024 مروراً بهذا الطريق النظامي الذي يجعل ايران محور​ ترانزيتي ويجعل البلدان المجاورة تعتمد بشكل متزايد ⁣على بنيتها الأساسية.

الهند‌ التي تصدر سنوياً بضائع بمليارات الدولارات لأوروبا⁣ تقلل تكلفتها باستخدام الـ INSTC ما يجعل ايران شريكها الاستراتيجي⁣ بينما تستغل روسيا⁤ هذا الممر لتجاوز العقوبات​ الغربية مما رفع حجم تجارتها الثنائية ​مع ‌ايران من أربعة مليارت دولار عام 2022 الى أكثر من عشرة مليارت دولار متوقعةً بحلول عام 2025 وهذا يعزز النفوذ الإيراني في المفاوضات الإقليمية ويشكل ورقة ضغط بوجه الضغوط الخارجية.

الأهمية الجيوسياسية والتحديات القائمة

جيوسياسياً يشكل INSTC تغييراً لتوازن القوى داخل أوراسيا؛ فهو يشكل طريقًا “خالٍ من⁤ العقوبات” يدعم⁣ مقاومة روسيا وإيران للضغوط الغربية كما يعزز مكانة الهند كورقة توازن ‌تجاه الصين. بالنسبة لإيران المشروع يخدم ليس فقط تحييد العقوبات بل يقوي حضور البلاد⁣ ضمن مبادرة الحزام والطريق الصينية ‌(BRI)، حيث يمكن دمج الـINSTC معها لتصبح نقطة تقاطع لمسارين رئيسيين عالميين⁢ لكن ثمة تحديات تتعلق بالبنية التحتية خاصة استكمال خطوط السكك الحديد وتأمين الطرق خصوصا في المناطق الحدودية مما يتطلب استثمارات إضافيه كبيرة.

التنافس القائم مع مسارب منافسة كالطريق​ الأوسط بين تركيا⁣ وأذربيجان أو المسار البحري لقناة السويس يدفع ایران لتعزيز الكفاءة التشغيلیة ‍ايضا توترات المنطقة كالنزاعات القوقازیه قد تعطل‍ تدفق البضائع رغم ذلك فإن التطورات ⁢الأخيرة كتوقيع اتفاق رقمنة المسیر بین ایران وروسیا لعام ^٢٠٢٥ تظهر الإمكانية‍ التغلب علی هذه العقبات.

<pstyle="txt-indent":right";;” ‌> الخلاصة

: يعد‌ مشروع مَمَر الشمال – الجنوب محرك التنمية الاقتصاديە والجیو سیاسیە فی ایران ؛ اذ لیس مجرد مسیر للنقل وإنما آله لتحویل ایران اقتصادیا وسیاسیا . بتحولهای لھ ای الي محور ترانزیټ یمكن ⁣لایران زیاده دخولا مستداما ، زید اضافة تبعیه داخل المنطقۃ واستخدام موقعھا جغرافیایۃ​ دقیقہ کآله ‍تقدم متعددة الاتجاهات ، ویقودھا انطلاقا التنمیه المستمرة والاداره الصحیحۃ للتحدیات بإمكان ھذا المشروع ان یحول ایران الی قوه اقتصادیه اقلیمیه‍ ویبرھن ان النقل هو مفتاح الاستقلال والنفوذ۔

مصادر الخبر: ⁣© وكالة ويبانقاه للأنباء,وكالة مهر للأنباء,
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى