فؤاد شكر يلعب دورا في أسر جنود صهاينة ويقود ميدانيا
وكالة مهر للأنباء، القسم الدولي: ولد فؤاد شكر المعروف بـ«الحاج محسن» في 25 أبريل 1961 في بلدة النبي شيت في منطقة بعلبك شرق لبنان. من شبابه المبكر شارك مع عشرة شبان آخرين من المنطقة في تأسيس حزب الله، وشارك في معركة خلده ضد المحتلين خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982. أدار عمليات إرسال قوات حزب الله إلى البوسنة والهرسك بين عامي 1992 و1995.
السيرة العملياتية
تكتب صحيفة الأخبار أن شكر كان من أوائل الذين فكروا في التخطيط لاحتجاز الجنود الصهیونیست لتبادلهم بالمقاتلين الأسرى لدى النظام الصهيوني. حاول بنفسه تنفيذ عملية الأسر بمنطقة الجيه خلال حصار بيروت، لكن الجندي الأسير قتل ولم يكن بالإمكان نقل جثمانه إلى بيروت.
كما أشرف شكر شخصياً على عملية أسر جنديين صهيونيين في بلدة قنين عام 1986 التي قادها الشهيد سمير مطوط، أحد أعضاء جيْل حزب الله الأول.
كان الحاج محسن مسؤول التخطيط العسكري للمقاومة الإسلامية في لبنان خلال حرب تموز الـ33 والحروب اللاحقة ضد النظام الصهيوني. وكان أول مسؤول عسكري مركزي لحزب الله منذ تأسيسه وعضواً في المجلس المركزي للحزب وكذلك عضواً بالمجلس الجهادي.
<span span="" class="" data-cke-data="[object object]" data-cke-rich-text-html="”;=”” data-cke-saved-src=””>بعض المصادر تصف فؤاد شكر عند استشهاده بأنه مستشار رفيع للشهيد السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله وأول القادة العسكريين للحزب. كما عمل ضمن أعلى هيئة عسكرية لحزب الله والمعروفة بـ«المجلس الجهادي»، وشارك أيضاً في مكافحة الإرهاب بسوريا.
عدة عقود من الحيرة لوكالتي CIA وموساد
ظلّ الشکر لعدة عقود هدفاً ليس فقط للنظام الصهيوني وإنما للولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تشعر بقلق شديد إزاء نشاطاته متعددة الجبهات، لذا وفي عام 2017 وضعت واشنطن اسمه على قائمة العقوبات بذريعة مشاركته بتفجير ثكنة مشاة البحرية الأمريكية ببيروت عام 1983 التي أسفرت عن مقتل 241 جندياً أمريكياً، وحددت مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار مقابل معلومات عنه.
وفقاً لتقرير الميادين فإن الشهيد فؤاد الشکر لم يغادر غرفة العمليات طوال حرب تموز الـ33 وكان يتابع تفاصيل المعركة مع العدو الإسرائيلي بدقة. تحمل هذا القائد المسؤولية الكاملة للقوات البحرية والصاروخية التي استهدفت طوربيد «ساعر» للجدار الاحتلالي وقلبت موازين الحرب لصالح حزب الله.
الشخصية العسكرية والفردية للحاج محسن
تميز الحاج محسن طوال حياته العسكرية داخل لبنان وخارجه بخاصيتين أساسيتين عند إجراء عمليات أسر القوات الإسرائيلية أو الهجمات عليها؛ هما التخطيط المحكم والتنفيذ الدقيق.
تشير تقارير الميادين إلى أن الحاج محسن تعاون مع كافة قادة ورموز المقاومة اللبنانية وكان واحداً من كبار المخططين الاستراتيجيين لحزب الله بالعمليات العسكرية المختلفة. يؤكد جميع الذين عرفوه أنه تميز بمستوى عالي ثقافياً وإنسانياً إضافة إلى ذكاء ملحوظ وكفاءة متخصصة جعلته يصمم برامج فعالة لمواجهة العدو المسيطر.وثق الحاج محسن الأحداث بدقة وبزوايا متعددة وكان ينفر بشدة من تحريف الحقائق والوقائع.
وقد جمع ارتباط عمل وعسكري وصداقة استثنائية بين فؤاد شکر وحسان لقيس قائد بارز بحزب الله الذي اغتالته قوات الاحتلال أمام منزله بنيّة بيروت يناير 2013، حيث أثّر اغتيال لقيس تأثيراً بالغاً على معنوياتهما المشتركة وعلى جهودهما المشتركة بمراقبة تطوير القدرات الجوية والصاروخية والحلقات التدريبية المتعددة التابعة لحزب الله.
استشهاد فؤاد الشکر
في يوم الثلاثاء الموافق الثلاثون من يوليو (30 يوليو) سنة 2024 أعلن الجيش الإسرائيلي قيام طائراته بشن هجوم استهدف مبنىً بحارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية وأسفر عن غارة قضت على حياة فؤاد الشکر.
وفي اليوم التالي أكد حزب الله رسمياً استشهاد «الحاج محسن» معلناً العثور على جثته تحت أنقاض المبنى المستهدف والذي ضربه النظام الصهيوني بقصف مباشر. ونظم الحزب مراسم تشييع كبرى يوم الخميس الأول أغسطس حضر فيها السيد حسن نصرالله أمينه العام وألقى كلمة بهذه المناسبة.
أكد الشهيد السيد حسن نصرالله أثناء خطابه أنه كان يتواصل بشكل يومي مع فؤاد الشکر وأجري لقاءات دورية معه وجهًا لوجه.. وأنّ الأخير كان يطلعُ القيادة دائماً بكل تفاصيل العمليات العسكرية المقدمة والجارية تحت إدارته وإشرافه المنتظم لجبهة الدعم العسكري.
