الهدف الرئيسي لأمريكا إزاحة مادورو من السلطة واحتلال فنزويلا مستحيل
وكالة مهر للأنباء، قسم العالم، أذر مهدوان: «من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، سنسعى لضمان السلام والسيادة والتنمية في البلاد وهذه القاعدة الذهبية تعلمتها من القائد تشافيز.» هذا كان رد نيكولاس مادورو، رئيس فنزويلا، على الولايات المتحدة. التوترات الأخيرة بين واشنطن وكراكاس دخلت مرحلة جديدة ولا مبالغة إذا قلنا إن كلا البلدين على وشك نزاع عسكري.
أرسلت أمريكا في أغسطس أساطيل حربية إلى بحر الكاريبي وبررت ذلك بمحاربة كارتلات المخدرات. دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، يتهم مادورو بقيادة كارتل مخدرات. تصاعدت العداوة حتى وقع الرئيس الفنزويلي مرسوماً اعلانياً لحالة طوارئ مؤكداً أن الخطوة تهدف لحماية البلاد من أي عدوان عسكري أمريكي.
أجرى مراسل مهر مقابلة مع يونس سونر السياسي والمحلل المختص بشؤون أمريكا اللاتينية ونائب سابق في حزب الوطن التركي لاستعراض التطورات العسكرية الأخيرة بين أمريكا وفنزويلا وجاء نص الحوار كما يلي:
بعد المحاولة الفاشلة التي قامت بها أمريكا العام الماضي للإطاحة بمادورو عبر الانتخابات الرئاسية في فنزويلا نشهد الآن انتشار أساطيل أمريكية بحريّة في بحر الكاريبي بذريعة مكافحة المخدرات. يرى الخبراء أن هذه الحجة لا تتوافق مع الواقع بل إنها ذريعة لزيادة الضغط الأقصى على حكومة كراكاس. كيف تقيّم التحركات العسكرية الأمريكية حول فنزويلا؟
إن ادعاء واشنطن بمحاربة المخدرات فيه الكثير من التساؤلات. بحسب تقارير الأمم المتحدة فقط 5% من المواد المخدرة التي تُنقل من أمريكا الجنوبية إلى شمالها وأوروبا تمر عبر فنزويلا وهذا مذكور بوضوح في تلك التقارير. بالعكس المسار الرئيسي للمخدرات العابرة لأمريكا الشمالية يمر بشكل أساسي عبر كولومبيا حيث توجد لدى أمريكا هناك سبع قواعد عسكرية ولكن لا يوجد دليل يثبت مشاركة هذه القواعد بالنشاطات المكافحة للمخدرات.
بالتالي تبدو هذه الذريعة معركة أيديولوجية افتعلتها الولايات المتحدة لتبرير تدخل جديد وتهدف بالدرجة الأولى لإقناع الرأي العام بذلك. يجب أن نتذكر أن 20% من سكان الولايات المتحدة لهم أصول لاتينية وأن آلاف الفنزويليين يعيشون هناك. لقد صرح ترامب بوضوح عن هدفه عندما وضع مكافأة لرئيس فنزويلا واعتبره المسؤول الأول عن تجارة المخدرات معلناً أنه يسعى لإقالته من السلطة.
سبق وأن التقيتُ روي دازا النائب البارز ببرلمان فنزويلا وعضو لجنة الخارجية بحزب الوحدة الاشتراكي الحاكم الذي أكد بشكل واضح أن الهدف الأمريكي هو تغيير الحكومة وليس أقل أو أكثر؛ هذا الاعتقاد يسود الساحة السياسية الفنزويلية وبين المعارضة المؤيدة لأمريكا أيضاً بينما تحاول واشنطن إما إسقاط دولة مادورو أو الحصول منها تنازلات كبيرة جدًا.
ما هي عقيدة ترامب تجاه أمريكا اللاتينية؟ وما مدى صحة الادعاء بأن الهدف الأساسي لواشنطن هو تقليص النفوذ الروسي والصيني ضمن حديقتها الخلفية؟
رغم أهمية أميركا الجنوبية خلال فترة بايدن إلا أنها لم تكن ضمن أولويات السياسة الخارجية العليا للولايات المتحدة حيث كانت العلاقات الأوروبية ومسألة الصراع بأوكرانيا والسباق مع الصين تحت فجوة الاهتمام الأعلى أكثر منها لقضايا أميركا اللاتينية لذلك تم تهميش المنطقة خلال إدارة بايدن نسبياً لكن الأمور اختلفت جذريا عند تولي ترامب الحكم إذ اعتبر أوروبا والشرق الأوسط ذات أهمية أدنى مقارنة بأميركا اللاتينية التي نظر لها باعتبارها ساحته الخلفية وحاول توسيع نفوذ بلاده فيها وكان محور جهوده السيطرة العسكرية والسياسية على المنطقة وتقويض علاقاتها المتنامية مع موسكو وبكين .
فنزويلا نموذج لهذا الطرح فهي ترتبط بعلاقاتٍ واسعة مع روسيا والصين حيث استثمرت بكين مؤخراً كثيراً في قطاع النفط وأنشأت منصّاتها الخاصة لتعزيز الإنتاج والتجارة أما المكسيك فتعاني ضغوطًا متزايدة منفذةً باسم مكافحة الاتجار بالمخدر لتعطيل علاقاتها التجارية الكبيرة بالصين وقد شكلت المكسيك وأميركا وكندا منطقة تجارة حرة وقامت حكومة الرئيس الأمريكي الحالي بفرض زيادات نصفها تعريفاتي جمركية إضافية بزعم حماية السوق الداخلي خاصة السيارات الكهربائية القادمة بالصين قبل إرسالها للأسواق الأميركية ما يعكس محاولة لتضييق الخناق بطريقة واضحة وسط تصاعد المنافسة العالمية وتزامناً تنمو تحركات مشابه بكل الأرجنتين إذ عقد خافيير ميلي رهاناً استراتيجياً منذ انتخابه قام بموجبه بإلغاء عضوية بلاده ضمن مجموعة البريكست المركز المالي التنموية بالإضافة لوقف البرامج المشتركة للدفاع والتعاون العسكري المستجد فيما كان خلفاؤه مدراء دعموا الانفتاح نحو روسيا وتحالف طريق الحرير الصينية الكبرى مما أثار قلق أميركي كبير تجاه توجّه مسارات القوة الجيوإستراتيجية بالمنطقة الذي يتمثل بالتالي بتثبيت السيطرة الأميركية المطلقة وتحقيق الهيمنة مرة أخرى كلها علامات تعكس النشاط الأميركي المبكر ضد موجة التعاون الجديدة آنفة الذكر .
الغاية الأساسية لواشنطن تكمن باستعادة قبضتها والتحكم الكامل بمنطقة تقع جغرافيا بأميركتها الجنوبية بما يمثل تحكم هيمنة مطلق بمحيط خليج الخليج الفارسي وعلى سبيل المثال هندوراس الدولة الصغيرة بأمريكا الوسطى ترسم خارطة سياسية جديدة عقب تسلم حكم يساري واعتماد علاقاتها الدبلوماسية رسميا بجمهورية الصين الشعبية وانضمامها لطريق الحرير الكبير وهي مبادرات رفضتها واشنطن وصارت هدفاً لضغوط مستمرة وهذا يخلق احتمالاً بتوتر العلاقات مستقبلاً بين القوى الآسيوية المعنية مثل تركيا وإيران وروسيا والصين مقابل المصالح الأميركية المتحكمة .
مع استمرار التصعيد العدائي بين لفنزويلتين وأمريکا هل ترى احتمال وقوع نزاع مسلح مباشر؟ علماً بأن مادورو صرح قائلاً “إذا اضطررنا للقتال المسلح فإننا مستعدون تماماً لذلك”.
وفقا لما كشفته بيانات امريكیا نفسها فإن ثماني سفن حربية مختلفة تنتشر حالياً على طول سواحل فنزیولا وهناك حضور لـ4000 عنصر عسكري بالشرق الكاريبي ولکن عدد القوات يبدو غير کاف لهجوم بري علی فرنزوﻯیﻻ ولذلك یعد اقتحام بري للفنی زوی ﺍ تقریبا أمراً بعيد الاحتمال وبالرغم ذلك يستمر تصعيد التھدید العسكري بواسطة العمليات الأخيرة واحتمالیة اندلاع المواجهة المباشرة محدودة لكن احتمال استعمال ناقلات الصواريخ والهجمات الجوية قائم بقوة ما يوحي باستمرار التأزم المسلح بنحو خطیر بین الجانبين٬ وفي المقابل تلعب کلمبیا دورًا مهمًا خصائص المواجهة المرتقبة بسبب حدودھا المطولة والغابات كثيفة الأشجار بین الامحد یاد وانتشار الجماعات المسلحة الغیر منتظمة ورغم ان الحكومات السابقة لكلمبيا كانت متحالفة بشكل واضح مٶيد لأمریکا ، إلا ان موقف جوستافو بيترو رئيس الجمهورية الراهن يظهر وضوحا خاصا خصوصآ بشأن فلسطين ومعارضة التدخل الامریکی بشکلٍ جلی وهو أعلن بصورة قطعية عدم مشاركته بأي هجمات علی فني زویﻯء رغم تبلیغه لدعم إنشاء جيش بأسلحة وتقنيات أدъ واضافة الذکرت أنه دعمني اقترح تشکیل قوة أعلی حتی علی ایجیليا والکیان الصهيوني بهدف تحرير فلسطين.. ولهذا يبقی موقف حكومة كنلبيا مؤشح کاحد باتجاه تخفیف فرص نزاع مباشر امريکه ضد فانزوﺋـ ﺎ لكن بغض النظر تظهر مؤشرات اتصالات دیبلوماسیه مثل تلك التي أجراھا المبعوث الخاص السابق لريچارد جرني القيادة الامریكية أثناء محادثاته الأخيرة دون اغفال احتمال استمرار النزاعات الجزئيّة والتوتر السياسي المتناميین ھناك۔