الموافقة المشروطة خطوط حماس الحمراء في ردها على ترامب
وكالة مهر للأنباء، فريق الشؤون الدولية، الناز رحمت نژاد: تم الكشف عن خطة الرئيس الأمريكي المكونة من 20 بندًا لإنهاء حرب غزة بعد لقاء دونالد ترامب برئيس وزراء الكيان الصهیوني في البيت الأبيض. وتضمن هذه الخطة أن الكيان المحتل لن يحتل غزة. وأصدر وزراء الخارجية لثماني دول عربية وإسلامية تشمل تركيا، الأردن، قطر، الإمارات، إندونيسيا، باكستان، السعودية ومصر بياناً مشتركاً رداً على إعلان خطة ترامب ذات الـ20 مادة والتي تدعي وضع حد للحرب في غزة خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأكد وزراء خارجية هذه الدول استعدادهم للتعاون مع الولايات المتحدة والأطراف المعنية لتفعيل الاتفاق وضمان السلام والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.يأتي دعم هذه الدول للخطة الأمريكية لوقف إطلاق النار في ظل غياب ضمانات واضحة أو جدول زمني محدد لإعادة إعمار غزة وتحقيق تحرير الأسرى الفلسطينيين ودخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع باستثناء الضمانات والمطالب المتعلقة بتحرير أسرى صهیونیست وتجريد المقاومة من سلاحها وتدمير أنفاقها.
قبلت حركة حماس بعض البنود الرئيسية لخطة ترامب مثل إنهاء الحرب وإطلاق سراح الأسرى الصهیونیست والفلسطينيين المحتجزين لكنها طلبت توضيح وتعديل عدة بنود غامضة مثل انسحاب إسرائيل من غزة وتجريد حماس من السلاح. كما أعلنت الاستعداد للدخول فوراً بمفاوضات عبر وسطاء لمناقشة التفاصيل بشكل أعمق.
في هذا السياق أجرينا مقابلة مع ناصر أبو شريف ممثل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في إيران والتي نعرض نصها كاملاً فيما يلي؛
كيف تقيمون رد حماس على «خطة ترامب ذات الـ20 بندًا لغزة»؟
رد حماس على خطة ترامب لغزة هو “قبول جزئي مشروط”. حيث أعلنت دعمها لوقف إطلاق نار فوري، تبادل كامل للأطفال بين الأسرى الصهيونيين والفلسطينيين، توسيع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وتسليم الإدارة التنفيذية لغزة لحكومة تكنوقراطية فلسطينية مدعومة إقليمياً. وفي المقابل رفضت حماس التنازل عن موقفَيْن أساسييْن؛ الانسحاب الكامل للقوات الصهيونية (وليس مرحلة تلو الأخرى) وعدم الالتزام بتجريد المقاومة من السلاح كشرط مسبق.
ما هي البنود التي قابلتها ردود إيجابية وأي منها قوبل بالرفض من قبل حماس؟
وافقت حماس على بنود وقف إطلاق النار الفوري وتقليل العمليات الميدانية والتبادل الشامل الذي يعني إعادة جميع الأسرى الصهيونيين (الأحياء والرفاة) مقابل الإفراج الموسّع عن المعتقلين الفلسطينيين حسبما طرحته الولايات المتحدة كنموذج عملي. كما رحبت بمهلة 72 ساعة لإرجاع كافة الأسرى بعد الإعلان الرسمي للموافقة من الجيش الاحتلالي وفتح ممرات الإغاثة ودخول الكم الهائل للمساعدات وبدء حكم انتقالي يتمثل بتسليم إدارة الحياة اليومية لغزة لتكنوقراطيّي القطاع.
أما البنود المتعلقة بتجريد السلاح وعدم عسكرت قطاع غزة وربط العفو أو الخروج الآمن بتسليم الأسلحة والاستبعاد السياسي لحركة حماس مستقبلياً وخروج الاحتلال الإسرائيلي تدريجياً فقد قوبلت باعتذار واضح وصريح منها مع تأكيد موقف الحركة بالانسحاب الكامل والسريع لقوات الاحتلال عن القطاع.
ما السيناريوهات المحتملة بعد تقديم هذه الخطة؟
سيناريو وقف إطلاق نار محدود وقابل للتطبيق هو الأكثر احتمالاً خلال المرحلة القصيرة القادمة ويشمل دخول المساعدات إلى قطاع غزة وانخفاض واضح للعملية العسكرية المتواصلة المتوقع انطلاق تبادل أسرى تحت إشراف الوسطاء ويتوجب تأجيل ملفّات تجريد السلاح وانسحاب القوات للاجتماعات والمفاوضات المستقبلية.
العودة السريعة لمسار التصعيد والعنف قد تكون السيناريو الثالث الممكن إذ بقي كل طرف متمسكًا بمطالبه (التجريد الفوري مقابل الانسحاب الكامل الفوري)، أو عند وقوع خروقات ميدانية منذ البداية يرتفع خطر انهيار الاتفاق بشكل كبير.
هل يمكن التفاؤل بوقف إطلاق نار دائم بغزة رغم خيبة الأمل السابقة؟
نعم ولكن بحذر شديد . فهناك مؤشرات إيجابية تتمثّل بوجود مهلة سياسية معلنة تضغط لتحقيق النتائج ، قبول عناصر مركزية لدى الحركة (التبادل الشامل / الحكم الانتقالي ) ، تدخل أميركي مباشر لوقف العدوان وتسريع تنفيذ التبادل ، وآلية وساطة إقليمية نشطة ؛ هذه عوامل تعزز فرص وقف مؤقت قابل للتمديد .
بالموازاة تظهر عوامل هشة بسبب الاختلاف الجوهري حول تجريد المقاومة وسرعة انسحاب قوات الاحتلال واحتمال حدوث خروقات ميدانية أيضاً لذلك فإن احتمال تحقيق وقف طويل الأمد قريب الشكل أقل بكثير مقارنةً بمرحلة الهدنة القصيرة الأجل.
