سنتان من الإبادة الجماعية في قطاع غزة مجموعة جرائم إسرائيل بقسوة غير مسبوقة
الكيان الصهیوني استخدم خلال السنتين الماضيتين أدوات جديدة وغير مسبوقة للقتل والتدمير الأقصى في غزة وارتكب أبشع الجرائم.
وكالة مهر للأنباء، القسم الدولي: منذ اللحظات الأولى لعملية «عاصفة الأقصى» في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، كان واضحاً أن الكيان الصهيوني يتبع نهجاً مختلفاً عن الحروب السابقة في غزة. لم تكن إسرائيل تراعي عدد أو هوية الضحايا. ففي الساعة العاشرة صباحًا من يوم ٨ أكتوبر، شنت طائرات الاحتلال عشرات الغارات على خمسة مبانٍ سكنية عند تقاطع الترنس، أكثر مناطق مخيم جباليا اكتظاظًا بالسكان. وقتها قيل إن الهدف كان قتل مجموعة من الأسرى العسكريين مع فلسطينيين آخرين، لكنّ «الأضرار الجانبية» شملت استشهاد وإصابة نحو ٢٥٠ مدنيًا وفقدان عشرات آخرين.
في مساء ١٢ نوفمبر وبعد شهر من المجازر المتكررة في عائلات غزة، ارتكب جيش الاحتلال أول وأكبر مجزرة جماعية له بقصف فناء مستشفى «الأهلي المعمداني» بحي الزيتون وسط المدينة القديمة بغزة بعدد من القنابل القوية ما أدى إلى استشهاد ٤٧١ مدنيًا فلسطينيًا.
في ٣٠ نوفمبر (لم يرد تاريخ مثلث لشهر تشرين الثاني)٢٠٢٣ أسقطت الطائرات الحربية سبعة أطنان من القنابل على حي السنيدة الذي يسكنه عشرات الآلاف في مخيم جباليا شمال غزة.أدت هذه المجزرة إلى استشهاد ٤٠٠ مدني وإصابة آلاف ووقوع مئات المفقودين، بالإضافة إلى زوال عشرات العائلات مثل أبو نصر وأبو القمصان والحجازي ومسعود والبهنساوي وعكاشة بشكل كامل.
قائمة الجرائم الكبرى التي ارتكبها الصهیونیون في غزة
خلال السنة الأولى للحرب تحولت هذه المجازر إلى حدث متكرر؛ ففي تلك السنة وحدها سُجلت عشرة مجازر كبرى أبرزها كانت في مدارس «تل الزعتر» و«الفاخورة» بتاريخ 18 نوفمبر 2023 حيث قضى قرابة مئتي شهيد. ومن بين هذه الجرائم:
المجزرة الأولى بمستشفى «كمال عدوان» بتاريخ 16 ديسمبر (كانون الأول)2023؛ والهجوم على مخيم بيت لاهيا شمال غزى حيث دمرت جرافات الاحتلال بشكل مفاجئ عشرات الخيام التي كانت تضم مئات اللاجئين ودُفنتهم أحياء تحت الأرض.
مجزرة مخيم المغازي يوم 24 ديسمبر (كانون الأول)2023 والتي راح ضحيتها نحو سبعين فلسطينياً إثر استهداف مجمع سكني.
«مجزرة العرد» عند مفترق النابلسي التي راح خلالها المئات جوعاً مطلع عام 2024.
مجزرة مستشفى الشفاء أواخر مارس (آذار)2024 والتي قضى فيها حوالي ثلاثمئة نازح بالمستشفى شهيداً.
المجزرة الكبرى بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة والتي قضى فيها نحو مئتين وأربعين فلسطينياً خلال عملية تحرير أسرى صهيونيين.
جريمة المواصي بتاريخ الثالث عشر من يونيو (حزيران)2024 والتي أسفرت عن سقوط تسعين شهيداً تقريباً.
جريمة مسجد التابعین بتاريخ العاشر من سبتمبر (أيلول)2024 حيث استشهد مائة فلسطيني خلال قصف مصلى مركز الإيواء أثناء صلاة الفجر.
قاعدة أهداف جديدة للكيان الصهيوني
في الأشهر الأولى لجأت قوات الاحتلال لتبريرات لإحداث التدمير والقتل الجماعي لكنها سرعان ما توقفت عن محاولة تبرير تلك المجازر تمامًا لاحقًا.
أنشأ جيش الاحتلال خلال الأشهر الأولى للحرب قاعدة أهداف معتمداً عليها على الذكاء الاصطناعي والمعلومات البشرية.وكان الملفت وجود عدة مرات ضعف المدني الفلسطيني ضمن قائمة الأهداف مقارنة بالمقاتلين وتشمل:
1- اغتيال عائلات جميع شهداء عملية عاصفة الأقصى.
2- تحليل المحتوى المصور الذي تم التقاطه بكاميرات مواطنين ونشره عبر شبكات التواصل الاجتماعي بهدف اغتيال أسر كل فرد مدني أو مقاتل شارك أو احتفل بالعملية الأسرية للصهاينة.
3- تعقب ورصد أي شريحة هاتف متواجدة بالبلدات المحيطة بغزة أو ضمن بضع مئات الأمتار بمحاذاة شارع صلاح الدين قرب الحدود.
4- اغتيال كافة العناصر الذين شاركوا بالعملية وهم على قيد الحياة بعد العودة منها.
أبعاد مأساوية للإبادة الجماعية بغزة
اليوم تجاوز عدد الضحايا الـ٦٧ ألف شهيد بينهم١٨٥٩٢ طفل و١٢٤٠٠ امرأة و٤٤١٢ مسن,كما أصيب170,000 آخرون بينهم4500 بتر أعضاء بينهم٨٠۰ طفل و٤٥۰ امرأة؛ وتنوع الشرائح المتضرّرة يدل على حجم الإهمال وحتى الهجمات المتعمّدة بحق جميع الفئات الاجتماعية ذات التأثير الجذري .من بين هؤلاء ركض252 صحافيًّا ومُهات14311 عامل صحي ،800 تربوي و203 موظفين بمنظمة الأنروا لقوا مصرعهم.
ما سبق يؤكد أن الإبادة كانت هدفا بحد ذاته. وفق تقرير الأمم المتحدة المؤرخ بـ14 نوفمبر(تشرين الثاني)، صنفت لجنة خاصة الحرب ضد غزة إبادة جماعية نظراً لأن العدد الكبير للضحايا والجراح والجرح.
وفي التقرير قالت اللجنة “سندعم سياسات إسرائيلية واضحة تحرم الفلسطينيين الوظائف الأساسية للبقاء كالطعام والماء والوقود مع التدخل غير القانوني والنظامي بالإغاثة الإنسانية مما يعكس النية الواضحة لاستغلال سلّم الإنقاذ لأغراض سياسية وعسكرية.”
ذكرت الأمم المتحدة بالتقرير تاريخ14 تشرين الثاني أنّ استخدام تل أبيب لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يتم بإصدار الأوامر بأقل تدخل بشري ممكن.
وسجل التقرير استخدام الكيان لـ25 ألف طن مواد تفجير خلال ثلاثة أشهر منذ بدء الحرب وهذا يعني أنه استخدم مكافأة تفجير تعادل قوة اثنين من القنابل النووية المستخدمة آنذاك بهيروشيما وناغاساكي.
التدمير الشامل للبنية التحتية بغزة
بينما تُعد الخسائر البشرية الجانب الأكثر إيلاماً للاعتداء المستمر على القطاع فإن حجم الإبادة لا يقتصر فقط على عمليات القتل الوحشي بل يشمل اعتداءً همجيًّا منظّم:
يكمن الفرق الرئيسي بهذا النزاع باعتزام الجيش المحتل التدمير النظامي والمتدرج للمدن والأحياء داخل قطاع غزه .
وضحَ صحيفــة هآرتـــس بأن كيان الوجود يستعين حالياً بشركات هدم ضخمه ليصل الحد الأعلى للتخريب بغزه .وبحسب الصحيفة يعمل المئات بل جرافاتها الكبيرة والقينات للتصدّي لغزة لتحويل قطاع الرابع لعشرات السنوات القادمة الى منطقة غير صالحة للسكن.
وذكرت الصحيفة أنّ المؤسسة العسكرية تقدم للعامل بالجرافة مبلغ750 دولار مقابل هدم البناء ثلاث طبقات وللمبنّى ذوي خمس طوابق فأكثر تدفع له1500 دولار كمحفز لتنفيذ العمل .
هذا النشاط خرج بنتيجة تمزق حوالي80%من نسيج المدن القطاع وعدم سابق ظهوره عبر تاريخ الحديث السياسي بمجابهته جهوزيته ضد الكيان , بحيث شهدنا لأول مرة زوال مدناً كبيرة مثل رفــاح وخـانيونس وبـيت حانون وبـيت لحايــا ومخيم جباليا ومدينه جباليا ومناطق واسعة بكافة احياء الشيخ رضوان والشجعيا والزيتون والتفاح وتلاشت كل البنى التحتيّة الطرق والخدمات الحكومية وشبكات المياه والآبار والصرف الصحي لمسحه بالكامل.
لم يبقِ الجيش الاحتلال الإسرائيلي أي مركز تعليم سالم ؛ فقد دُمِّرَ بالكامل204 مدرسة وجامعة وعدد305 مؤسسة تعليم جزئيّ وخطيرة تعرض لها الضرر . إضافة لذلك انهار العدو بشكل منهجي36 مركز صحي بينها10 مستشفيات رئيسة كالشفاء بالمركز الطبي بمدينة غزة ومستشفيا إندونسيا وكمال عدوان بمدينة شمال القطاع.
أدوات جديدة تهدد إبادة غزه
اعتمد جيش الاحتلال أثناء عمليات الإباده الجماعية الممتدة لعاميين بأدوات قتل حديثة لم تستخدم سابقًا بالحروب الحديثة ؛ إذ لم يعد الدبابه والطائرات الحربية والمروحيات الوسائل الوحيدة للموت بل ظهر أيضاً الطائرات المسيرة “كوادر” الجديدة وهي طائرات بدون طيار ثقيلة الوزن مزودة بأسلحة آلية ويُراقَب بها غرف العمليات الأرضيه وتقود مهماتها الحيويه ومنها إطلاق النار ورمي قذائف التفجير وتنفيذ مهام انتحاريه بتفخيخ النفس والانفجار بين تجمع مواطن حسب الهدف ذاك معدات الخطف الأكثر دموية وتأثير بسبب السيطرة الجوية الهائلة لضبط النار بالعاصمة ومنع سكانها حتى بعد انتهاء العملية العسكريّة العودة إليها.
استعمل الجيش أيضًا تلك الطائرات المسيرة بصورة فعالة بالحرب النفسيّة لبث الرسائل الصوتيه والتحذيرات وصناعة أصوات مرعبة ليس فقط أثناء الليل لكنه يستخدم أيضاً المركبات المفخخة وهو شكل جديد للدليل ظهر لأول مرة بهجوم ثانيٍ علي مخيم جباليا بدايات مارس(اذار )٢٠٢٤.
وعيّن منه نموذج أول ظهر تابع لداعش وهي عبارة جسم سيارة معدنيه تشبه ناقلة جنود قديمة M113 ولكن بتعديل للتحكم عن بعد وتحمّل خمسة أطنان متفجرة ويوضع داخل المناطق السكانية ويُفعَّل بعد ذلك بالطائرة دون اتصال وبعد إعلان التفجير تتسبب بانهيار كامل ضمن نصف كيلومتر محيط السيارة.