مظاهرات واسعة في أوروجواي والمطالبة بقطع العلاقات مع إسرائيل
ذكرت وكالة مهر للأنباء أن مؤيدي فلسطين في أوروغواي نظّموا تظاهرات في مونتيفيديو بالتزامن مع 19 ولاية أخرى في البلاد، مطالبين بقطع علاقات حكومة أوروغواي مع الكيان الصهیوني وإسرائيل والاعتراف بالإبادة الجماعية التي تحصل في غزة.
قالت “كارولينا كوزيه” نائب رئيس الجمهورية للمرة الأولى إن هناك “إبادة جماعية” ضد الشعب الفلسطيني. وهي كلمة كانت الحكومة الأوروغوانية تتجنب استخدامها حتى الآن، ما أثار استياء المدافعين عن الشعب الفلسطيني المظلوم.
في تظاهرات العاصمة، كان من بين العديد من الملصقات المعروضة واحدة موجهة إلى الرئيس لويس لاغين أمام مكتبه مكتوب عليها: «في مواجهة برودة الهلاك، المقاومة الوحيدة المقبولة هي أن تدع دمك يغلي. لا تكن أبداً متجاهلاً للإبادة الجماعية». وعلى بعد بضعة أمتار، كان هنالك ملصق كتب عليه: «أطفال غزة ليسوا تهديداً» وفوقه وُضعت أنواع مختلفة من الدمى والألعاب.
قالت دانييلا لوبيز، إحدى أعضاء النقابات العمالية ومنسقة التظاهرات لصحيفة «لا دياريا»: «نعلم أنها ستكون أكبر مسيرة شهدناها على الإطلاق.بعد عامين على هذه الإبادة الجماعية، أصبح شبه مستحيل عدم إدانتها ويعبر الناس عن ذلك في الشوارع كما أنه كرمز للإنسانية يجب وقف هذه الهمجية التي تحدث في فلسطين وترتكبها إسرائيل». وأكدت لوبيز أنه بتاريخ 29 فبراير 2024 نظم مسيرة أخرى نصبت حوالي 15000 شخص لدعم فلسطين وتعتقد أن «التضامن يتزايد». وأضافت: «الجميع يتحدث عن فلسطين وهذه معركة كبيرة يجب المشاركة فيها. علينا الكلام ولا نخشَ الحديث؛ علينا إدانة الإبادة الجماعية».
وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية التي جمعتها منظمة أطباء بلا حدود، توفي منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الأول من أكتوبر الحالي 66148 شخصاً في غزة وأصيب 168716 آخرون. بالإضافة إلى ذلك لم يعد أي مستشفى يعمل بشكل كامل؛ ووفق تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، فإن فقط 14 مستشفى من أصل 36 تعمل جزئياً حتى اليوم. حضر ناشطون وأعضاء حزب جبهة اليسار (FA) السياسي المسيرة أيضاً. حيث قررت الجبهة خلال اجتماعها السياسي يوم الاثنين الانضمام إلى هذا المطالبة وأصدرت بيانًا دان فيه «الإبادة الجماعية التي يرتكبها حكومة بنيامين نتنياهو» وطالبت بـ«إنشاء ممر إنساني فوري لدخول الغذاء والدواء» إلى قطاع غزة.
شارك فرناندو بيريرا رئيس القوة السياسية اليسارية بهذه المسيرة وكذلك كارولينا كوزيه نائب الرئيس التي وصفت لأول مرة ما يحدث في غزة بأنه إبادة جماعية قائلةً: «هناك إبادة جماعية.»
في مقابلة مع وكالة سوبراجادو وعندما سُئلت عن طلب قطع العلاقات مع الحكومة الإسرائيلية قالت إن أوروغواي تلعب “دورًا هامًا لاحترام القوانين الدولية والسعي لتقديم مقترحات ودعم البحث عن اتفاقيات”. وأضافت أن قطع العلاقات هو شأن تابع للسلطة التنفيذية لكنها تعتقد أن “هذا لن يحدث بتلك الطريقة.” وقالت أيضًا:”لا أعتقد أنه من الصحيح ربط الوضع البائس والمريع للشعب الفلسطيني لتحرير الرهائن”. كما تؤكد بأن وضع غزة هو إبادة جماعية وختمّت بالقول:”أنا أتظاهر هنا وأدعو للسلام وتحقيق أفضل الظروف الإنسانية.”
تعكس الشعارات والهتافات التي رفعت خلال المسيرة المشاعر العميقة لهؤلاء الذين ربما اجتمعوا لأجل هدف مشترك دون معرفة بعضهم البعض سابقًا. ومن بين الشعارات التي كانت تُردد:
«كان هذا مستشفى وليس قاعدة عسكرية»،
«الحكومة الصهیونیست شما إرهابيون»،
«اصبر يا غزة فالعالم ينتفض»،
«أين العقوبات ضد إسرائيل؟ لا تُرى.»
احتشد أكثر من مئة يهودي أوروجوياني يعارضون إجراءات إسرائيل بحق غزة ويطالبون بقطع العلاقات معها.
وقال أحد اليهود المشاركين بالتظاهرة مؤكداً بأن ”الصهيونية هي إيديولوجيا عنصرية واستعلائية ترتكب إبادة جماعية”، مضيفاً “إسرائيل لا تمثل اليهود المتفرقين حول العالم.” وتابع “لا يمكن الخلط بين الصهيونية واليهودية أو اليهود؛ نحن لا نؤمن بفكرة شعب مختار ولا أننا أعظم شعب.” قرأت كريستين ميرزا النائبة السابقة بيان التنسيق لفلسطين الذي جاء فيه إن أهداف إسرائيل ليست فقط القضاء على منظمة بل محو شعب بأكمله وإلغاء وجوده وذاكرته. وأضاف البيان “الحكام الإسرائيليون الذين يمثلّون أسوأ تيارات اليمين المتطرف عالمياً يجب محاكمتهم بتهمة جرائم ضد الإنسانية.”
“إسرائيل تكذب؛ هذا ليس حربًا على المقاومة بل حربٌ عنصرية واستعمارية ضد شعب بأكمله.” ويكرر البيان دعوة الحكومة للاعتراف بالإبادة الجماعية وإدانتَها وتشجيع فتح تحقيق ومحاكمة الجرائم المرتكبة وطالَب بفرض قطع علاقاتها بإسرائيل “طالما أنها لا تحترم القوانين الدولية”. وختم البيان قائلاً:”لا تُوردُوا المزيد من اللحوم لإشعال نيران الإبادات لإسرائيل! لنشترِ الأسلحة التي تُجرَّب على الأطفال الفلسطينيين! السكوت شراكة بالجريمة والتقاعس مشاركة بها، والوضع يستوجب التحرك فوراً.” وأضاف : ”السلام ليس مجرد غياب القنابل وإنما حرية مصحوبة بالعدل.”
