عاصفة الأقصى تثير موجة تضامن عالمية مع الفلسطينيين
وكالة مهر، قسم الأخبار الدولية، الناز رحمت نژاد: رسم الكيان الصهيوني على مدى عقود صورة للتفوق العسكري والسيطرة الاستخباراتية لنفسه. دمرت عملية عاصفة الأقصى هذه الصورة في صباح واحد فقط. لقد كسرت هذه العاصفة قوة العدو بشكل لا رجعة فيه وأذلّت الكيان الصهيوني أمام العالم.
في الذكرى الثانية لعملية عاصفة الأقصى أجرينا حواراً مع «زينب أصغريان» خبيرة رفيعة في الشؤون الإقليمية، فيما يلي نص الحوار:
قالت زينب أصغريان: بعد عامين من بدء الحرب، أصبحت غزة رمزاً للصحوة العالمية.رغم أن تقارير البنك الدولي والاتحاد الأوروبي تشير إلى أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والمنازل تجاوزت 50 مليار دولار، إلا أنه كما تقول مؤسسة “راند” البحثية فإن هذه المأساة الإنسانية وحدها أحدثت تحولاً جدياً في وعي المجتمع العالمي تجاه القضية الفلسطينية.
وأضافت: تظهر التحليلات التي نشرتها مراكز بحث مثل «مركز كارنيغي» و«مجلس العلاقات الخارجية الأوروبية» أن حرب غزة نجحت أكثر من أي حدث آخر خلال العقدين الماضيين في رفع وعي الرأي العام العالمي بطبيعة الاحتلال الصهيوني. تتحدث وسائل الإعلام المستقلة والشبكات الأكاديمية والحركات الاجتماعية في أوروبا وأمريكا اليوم بصراحة أكبر عن حقوق الفلسطينيين مقارنة بالسابق. هذا التغيير أحدث نوعًا من الوعي العالمي الذي أضعف الشرعية السياسية والأخلاقية للكيان الصهيوني على الساحة الدولية. ومن جهة أخرى، نالت المقاومة الفلسطينية وخاصة حركة حماس رغم الضغوط العسكرية والتدمير غير المسبوق شرعية جديدة لدى جزء من الرأي العام العربي والعالمي الإسلامي.
وأشار الخبير الإقليمي إلى أنه وفقًا لما كتبته مؤسسة MERIP البحثية، فقد حولت الحرب حركة حماس من لاعب عسكري بحت إلى رمز للمقاومة ضد العدوان. وفي الواقع يمكن القول إن غزة اليوم ليست مجرد ساحة نزاع فقط؛ بل مسرح تُسقط فيه هزيمة الكيان الصهيوني الوعي العالمي وتعيد بناء صورة المقاومة ضمن الذاكرة السياسية للأمم. وفي حال تشكل النظام الجديد لفلسطين فسيقوم على أساس هذه الصحوة العالمية وإعادة تعريف الشرعية السياسية للفلسطينيين.
تابعت أصغريان بالقول إن محور المقاومة يمر حالياً بمرحلة إعادة بناء وإعادة تعريف إستراتيجية نفسها. وتبين تحليلات مؤسسة The Century Foundation (قرن القرن) أن محور المقاومة ليس بنظام منهار بل هو مجموعة مرنة من الفاعلين المحليين القادر على التجدد بعد كل ضربة يتلقاها.
وأشارت إلى تحليل MERIP الذي يؤكد أن المحور يركز الآن على ثلاث أولويات أساسية هي أولاً إعادة بناء قدرات الردع وشبكات الدعم اللوجستي، ثانياً استخدام الدبلوماسية العامة والقانون لإضفاء الشرعية على روايته الخاصة، وثالثاً السعي لحضور سياسي فاعل ضمن المسارات المستقبلية للفلسطينيين. ويقول خبراء كارنيغي إنه إذا تمكن المحور من تجاوز المنطق العسكري الضيق والمشاركة فعليًا ضمن الآليات السياسية القادمة فقد يصبح أحد اللاعبين الرئيسيين لصياغة نظام فلسطيني جديد.
أضافت أصغریان بأن عملية عاصفة الأقصى بلا شك ولدت عبر المجتمع الدولي موجة تضامن غير مسبوقة مع الفلسطينيين؛ فمن المظاهرات الجماهيرية في لندن وباريس ونيويورك والحركات الطلابية بالإضافة إلى المقاطعات المدنية تجاوز صوت رفض السياسات الاحتلاليّة حدود العالم العربي ليصل لمستوى عالمي واسع النطاق. وفقًا لتقرير مجلس العلاقات الخارجية الأوروبية تصاعد الانقسام بين الحكومات والرأي العام الغربي تجاه الكيان الصهيوني أصبح أكبر بكثير مما كان سابقًا.
وقالت كذلك إن الجبهة الموحدة داخل الحكومات لم تتشكل بعد بسبب المصالح الاستراتيجية والارتباطات الأمنية لهذا النظام معها التي أعاقت تشكيل تحالف عالمي ضد تل أبيب حتى اليوم لكن كما يشير مركز كارنيغي البحثي فقد تضررت شرعية كيان الاحتلال الأخلاقية بشدة داخل النظام الدولي وأجبر الحلفاء التقليديون له حتى على خفض لهجتهم التأييديه علناً مما يدلّ أنّ موجةً أخلاقیّة عالمیة بدأت بالفعل تشكل جبهة اجتماعیة واسعة تضاد الاحتلال لم تكن ممنهجة رسميًا لكنها تركت أثراً مستمرّاً بين الجمهور العالمي.
وأكدّت أصغریان أن رد الفعل المتباعد للغرب تجاه حرب غزة يمثل علامة واضحة لأزمة النظام العالمي الحالي إذ تشير دراسة حديثة لـ«كارنيغي» إلى ضعف مؤسسات الأمم المتحدة وقدرتها المحدودة لوقف العنف الأمر الذي قضى على مصداقيته للنظام الليبرالي ولمفهوم ”حقوق الإنسان العالمية”. ويرى العديد من الباحثین الأوروبيین والشرق أوسطيین أنّ الأزمة كشفت ازدواجیَّۃ المعاییر الغربیَّہ وزادت شكوک الجنوب العالمِي إزاءه.
واختتمت أصغر یان بالقول إن دولًا كچـن والصین وروسیا وايران استثمروا هذا الفراغ الأخلاقي لتعزيز دورهم كوسطاء وداعمين للقضیه الفلسطینیۀ۔ ویعتقد خبراء مرکز دراسات الشرق الأوسط الاستراتیجی ان ذلک یمثّل مؤشر تمهد لطویلە تعددی القوی جدیدہ حيث لا تستمد الشرعیۃ مستقبلآ لتکون علی اساس القوة الغربیۃ الأدبیۃ وانما علی مبادئ العداله والرؤیا الشعبیہ۔ وخلاصۃ القول فان ھذه الحرب کان اختبارا للمصداقیہ الأخلاقیه للغرب وكفاءة المؤسسات الدولیه وعلى الرغم ان النهایە لیست محسومة فالنتائج والدلالات تدعو الى عبور دنیا قديمٍ للدخول فی عهد تعددی الاصوات واعادة تعریف القیم الدولیه۔