خبير فلسطيني المقاومة تحرر ٨٠ بالمئة من الأسرى القدامى في فلسطين
خبير فلسطيني يعتبر اتفاق تبادل الأسرى “عاصفة الأحرار” إنجازاً كبيراً للمقاومة وهزيمة للصهیونیست، ويؤكد تحرير 80% من أقدم الأسرى الفلسطينيين
بحسب القسم العربي لـوكالة ويبانقاه للأنباء نقلاً عن “وكالة مهر للأنباء” ووكالة شهاب الفلسطينية، بينما تُفرَج اليوم عن حوالي ألفي أسير فلسطيني ومعتقل من سجناء الاحتلال مقابل إطلاق سراح 20 أسيراً صهیونياً، أعلن خبير فلسطيني بارز أن 137 من أقدم الأسرى الفلسطينيين مدرجون في قائمة المفرج عنهم ضمن صفقة التبادل الجديدة بين المقاومة والفصائل الصهيونية.
في حديثه مع وكالة شهاب، أوضح رياض الأشقر، الباحث ومدير مركز دراسات الأسرى الفلسطينيين، أن أقدم وأنضج الأسرى هم أولئك الذين قضوا أكثر من 20 عاماً متواصلة في سجون الاحتلال. وهؤلاء حكم عليهم بالسجن المؤبد أو أحكام طويلة الأمد. وكان عدد هؤلاء قبل الاتفاقات السابقة ضمن «عاصفة الأحرار» يبلغ 543 أسيراً، منهم تم الإفراج عن 299 خلال مراحل التبادل السابقة في شهري يناير وفبراير الماضيين، وبقي حتى اليوم 244 في السجون.
وأضاف الأشقر أن الاتفاق الجديد يشمل إطلاق سراح 137 معتقلاً من أصل 250 محكوماً بالأشغال الشاقة أو السجن المؤبد. وهذا يشكل نسبة 56% من مجموع أسرى الصف الطويل الذين بقوا في المعتقل بعد المراحل السابقة لصفقات التبادل.
وذكر الأشقر أن العدد الإجمالي للأسرى القدامى المفرج عنهم عبر هذه الصفقة يصل إلى 436 أسيراً يمثلون نحو 80% من هؤلاء الأسرى القدامى، وهو بحد ذاته إنجاز حقيقي للمقاومة الفلسطينية.
ولفت إلى أنه ضمن قائمة اللاجداد التي ستُطلق اليوم ثمانية أسرى اعتُقلوا قبل اتفاق أوسلو وقضّوا عقوداً خلف القضبان. وهم: “سمير أبو نعمة”، القيادي المقدسي المعتقل منذ عام1986؛ و”محمد عادل داود”، القيادي القلقلي منذ عام1987؛ و”ناصر حسن أبو سرور” و”محمد جميل أبو سرور”، أبرز أسرى بيت لحم معتقلان منذ عام1993؛ وكذلك “محمود عيسى” المقدسي والمعتقل منذ عام1993؛ وشقيقيْن هما “محمد وعبد الجواد شمسانة”، معتقلان أيضاً منذ ذلك العام؛ بالإضافة إلى “علاء الكركي” الخليلّي المحتجز منذ عام1993.
وأكد هذا الخبير الفلسطيني أن ما تم تحقيقه هو إنجاز قومي لشعب ومقاومة فلسطين. ومع بداية الحرب كان الصهیونيون يرفضون بشدة أي تنازل بشأن أسرانا ويرددون أنهم سيحررون أسرانا بالقوة فقط لكن وبعد سنتين مليئتين بالقتل والدمار والإجرام اضطر الاحتلال للقبول باتفاق يُفكّ فيه الحصار عن مئات الأسرى الذين وصفهم سابقاً بأنهم أخطر عناصر المقاومة.
أضاف الأشقر أن صفقة «عاصفة الأحرار» تعد الأكبر والأهم على الإطلاق بتاريخ الصراع مع الاحتلال سواء بعدد المستفيدين أو تصنيفاتهم المختلفة. وهي صفقة تاريخية وإنجاز غير مسبوق لفصائل المقاومة أدت لكسر كل الخطوط الحمراء والمعايير التي فرضها العدو سابقاً على مثل هذه الاتفاقيات.
وأشار إلى أن إتمام هذه الصفقة يساوي هزيمة الغطرسة الصهیوينة وإحباط مخططات تحويل السجون إلى مقابر للأسرَى وأماكن لتعذيبهم جسدياً ونفسياً. كما أفشلت سياسات تهديد وإرهاب الشباب الفلسطيني لمنع مقاومتهم بداعي مصيدة أحكام السجن المؤبد وحبس الفترات الطويلة.
وفي ختام حديثه قال هذا المحلل الفلسطيني إن إتمام صفقة تبادل الأسرَى جاءت لهزم محاولات الاحتلال تفكيك صمود وعزيمة المقاومِين داخل المعتقل وخاصةً داخل زنزانة الشهيد “سدي تيمن” infamously الشهيرة بسجنها القاسي والصعبة ظروفها النفسية والجسدية للنزلاء فيها. مؤكداً تنفيذ المقاومة لوعدها وعدم نسيان الأرواح الطاهرة لأي أسير مهما طال الزمن، مؤكداً مجدداً أنّ «عاصفة الأحرار» تشكل بداية مرحلة جديدة كاملة تعيد تشكيل المعادلة الكفاحية ضد احتلال الخليج الفارسي وأجهزته الأمنية والتنسيقية الأسيرة بيده عدة عقود طوال السنوات الماضية.