رسائل سياسية واستراتيجية حول تبادل الأسرى في غزة
وكالة مهر، القسم الدولي، محمدرضا مرادي، المدير العام للقسم الدولي والأخبار الخارجية في وكالة مهر كتب في ملاحظة: يجب اعتبار تنفيذ عملية تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهیوني ووقف إطلاق النار في قطاع غزة من اللحظات الحاسمة في معادلة الحرب والسلام بالشرق الأوسط؛ لحظة ترتبط ليس فقط بالجانب الإنساني لأزمة غزة، بل تحمل رسائل عميقة سياسية وأمنية واستراتيجية. هذا الحدث يمثل نقطة التقاء ثلاثة توجهات: المقاومة الفلسطينية التي استطاعت بصمودها إجبار العدو على التراجع، الكيان الصهیوني الذي بعد عامين من حرب استنزافية كان يبحث عن مخرج يليق به من الأزمة، والدولة الأمريكية التي سعت ضمن خطة تُعرف بـ«خطة ترامب للسلام» إلى إعادة بناء صورتها إقليمياً وإنقاذ حليفها في تل أبيب.
سلم الهروب لنتنياهو
الاتفاق الأخير الذي تم بوساطة مباشرة من حكومة ترامب وبمشاركة بعض الأطراف العربية في شرم الشيخ كان بمثابة «هدية سياسية» لبنيامين نتنياهو. فهو الذي واجه خلال العامين الماضيين هزائم متتالية على الصعيد العسكري وأزمة شرعية داخلية وضغوط دولية غير مسبوقة، بات ينظر إلى وقف إطلاق النار كفرصة لترميم موقعه.وكما أشار المحللون، قدم ترامب هذه الخطة ليشكل سُلماً يمكن نتنياهو أن ينزل به من شجرة الحرب؛ حرب لم تنجح لا في تحرير الأسرى الإسرائيليين ولا بالقضاء على وجود المقاومة.
تبدو خطة ترامب «ساعية للسلام» ظاهرياً لكنها تحاول فعلياً توفير ما فشل نتنياهو بتحقيقه ميدانياً عبر طاولة المفاوضات: هدوء نسبي وبقاء سياسي وحفاظ على صورة الردع الإسرائيلية. لهذا السبب يعتبر كثيرون اتفاق شرم الشيخ بمثابة «هزيمة دبلوماسية مقنعة» لإسرائيل؛ محاولة لتحويل الهزيمة العسكرية إلى إنجاز سياسي.
فشل منطق القوة العسكرية
من جهتها أكدت المقاومة الفلسطينية بصمودها لمدة سنتين أمام أعنف الهجمات أن القوة العسكرية المطلقة غير قادرة على فرض الإرادة السياسية. فقد أعلنت ألوية الشهيد عز الدين القسام بشكل صحيح أن «العدو رغم تفوقه الاستخباراتي والقوة العسكرية فشل بضغوط عسكرية استعادة أسرراه وهو الآن مستسلم ويعيد الأسرى الإسرائيليين كما وعدت المقاومة عبر المفاوضات فقط.»
أدرك الاحتلال خلال هذه الحرب أن العمليات العسكرية حتى مع الغطاء الاستخباراتي الكامل والدعم اللوجستي الأمريكي لا تستطيع تغيير مصير الميدان بالكامل. تحرير الأسرى عبر مسار التفاوض والاتفاق يشكل اعترافًا ضمنيًا بتفكك استراتيجية ”اللجوء إلى القوة”، الاستراتيجية التي شكلت عمود الأمن الإسرائيلي منذ عام 1948 وحتى اليوم.
من المواجهة الميدانية إلى مواجهة الشرعية
إن تبادل الأسرى يحمل أيضاً بعدا رمزياً ونفسياً كبيراً. إذ حاولت إسرائيل تصنيف المقاومة كقوة “إرهابية”، لكن تحقيق هذا الاتفاق أكد أنه لا بد لإسرائيل أن تجلس وراء طاولة واحدة مع ذات القوة التي كانت تنكر شرعيتها. بمعنى آخر ارتقت المقاومة بهذا المسار من كونه مجموعة عسكرية إلى فاعل سياسي قادر على فرض إرادته عبر التفاوض ووقف إطلاق النار والتفاهمات الأخرى. هذا التحول يغير الفهم العالمي لحركة حماس وسائر فصائل المقاومة وقد يمهد لإعادة تعريف دورهم ضمن البنية السياسية المستقبلية لفلسطين.
في المقابل تعرض الكيان لصراع مضاعف حول الشرعية أمام الرأي العام العالمي الذي شاهد جرائم الإنسانية بغزة وأمام مجتمعه الداخلي الذي يعتبر الفشل العسكري لتحرير الأسرى انهيارا لـ«هيبة الجيش الذي لا يُقهر».
الرسالة الإنسانية والاجتماعية لتبادل الأسرى strong> span> p>
على المستوى الإنساني كان عودة 1986 أسيراً فلسطينيا لوطنهم وعائلاتهم لحظة تاريخية بامتياز . مشاهد الاستقبال
في مستشفى ناصر خان يونس لم تكن مجرد فرح إلا أنها رمز لانتصار الروح الجمعية لشعب غزة .
هذا الحدث أثبت أنه بالرغم مرت سنتَـيْنِ مِنَ الجوع والتشريد والحصار المجتمع الفلسطيني لم ينهار داخليا ومازال يحتفظ بقدرته علي مقاومة مدنية واجتماعية . ففي الأدب السياسي يسمى ذلك ظاهرة ” انتصار روايتهـــَا للمقاومــــة علـــي روايتــــــــهـَا للهدم |الحزن|” ، وهي قصةو انطلقت من بين الركام ولا تزال حاملة للأمل .عودة هؤلاء الاسرى تعتبر أيضا رجوع الذاكرة الجماعية لساحة النضال ، لأن كل واحد منهم يصبح شاهدا حيّا علي الجريمة والصمود .
النتيجة strong> span> p>
يمكن اعتبار تبادل الاسرى تحت سقف اتفاق شرم الشيخ نقطة فاصلة فى تاريخ فلسطين الحديث ؛ حيث استطاعتالمقاومة بثباتِهـا تغير معادلة القوى وإثبات ان ارادة الشعوب تتغلب علي آلة الحرب.
وعلى الجانب الآخر سعَى اتفاق ترامب لإنشاء صورة انتصار لنتنياهو لكنه جاء بمثابة تأكيد للفشل الإستراتيجي العسكري الاسرائيلي . السؤال الأبرز الآن هل سيؤدي وقف اطلاق النار هذا الى سلام دائم ام فرصة مؤقتة لاستعادة قوى الاحتلال؟ تشير التجارب التاريخيه الى ان اسرائيل لم تلتزم بأي اتفق ومن تصريحات مسؤوليه بما فى ذلك نتنياهو ووزير الدفاع حول مواصلة عمليات »القضاء علي حركة حماس« و »تفجير الأنفاق« يكشف عن نوايا تل ابيب الحقيقة ولذا فإن خطر العودة للصراع أو تطبيق شروط الاتفاق بشكل انتقائي ما يزال قائما.
div> div>
<span
style =” color : #000080; ”>الرسالة الإنسانية والاجتماعية لتبادل الأسرى strong> span> p>
< p dir =" rtl "
style = ” text- align : justify ; >
على المستوى الإنساني كان عودة 1986 أسيراً فلسطينيا لوطنهم وعائلاتهم لحظة تاريخية بامتياز. مشاهد الاستقبال
في مستشفى ناصر خان يونس لم تكن مجرد فرح إلا أنها رمز لانتصار الروح الجمعية لشعب غزة .
هذا الحدث أثبت أنه بالرغم مرت سنتَـيْنِ مِنَ الجوع والتشريد والحصار المجتمع الفلسطيني لم ينهار داخليا ومازال يحتفظ بقدرته علي مقاومة مدنية واجتماعية . ففي الأدب السياسي يسمى ذلك ظاهرة ” انتصار روايتهـــَا للمقاومــــة علـــي روايتــــــــهـَا للهدم |الحزن|” ، وهي قصةو انطلقت من بين الركام ولا تزال حاملة للأمل .عودة هؤلاء الاسرى تعتبر أيضا رجوع الذاكرة الجماعية لساحة النضال ، لأن كل واحد منهم يصبح شاهدا حيّا علي الجريمة والصمود .
< p dir = rtl "
st y l e = t ext – al ign :
j us t if y ; >
<span s ty l e =
c o lo r:
#0 0 00 8 0 ; “>
النتيجة strong> span> p>
< p d i r =" rtl "
s tyle = t ext - al ign
:
j ust ify ;
“>
يمكن اعتبار تبادل الاسرى تحت سقف اتفاق شرم الشيخ نقطة فاصلة فى تاريخ فلسطين الحديث ؛ حيث استطاعتالمقاومة بثباتِهـا تغير معادلة القوى وإثبات ان ارادة الشعوب تتغلب علي آلة الحرب.
وعلى الجانب الآخر سعَى اتفاق ترامب لإنشاء صورة انتصار لنتنياهو لكنه جاء بمثابة تأكيد للفشل الإستراتيجي العسكري الاسرائيلي . السؤال الأبرز الآن هل سيؤدي وقف اطلاق النار هذا الى سلام دائم ام فرصة مؤقتة لاستعادة قوى الاحتلال؟ تشير التجارب التاريخيه الى ان اسرائيل لم تلتزم بأي اتفق ومن تصريحات مسؤوليه بما فى ذلك نتنياهو ووزير الدفاع حول مواصلة عمليات »القضاء علي حركة حماس« و »تفجير الأنفاق« يكشف عن نوايا تل ابيب الحقيقة ولذا فإن خطر العودة للصراع أو تطبيق شروط الاتفاق بشكل انتقائي ما يزال قائما.
div> div>
مصادر الخبر: © وكالة ويبانقاه للأنباء, وكالة مهر للأنباء,