قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

تل أبيب غير ملتزمة بتعهداتها حماس ترد بذكاء على خطة ترامب

عماد نجار، خبير الشؤون الدولية، يقول ‌إنّ حركة حماس اتخذت موازنة وتكتيكاً مناسباً للغاية ردًا على خطة ترامب المؤلفة من 20 مادة بشأن ‍غزة، وهو القبول المشروط لهذه الخطة.

وكالة مهر​ للأنباء – فريق الشؤون الدولية: أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس مؤخراً موافقتها المشروطة على خطة الرئيس الأمريكي التي تضم 20 مادة.⁢ وعلى هذا الأساس تم إقرار وقف إطلاق النار في غزة، والذي تمّت المرحلة الأولى منه⁣ بتحرير نحو 2000 أسير فلسطيني مقابل 20 أسيراً صهیونياً. وقد أثار رد فعل⁢ المقاومة الإسلامية حماس ​تجاه خطة ترامب التي جاءت بمثابة موافقة مشروطة اهتماماً واسع النطاق.

وفي ‍هذا السياق أجرت وكالة مهر مقابلة⁤ مع عماد نجار، ⁣خبير الشؤون الدولية، ونوضح لكم نصها كاملاً فيما يلي؛

كيف تقيم موقف حماس من «خطة ترامب المؤلفة من 20 مادة لقطاع غزة»؟

اتخذت حماس موازنة مناسبة ⁣جداً في الرد على خطة ⁢ترامب المكونة من عشرين بندًا بشأن غزة وهي قبول الخطة بشكل مشروط. تضمنت هذه الخطة بنودًا متعددة لم⁣ توافق عليها حماس بشكل كامل بل ⁢قبلتها ​بشروط ورفضت بعض ​البنود فيها. ومن⁣ المهم أن نلاحظ أن قبول ‌هذه الخطة جاء بعد مشاورات بين الفصائل الفلسطينية المختلفة ‌ووسط ⁣ضغوط كبيرة مورست على المقاومة ​وحركة حماس من قبل أمريكا وقطر ومصر وتركيا لقبول هذه الشروط.

شهدت ⁣خطة​ ترامب ذات العشرين بندًا‌ تغييرات مقارنة بالخطط السابقة وهذا يعكس أسلوب تعامل حماس مع تلك الخطط؛‌ حيث أدّت المرونة والثبات لدى حركة حماس إلى تغيير خطط التهدئة المقترحة ⁢من الغرب أو أي طرف آخر. كانت الخطط السابقة تستهدف تهجير الفلسطينيين قسرًا وإخلاء قطاع غزة وتحويله إلى منطقة سياحية غربية وأمريكية بحتة⁢ ولكن نسخة الـ20 بنداً طرأت عليها تغييرات جوهرية كثيرة مقارنة بالخطط⁢ الماضية.

ردّ حركة حماس على خطة ترامب كان مدبرًا وتكتيكيًا؛ أُزيل الذريعة عن ‌العدو

ما هي البنود التي قابلتها استجابة إيجابية وأيها رفضتها حركة حماس؟

نفذت حركة الحماية خطوة تكتيكية بقبولها المشروط للخطة مما أتاح لها فرصة المشاركة في جولات التفاوض القادمة. لو لم توافق عليها لحُذفت لاحقاً خلال المفاوضات المقبلة وكان ذلك ذريعة للغرب‍ والصهیونيين لاستبعادها وإقصائها وجلب بدائل غير رسمية⁤ وحتى غير فلسطينية لكن بهذا التصرف تُبقي الحركات فرصة استمرار هذا ‍المسار مفتوحة عبر شروط صارمة محددة.

تلعب الحركة دور لاعب متعدد المستويات؛ كقاعدة اجتماعية وسياسية واقتصادية وعسكرية تدير أزمة داخلية في غزة والضفة الغربية، وفي المجال الإقليمي تحافظ على علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتركيا وقطر ومصر، ‍كما كوّنت إطار علاقات دولي⁢ وتحاورية مع الولايات المتحدة والغرب والمنظمات والمؤسسات الرقابية العالمية المعنية.

بيَّنتْ الحركة للمجتمع الفلسطيني والأجواء المنهارة​ في غزة أنها ما زالت محافظةً على نهج مقاومة ثابت وتسير عليه بالإضافة إلى توجيه رسالة إلى المنطقة مفادها بأن اللاعب يجب أن يكون مرناً وعقلانياً وماهر الأداء واستعرضت نفسها أيضاً عالميًّا باعتبار أنّ قرارَها يعتمد تكتيكيًّا وبمبدأ واضح ⁤دون تهميش لهدفٍ ما .

رفض‍ البنود ‍الخاصة​ بنزع السلاح​ والسيطرة الغربية لغزة يعني ⁤إدراك العالم لهوية سياسية واجتماعية وثقافية وحتى ‍عسكرية⁤ لحركةِ حمَاس وغزة وفلسطين ؛ لأن الاتفاق الكامل كان سيجرد الحَمَاس تمامَا مِن هويَّته مما ⁤يجعله ⁤شَبحا عديم الطابع بأصعدة مختلفة ، أما ⁤القبول المُشرط ​لخُطط تِرامب فهو مناورة​ دبلوماسيّة مستراتيجية بالحقيقة .

سبق وأن اختتم وقف إطلاق النار بغزة لفترة ملحوظة . ⁢هل يمكن الاعتماد عليه رغم عدم التزام الطرف الآخر بالعهد ؟

عدم الالتزام والخرق أمر روتيني وواضح ، فالكيان ⁣الصهيوني لم يلتزم أبداً بأي تعهد أو اتفاق حتى ​القرارات ⁣الدولية ⁢وقام بانتهاك جميع القوانين ظاهراً وبكل‌ وضوح وسيستمر بخرقه ⁣للاتفاقيات⁣ الجديدة بكل‍ تأكيد ⁤.

وصل‌ الوعي العالمي بمجتمع الفكر الحر للحقيقة بأنه إذا قَبِل الحَمَاس بهدوء وخضوع مشروع تِرامب فهذا بهدف شَرطي فقط لا غير والمقصود به أن ⁢الهدف ⁣الأمريكي والغربي والصهيوني⁤ ليس خدمة وإنشاء بيئة صالحة لشعب فلسطين بل هو مشروع لتصفية الشعب الحر الذي يقاوم للاستقلال ثم ​حرية الأرض الشعبية الأصل ⁤بعد⁣ هذا الاتجاه ⁣بدأ العالم يرى فلسطين وغزة برؤية جديدة وأكثر نشاطا شعبياً ذاتيًا تُشبه ما حدث مع أساطيل الصمود.[ /div ] [ /div ]

مصادر الخبر: © وكالة ويبانقاه للأنباء, وكالة مهر للأنباء,
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى