قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

كيف تخطط فرنسا لتقديم الدعم العسكري لتل أبيب

فرنسا تسعى على الساحة الدولية ‌لتقديم‍ نفسها ⁢كوسيط سلام وصوت توازن ⁢في ​الشرق الأوسط، بينما تبقى⁢ سياساتها الأمنية عملية متوافقة مع الحلفاء الغربيين.

مذكرة ضيف، أمير حسين⁣ مقيمي: نشر الموقع الرسمي لمجلس الشيوخ الفرنسي نصًا يتضمن سؤالاً كتابيًا موجهًا للحكومة حول احتمال مشاركة فرنسا في تزويد إسرائيل بأسلحة ‍أو معدات عسكرية.

ورد في السؤال أن تقارير نشرت تحركات عسكرية وإرسال ⁤معدات إلى إسرائيل، ويجب ⁣على الحكومة توضيح ⁤ما إذا كانت مثل هذه‍ الإجراءات تتوافق مع السياسة الخارجية ⁢والالتزامات الإنسانية لفرنسا أم لا.

في⁣ ردها على⁤ هذا السؤال، أكدت الحكومة الفرنسية:

“لم تتم ​أي عملية مباشرة تشمل إرسال قطع أو ⁣معدات عسكرية إلى إسرائيل. فرنسا تعمل ضمن الأطر الدولية ومع مراعاة المتطلبات الدفاعية المشروعة.”

وأضافت الحكومة ​أن ​التعاون العسكري الفرنسي مع الأطراف الأخرى، بما‌ فيها إسرائيل، يتم في مجالات مثل تبادل المعلومات ومكافحة الإرهاب وقضايا الأمن‍ الإقليمي، لكن⁢ لا توجد⁣ عمليات نقل أسلحة جديدة من باريس إلى تل أبيب حالياً.

يأتي هذا الرد فيما طالبت الرأي ​العام وجزء من النواب اليساريين الفرنسيين خلال الأشهر الماضية بوقف كامل لأي تعاون عسكري مع إسرائيل بسبب الوضع الإنساني في غزة.

ورغم نفي باريس الرسمي لـ”إرسال مباشر للأسلحة إلى إسرائيل”، يبقى الواقع أن العلاقات العسكرية والأمنية بين الطرفين لم تتوقف بل تعززت بطرق غير مباشرة وعقود رسمية خلال السنوات ⁣الأخيرة.

| فرنسا كعضو دائم في مجلس الأمن وفاعل ‌رئيسي داخل حلف‍ الناتو لا يمكنها اتخاذ ‌موقف مستقل تمامًا عن واشنطن في أزمة الشرق الأوسط.|

| من وجهة ⁢نظر الدبلوماسية ‍الفرنسية ​فإن أمن إسرائيل جزء من “النظام الغربي”‌ بالمنطقة.|

| لذلك حتى لو بدا أن باريس تتخذ مواقف أكثر توازنًا تجاه فلسطين على المستوى الظاهري، فإنها ⁤عمليًا تدعم بشكل غير مباشر كل إجراء يعزز موقع النظام الصهیوني أمام مجموعات المقاومة.|

| نفس المنطق دفع فرنسا إلى مواصلة التعاون الاستخباراتي واللوجستيكي مع تل أبيب ⁤جانباً إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا فيما يتعلق بقضية غزة.|

| كما تُعد فرنسا واحدة من أكبر مصدري الأسلحة عالمياً. شركات⁤ مثل Dassault Aviation ⁢وThales وMBDA ​لديها عقود طويلة الأمد مع الجانب الإسرائيلي – ليس فقط لبيع‍ الأسلحة بل أيضًا لتبادل التكنولوجيا والإنتاج المشترك للقطع العسكرية.|

| ‌لهذا السبب حتى وإن نفت ‍الحكومة رسميًا⁣ “نقل الأسلحة”، تجري العديد من أشكال التعاون عبر عقود صناعية خاصة أو تعاون ثلاثي الأطراف يشمل أمريكا.|

> رؤية عامة:

تحاول فرنسا⁢ تقديم نفسها دوليًا كوسيطٍ للسلام وصوت التوازن بالشرق الأوسط وفي الوقت نفسه تبقي سياستها الأمنية والعملانية متوافقة تمامًا مع الحلفاء الغربيين. هذا التناقض جعل⁣ صورة باريس متباينة وأحياناً مخادعة لدى الرأي العام الداخلي والعالم العربي.

تصريحات إيمانويل ماكرون الأخيرة حول “إمكانية السلام لإسرائيل وغزة” تفهم ضمن ⁢هذا السياق تمامًا: محاولة لإخفاء واقع التعاون الأمنيّ مع ‌تل أبيب تحت ستار خطاب السلام.

مصادر الخبر: © وكالة ويبانقاه للأنباء, وكالة مهر للأنباء,
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى