تحولات غزة توقظ ضمير الإنسانية في العالم
وكالة مهر للأنباء، القسم الدولي: عقدت ندوة دولية تحت عنوان «مستقبل غزة في ظل خطة ترامب» بحضور الشيخ محمد الموعد رئيس هيئة استشارية مجلس علماء فلسطين في لبنان، منصور براتي الباحث المختص بشؤون إسرائيل، محمد أبو عبيد مراسل قناة العالم في غزة، محمد بيات الخبير والباحث في شؤون الشرق الأوسط، حسين هوشمند, خبير الشؤون الأمريكية ومحمد رضا مرادي, مدير عام القسم الدولي والأخبار الخارجية لوكالة مهر للأنباء وذلك في قاعة اجتماعات مجموعة مهر الإعلامية.
محمد بيات قال خلال الندوة: خلال الأشهر الأخيرة تابعت كل من فرنسا والمملكة العربية السعودية مبادرة مشتركة متواصلة بشأن قضية الاعتراف بالدولة الفلسطينية تجلت ذلك بيان نيويورك والقرار الذي أصدره الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال جلستها الثمانين. هذه القضية كانت مهمشة على مدى السنوات الماضية وكان ما يطرح أكثر هو فكرة سلام أبراهام لكن بعد عاصفة الأقصى التي يمكن اعتبارها من إنجازات المقاومة الفلسطينية أعاد الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلى الواجهة إلى درجة أن حتى التيار اليميني المتطرف داخل النظام الدولي لم يعد قادراً على تجاهلها. أما الإمارات والسعودية فقد وجدا أنفسهم موقف خاص ولم يتمكنا من التزام الصمت أمام الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد سكان غزة.
وأضاف: نحن الآن على أعتاب وضع يمكن أن يخرج عن السيطرة بأي لحظة. فقد تعرضت إيران لهجوم كما تعرضت الدوحة لهجوم أيضاً. هذا الأمر أحدث بنية أمنية كبيرة لدول مجلس التعاون الخليجي. كما أن الوضع الإنساني في غزة تفاقم بشكل كبير وانتشار وباء الجوع هناك أيقظ ضمير المجتمع الدولي وفي الوقت نفسه يمارس ضغوطاً كبيرة ليس فقط على حكام إسرائيل بل وحتى حكام الدول العربية. المجتمع الدولي يطرح سؤالاً هاماً عن الحكام العرب الذين ينفقون أموالاً طائلة لأغراض عسكرية ويدّعون دفاعهم عن الإسلام فلماذا لا يستطيعون الدفاع حتى بأدنى المقاييس عن مصالح الفلسطينيين؟
وتابع هذا الخبير والباحث الإقليمي قائلاً: تحت هذه الظروف خرجت خطة ترامب ذات العشرين مادة من اجتماعات مع نتنياهو ثم اجتماعات مع زعماء الدول العربية والإسلامية. بعض الزعماء الباكستانيين ودول أخرى يرون أن ما طرحه الاجتماع كان مختلفاً عمّا نشر لاحقًا إعلامياً. بشكل عام كان الصوت القادم من العالم الإسلامي صوت دعماً للخطة وترحيبًا بها وكذلك حركة حماس خصوصاً جناحها السياسي دعم الخطة أيضاً. تمر غزة اليوم بظروف صعبة للغاية حيث يحرم سكانها من أبسط حقوق الحياة الإنسانية وإذا استمر الاحتلال الإسرائيلي فإن جزءا كبيرا من حلم فلسطين قد يتضرر وقد نشهد احتلال كامل لغزة وضم الضفة الغربية.
وواصل بيات بالقول إن الخروج من الوضع غير الإنساني القائم بغزة يحمل أهمية بالغة للفلسطينيين؛ ومن بين المطالب التي يسعى الفلسطينيون لتحقيقها والتي ورد ذكرها ضمن الخطة دخول 400 شاحنة يومياً تحمل مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر؛ واستمرار الحكم الفلسطيني وسط ظروف تروج فيها الأطراف اليمنية فكرة “إسرائيل الكبرى” يمثل مكسباً مهما آخر للفلسطينيين.