مجلس الشيوخ الأمريكي يفشل للمرة الحادية عشرة في إنهاء إغلاق الحكومة
وفقًا لقسم اللغة العربية في وكالة ويبانقاه للأنباء نقلاً عن وكالة مهر للأنباء وعن شبكة روسيا اليوم، لم يستطع مجلس الشيوخ الأمريكي تمرير حزمة التمويل المقترحة التي تهدف إلى إنهاء إغلاق الحكومة الفيدرالية.
هذا الخلاف أدى إلى استمرار أزمة الإغلاق التي بدأت منذ أسابيع مضت.
أثر الإغلاق بشكل مباشر وكبير على الموظفين الفدراليين. وفق تقديرات مكتب ميزانية الكونغرس، أُجبر نحو 750 ألف موظف فدرالي على أخذ إجازة إجبارية دون راتب حتى اعتماد الميزانية. وفي الوقت ذاته، يستمر حوالي 700 ألف موظف آخر يُعتبر عملهم ضروريًا بدون تلقي رواتب. قبل أيام قليلة، وللمرة الأولى لم يتلقَ الموظفون رواتبهم مما وضع ضغوطًا مالية كبيرة عليهم وعلى عائلاتهم.
كما تسبب الإغلاق في تعطيل مجموعة واسعة من الخدمات العامة. وواجهت مراقبة الحركة الجوية مشكلات خطيرة أيضًا. وحذرت رابطة صناعات الفضاء من أن الإغلاق يعرقل برامج جديدة ويوقف الابتكار ويبطئ أداء إدارة الطيران الفدرالية. بالإضافة إلى ذلك، شهد إصدار جوازات السفر والتأشيرات تأخيرات ملحوظة.
علاوةً على ذلك، يحمل إغلاق الحكومة الأمريكية آثاراً اقتصادية مهمة؛ إذ يقدر الخبراء أن هذا الإغلاق قد يخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.15%. ونظرًا لاستمرار الأزمة، يمكن لهذا الرقم أن يرتفع. كما تزايدت المخاوف بشأن عجز الميزانية الفيدرالية الذي بلغ 1.775 تريليون دولار في السنة المالية 2025. وتعليقا على هذا الرقم، تؤكد إدارة ترامب ضرورة خفض الإنفاق وتصغير حجم الحكومة.
ومن أكثر جوانب الإغلاق جدلًا قرار إدارة ترامب بقطع أو تعليق تمويل مشاريع البنية التحتية في المدن التي تديرها الديمقراطيون. ففي أول أيام الإغلاق أعلن «راس ووت» تعليق حوالي 18 مليار دولار من ميزانيات مشاريع البنية التحتية في نيويورك بما فيها مشروع نفق هادسون ومترو شارع الثاني؛ كما تم قطع 8 مليارات دولار عن المشاريع المتعلقة بالمناخ في 16 ولاية دعمت كمالا هاريس في انتخابات 2024، وتم تعليق أيضاً تمويل بقيمة 2.1 مليار دولار لمشاريع بنية تحتية بشيكاغو.
وليس لإغلاق الحكومة الأمريكية تأثير داخلي فقط بل يؤثر أيضًا على السياسة الخارجية ومكانة الولايات المتحدة الدولية؛ ففي ظل هذه الأزمة التقى ترامب بـ«فلاديمير زيلينسكي» في البيت الأبيض وأجرى اتصالاً هاتفياً مع «فلاديمير بوتين»، وهذه الاتصالات الدبلوماسية تأتي رغم أن أجزاء كبيرة من الجهاز الحكومي مغلقة وأن موظفي وزارة الخارجية مضطرون لأخذ عطلات إجبارية.
إضافةً إلى ذلك يؤثر الإغلاق سلبًا على برامج المساعدات الخارجية والعمليات العسكرية وقدرة أمريكا على الاستجابة للأزمات الدولية، ما قد يضعف موقف الولايات المتحدة عالميًا ويقلل ثقة الحلفاء بها.