قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

استعراض القوة مع إذلال الحلفاء

لا يمكن اعتبار زيارة ترامب الأخيرة إلى اليابان مجرد حدث بروتوكولي أو استعراض عسكري، بل⁣ هي تحمل معانٍ ودلالة عميقة على النهج الجديد لواشنطن في إعادة ⁣تعريف علاقات القوة مع حلفائها.

وكالة مهر للأنباء؛ ⁣ حسام الدين حيدري: لا يمكن اعتبار زيارة دونالد ترامب الأخيرة إلى اليابان وحضور رئيس وزراء اليابان، تاكايشي، على‍ متن الحاملة النووية «جورج واشنطن» مجرد حدث شكلي أو استعراض عسكري؛⁣ إن هذا الحدث ⁣يحمل مدلولاً ورمزية عميقة تعكس النهج الجديد لواشنطن في إعادة تعريف علاقات القوة مع حلفائها.

بعد 79 عاماً من استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية، يشكل وجود رئيس الوزراء‌ على ‌متن نفس رمز القدرة العسكرية للولايات المتحدة واقعاً مريراً ​لطوكيو؛ وهو أن استقلال اليابان السياسي لا يزال⁢ يتحدد تحت​ ظلال مظلة الأمن الأمريكية الثقيلة. ترامب الذي عبّر خلال السنوات الأخيرة علناً عن تذمّره ‍من التكاليف العسكرية‍ الأمريكية في آسيا وأوروبا، يبعث الآن رسالته بلا مواربة عبر هندسة دقيقة للرموز مفادها أن الحلفاء بلا ​موافقة واشنطن ​ليس لهم ⁤قوة بحد ذاتها.

عرض القوة بإذلال الحلفاء

يجب قراءة هذا السلوك كامتداد للنمط الذي يتبعه ترامب في التعامل مع بقية حلفاء أمريكا من أوروبا إلى الشرق الأوسط.إذ سبق وأن ⁣جلس بوقاحة وسخرية زعماء الدول الغربية والعربية خلال قمة شرم الشيخ مكان أتباع لقوة الولايات المتحدة. هذه التصرفات تعكس أكثر من مجرد اندفاع شخصي أو كبرياء فردي لدى ترامب،‌ لكنها تعبر عن نظرة متعمقة للسياسة ⁢الخارجية الأمريكية, قائمة على‌ «استعراض الهيمنة» و«الإذلال الناعم» لتثبيت الهيمنة العالمية.

في هذا⁤ الإطار تبدو اليابان بحكم تاريخها الخاص أكثر الحلفاء هشاشة تجاه واشنطن. وإعادة عرض مشهد دخول رئيس الوزراء الياباني إلى السفينة الأمريكية يشبه استرجاع جزء غير⁢ مكتمل​ من فصل الاحتلال والتابعية؛ مشهد يُظهر فيه ​ترامب ليس فقط قوة الولايات المتحدة العسكرية بل أيضاً تفوقها السياسي والنفسي.

عرض القوة بإذلال الحلفاء

بعبارة أخرى فإن هذا اللقاء يمثل «إعادة بناء رمزية» لماضٍ ما يزال حيًا في العلاقات بين طوكيو وواشنطن. ​يستغل‍ ترامب تاريخ شعوب الأمم بعناية لترسيخ الموقع المتقدم لأميركا ويُبرز أن «القوة» عنده تكمن قبل كل شيء‍ في قدرة إهانة الطرف الآخر.

وأخيراً ربما يمكن القول إن دخول ترامب وتاكايشي إلى حاملة الطائرات‍ جورج واشنطن لم ‌يكن لقاءً دبلوماسياً وإنما كان «عرض استمرار الهيمنة»، وهو حدث يؤكد مرة أخرى أنه​ وفقً لمنطق القوة الأميركية يجب حتى للأصدقاء أحيانًا تذكيرهم بمن يهيمن على ظهر السفينة، وهذا ‌يتم عبر إذلالهم وتشويه استقلاليتهم وهويتهم.

مصادر ⁤الخبر: © وكالة ويبانقاه للأنباء, وكالة مهر للأنباء,
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى