اشتباك حاد بين الخرطوم والإمارات في مجلس الأمن إدريس يتهمكم بسرقة الذهب
ذكرت وكالة مهر نقلاً عن الخليج أونلاين أن جلسة مجلس الأمن الدولي مساء أمس التي عُقدت لمناقشة التطورات والأوضاع في مدينة الفاشر بالسودان، وموجة القتل التي تشهدها المدينة، شهدت اشتباكاً لفظياً وتصادم دبلوماسي حاد بين «محمد أبو شهاب» ممثل الإمارات لدى الأمم المتحدة و«الحارث إدريس» ممثل الخرطوم في المجلس، حيث اتهم الطرفان بعضهما البعض بشكل مباشر بمسؤولية استمرار الحرب في السودان ودعم أطراف النزاع.
اتهم ممثل السودان أبوظبي بشكل صريح بدور خطير ومدمر في توفير الدعم العسكري والمالي لقوات الدعم السريع، مطالباً بوقف تدخل هذا البلد. من جهته، رفض ممثل الإمارات هذه الاتهامات بشدة ووصف الطرفين المتنازعين في السودان بأنهما يفتقران إلى الشرعية السياسية والأخلاقية، واعتبرهما السبب الرئيسي للمأساة الإنسانية الراهنة.
وأفادت المصادر أن الاشتباكات الكلامية بدأت عندما وجه ممثل الإمارات انتقادات لاذعة وغير مسبوقة للطرفين المتحاربين في السودان قائلاً: «القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بانخراطهما في حرب مدمرة أودت بحياة آلاف الأشخاص قد حرما أنفسهم من أي دور مستقبلي في البلاد.»
قال أبو شهاب إن دولة الإمارات منذ بداية الحرب تعاونت مع شركائها الإقليميين والدوليين لدعم الجهود الإنسانية والسياسية الرامية لوقف نزيف الدم. وأضاف أن اتهام دولة تفتح مستشفياتها ومستودعاتها ومطاراتها لاستقبال الجرحى والنازحين بالانحياز لطرف هو أمر مشين.
رد الحارث إدريس بحزم على كلام ممثل الإمارات قائلاً: «هذا غير صحيح. أنتم تغذون الحرب بالسلاح والمال وأنتم الذين ترسلون الطائرات المسيّرة لقصف المدنيين في دارفور.»
وأضاف أنه قدم إلى مجلس الأمن عشرات الوثائق التي تثبت تدخل دولة الإمارات وتقديمها للدعم العسكري والتسليحي لقوات الدعم السريع والدعم المالي للمرتزقة الأجانب بالسودان.
تصاعد التوتر حين خاطب إدريس أبو شهاب قائلاً: «مكانكم ليس على مقعد مجلس الأمن بل وسط الميليشيات المدعومة من قبلكم. قوات الدعم السريع تسرق ذهب السودان وترسلنه إلى الإمارات؛ حيث يوجد اليوم تجار الحرب السودانيون.»
رد ممثل الإمارات بالقول إن هذه الادعاءات خطيرة وغير صحيحة وأضاف أن من المؤسف استغلال البعض للأمم المتحدة لتبرير الفشل الداخلي وربط المشاكل المحلية بالخارج.
غادر كلا الممثلَين الغاضبين الجلسة لينهي أحد أكثر اجتماعات مجلس الأمن توتراً.
