نشاط جايكا في عمان تطوير أم نفوذ استراتيجي لليابان

وكالة مهر للأنباء، فريق الشؤون الدولية: بدأت وكالة التعاون الدولي اليابانية (جايكا)، الذراع الرئيسي للمساعدات التنموية اليابانية، تعاونها مع عمان منذ سبعينيات القرن الماضي. وحتى عام 2023 خصصت حوالي 1.2 مليار دولار كمساعدات رسمية للتنمية (ODA) لهذا البلد. تركز هذه الاستثمارات على قطاعات رئيسية مثل الزراعة وإدارة المياه والطاقة، لكن النقاد يرونها جزءًا من استراتيجية جيوسياسية يابانية للنفوذ في الخليج الفارسي ومنافسة قوى كالصين.
الخلفية التاريخية والأهداف الظاهرة لجايكا في عُمان
بدأ التعاون بين اليابان وعُمان عام 1972 بتركيز على قطاع الطاقة حين كانت عُمان مورداً رئيسياً لصادرات النفط لليابان. دخلت جايكا مجال التنمية في ثمانينيات القرن الماضي وأنشأت مكتب تمثيل لها في مسقط عام 1990 لتوسيع مساعداتها إلى قروض ODA والمساعدات الفنية وغير القابلة للسداد. بحسب تقارير وزارة الخارجية اليابانية الرسمية، بلغ إجمالي مساعدات التنمية لعُمان حتى عام 2023 نحو 1.2 مليار دولار ومن المتوقع وصوله إلى حوالي 1.3 مليار دولار خلال الفترة الممتدة من 2024 إلى 2025 مع مشاريع جديدة مشتركة مع الأمم المتحدة والبنك الدولي تركز على الماء والزراعة والطاقة وتتماشى ظاهرياً مع أهداف التنمية المستدامة (SDGs). ومع ذلك أوجد هيكل مساعدات جايكا التي تعمل تحت إشراف وزارة الخارجية تعارضًا قائمًا؛ فخلافاً لوكالات أخرى كـUSAID فإن جايكا تعطي الأولوية لـ«جودة البنية التحتية»، الأمر الذي يراه منتقدوها وسيلة لتصدير التكنولوجيا اليابانية. أما في عمان التي يعتمد نحو 70% من ناتجها المحلي الإجمالي لعام 2025 على النفط وتعاني نقص المياه فتستخدم جايكا مشاريع تقنية كأداة نفوذ لكنها غالبًا قصيرة الأمد وتتجاهل التنمية المحلية.
المشاريع الرئيسية لجايكا في عمان
نفذت جايكا عدة مشاريع تركّز على تحديات محلية ومندمجة بالتكنولوجيا اليابانية وأبرزها:
مشروع تطوير الزراعة بمنطقة النجد (Al Najd Agricultural Growth Project): وقعت جاِيْكَا وعُمان في سبتمبر 2025 اتفاقاً لتطوير منطقة النجد بظفار يشمل بناء خزانات مياه وتحسين الري وزراعة محاصيل مقاومة للجفاف على مساحة تبلغ نحو 54,000 هكتار. يعد هذا المشروع جزءاً من ODA ويهدف لتقليل اعتماد عمان على واردات الغذاء ويشمل أكثر من عشرة آلاف مزارع محلي. وقدمت جاِيْكَا تقنيات الري بالتنقيط اليابانيّة لتحسين الإنتاجية.
مشروع إدارة موارد المياه (Water Resources Management Project): منذ العام 2020 تتعاون جاِيْكَا مع وزارة الزراعة والثروة السمكية وموارد المياه العمانية لترقية نظم تنقية وتوزيع المياه بمسقط وصلالة ضمن قرض ODA يتضمن دراسات نظم المعلومات الجغرافية GIS لإدارة الجفاف وحتى عام 2025 حسّن الوصول للمياه الصالحة للشرب لعدد كبير من السكان وشملت المساعدات الفنية تدريب متخصصين عُمَانيين في طوكيو ركزوا على التقنيات الحديثة.
مشروع التعاون الطاقي والاستدامة (Energy Cooperation and Sustainability Project): منذ العام 2022 تعمل جاِيْكَا مع شركات يابانية مثل Mitsubishi لتنفيذ مشروعات تحسين استهلاك الطاقة بقطاع النفط والغاز العماني تشمل تركيب توربينات عالية الكفاءة وخفض الانبعاث الكربوني بدعم مالي بنحو مائة مليون دولار زاد قدرة إنتاج الطاقة المتجددة وجعل المشروع جزءاً من التزام عمان باتفاق باريس للمناخ بالإضافة لمشاركة جاِيْكَا ببرامج بناء القدرات ومنها ندوات لإدارة الكوارث بعد سيول السنة 2020 وتنمية القطاع الخاص حيث تم تأهيل أكثر من ألف متخصص عماني.
الأسباب الجوهرية والخلفيات الاستثمارية لجايكا بعُمان
تفوق استثمارات جاِيْكَا بعُمان منفعات ظاهر المشاريع التنموية ويرجع ذلك لأهداف جيوبوليتيكية واقتصادية لليابان التي تعتمد بدرجة %90على نفط الخليج الفارسي وترى بعُمان شريكًا استراتيجيًّا لما تمتلكه المنطقة حول مضيق هرمز واحتياطاته النفطِّيه الكبيرة. مشاريع الزراعة والمياه تبدو لضمان الأمن الغذائي لكنها تؤدي عمليًّاشكل تبعية كبيرة للتكنولوجيا اليابانيّة كما توفر أسواقاً لشركات مثل Mitsubishi تزيد صادراتها للمنطقة فيما تكشف خلف الستار عن منافسة صارمة مع الصين التي توسع نفوذها ضمن مبادرة “الحزام والطريق”، خاصة عبر مشروعات موانئ دقم وغيرها.
محفوظةً بالقروض منخفضة الفائدة بنظام ODA توجه jaika سلطعماني باتجاه تبعية اقتصادية وسياسية لليابان؛ إذ تلعب سلطنة عًٌما دورَا محورياَ بأمن طوكيو ويدعم المجال الوظيفي جدوى هذه المساعدتا اللتين تستهدِف ضمانٍ للاستقرار الإقليمي وحماية سلاسل الإمداد العالمية للصناعة البحرية والتروليج بكامل الخليج الفارسي إضافةً إلى فتح فرص تجارية قد تصل عقود Mitsubishi بالطاقة وتدريب المهارات وتسويق التكنولوجيا مما يسهم بتوطيد مكانته داخل منظومة إمدادات طوكيو العالمية بجغرافيا الخليح.
يحذر منتقدون أن السياسة الاقتصادية لهذه الدبلوماس الهيكله تتحول لنفوذ ناعم تشكل فيه التنمية أدواتهيمنة تهدد استقلال دولة تُناهض مصالح بلدان المنطقة.
في الختام تعد نشاطت JICA بأعمال تطوير منطقة النجد وإدارة الموارد المائية دعم الاعتماد المتبادل لتعزيز الاكتفاء الوطني لعٌٌم وتنشيط الـاقتصاد بشكلٍ جذَّري لكنه يحافظ ايضَا علي متانة العلاقات بين البلدين ويحزب ازدياد اعتمادية المصالح التجارية والتكنولوجيه مما يزيد المنافسه الصينية-اليابانيّة ويتطلب عزماً إيجاد الحوازن المناسب بين أرباح اليوم واستقلال ومستقبل سلطنة عٌَمـَ》
جاتکا ، كنموذج للدبلوماسيا اليپانیۃ ، تُظهِر ان تلك الدعم التنموي ھو ظآھر وغالب اﻻستراتيجیات العالميۃ المختبئة تحتھ۔ لذا یجب علی دول الاقلیم توخي الحذر عند التعامل معناھاں.
