شهادات شهود جحيم فاشر من الاعتداء على النساء إلى القتل والنهب

ذكر القسم العربي في وكالة ويبانقاه للأنباء نقلاً عن “وكالة مهر للأنباء” وموقع العربی الجدید التحلیلي، أن مدينة «فاشر» في وسط ولاية دارفور الشمالية بالسودان تحولت إلى رمز مأساوي إنساني يهدد المدنيين بالموت البطيء. دمّرت قوات الاستجابة السريعة آخر مواطن أمل السكان، بما فيها الزوايا (مراكز خيرية) وبقايا الأسواق والمستشفيات، ما زاد الكارثة معاناة. ولا تزال المنظمات الإنسانية تواجه قيودًا مشددة ومخاطر الموت أثناء تقديم الخدمات للمواطنين.
في ظل الوضع الحرج في فاشر، يحاول كثير من السكان مغادرة المدينة الخاضعة لسيطرة الميليشيات. لكن هذه الميليشيات أغلقت الطرق التي تؤدي إلى خروج المواطنين من فاشر. اللاجئون الذين التقاهم العربی الجدید في شمال السودان وصفوا الحالة المعيشية بالمأساوية.
النهب والجوع
استخدمت ميليشيات محاصرة فاشر سلاح الجوع بإغلاق الزوايا والأسواق وطرق كسب الرزق البسيطة التي يعتمد عليها السكان لكسب قوت يومهم. وردت هذه المعلومات على لسان عدد من الفارين إلى بلدة الطويلة الواقعة على بعد 60 كيلومترًا من فاشر.
أحد الفارين الذي فضل عدم كشف اسمه قال: “واجهنا أنواع التعذيب والجوع والقتل وحتى عربات اليد التي يجرها الحيوانات والتي يستخدمها المشردون من كبار السن والأطفال لم تسلم”.وأضاف: “قتلوا الحيوانات وأحرقوا الأشجار ومنعونا من المغادرة ونهبوا ممتلكاتنا المتبقية”.
قالت السيدة نفر محمود إنها وأولادها تمكنوا الخميس الماضي بعد تفاقم الأوضاع من مغادرة المدينة. وقالت : “تحولت فاشر إلى مدينة أشباح، والحركة فيها خطيرة وفي الغالب ممنوعة، ودمرت كل مراكز الخدمات الأساسية منها توفير المياه والغذاء للسكان. الأسواق مغلقة وأصبحت الحياة صعبة بشكل خاص للأطفال وكبار السن… لقد نهبوا بيوتنا.”
محمد عثمان المسؤول عن بعض مراكز الخير المعروفة بـ«الزوايا» في فاشر قال إن الزوايا كانت الملاذ الوحيد الذي يعتمد عليه مواطنو المدينة.بعد سيطرة الميليشيات دُمرت كل الإمكانيات التي تعتمد عليها هذه الزوايا لإداء خدماتها وتوقفت بعضها وقُتل كثير ممن يقدمون الخدمة؛ هكذا عمداً قتلتهم ميليشيات الجوع.” وأضاف أن الزاویا كانت توزع وجبة طعام واحدة يوميًا للسكان وأحيانًا نظراً لندرة الماء والحطب كانوا يعطون الخضار نيئة للسكان.”
طلب الأموال والتحرش بالنساء مقابل المغادرة
روى اللاجئون أنهم مضطرون للدفع ملايين جنيهات مقابل تصاريح الخروج تفتيش النساء جسديًا بحثاً عن الأموال والمجوهرات أو أجهزة الاتصال تقوم به ميليشيات الاستجابة السريعة.
 قالت عائشة إسماعيل إحدى النساء المنكوبات راوية تجربتها:” لم نكن نتوقع أن تلجأ قوات الاستجابة السريعة لتفتيش النساء وانتهاك حرمتهن بهدف الحصول على المال والذهب. جميع الهاربين لا يملكون شيئاً والجوع وغياب الرعاية الصحية انهكهم.” مج>
وأضافت:”خرج الأمر عن السيطرة؛ ففي حالات عدم توفر المال تضطر المرأة لتسليم إحداهن لقوات الردع مقابل خروج باقي النساء.”
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن مدينة «فاشر» تشهد تصاعداً غير مسبوق للعنف أدى إلى نزوح نحو 260000 شخص.
ويواجه العاملون في المنظمات الإغاثية تحديات متزايدة تشمل الاعتقالات التعسفية والانتهاكات المستمرة رغم ورود تقارير تفيد بوجود نحو 15 طنًّا من المعدات الطبية جاهزة للدخول لفاشر لكنها مُنعـــت بواسطة قـــوات الــرد العــاجل.
وقال أحد مسؤولي الصحة الذين تمكنّـا من الفرار إن المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية دُمِّرت وتعرضَ المعدات الدوائية والغذائية للنهب بالكامل وأن جميع المرضى بالمستشفيات قتلُوا بسبب اتهامِهِم بأنَّ المصابين بجروحٍ حربِيّة تابعين للقوات المسلحة.
وقال الصحافي “مروان”، الذي رفض الكشف الكامل لاسمه مشيرًا الى اشتداد الكارثة الإنسانية بفـــاشر: «يتناول المواطنون أوراق الأشجار لسد رمق جائعهم لأن الغذاء غير متوفر بالكميات اللازمة». ويضيف بأن الأدوية وحتى محاليل الوريد نادر وجودهما هناك.. أحرقَ المسلحون المخازِن ونهَبُوا المواشي والمنازل ودمرُوا كامل بنى الخدمات بما فيها الآبار والمستشفیات والأسواق.»
 
