قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

تشكيل تحالفات لفتح البرلمان العراقي مواجهة داخل إطار التنسيق

الانتخابات العراقية 2025: مواجهة فلسفتين‍ للحكم تنبثق من نفس المرجعية السياسية

في المشهد السياسي المعقد والمتقلب دائمًا في العراق، حيث تتشكل التحالفات ⁢بمنطق البقاء والسلطة وتكون الولاءات قصيرة العمر، لا تشكل ⁤الانتخابات البرلمانية‌ المقررة في 11 نوفمبر 2025 مجرد حدث سياسي عادي، بل نقطة فاصلة حاسمة.​ إذ⁤ تمثل هذه الانتخابات صراعًا ⁢بين قطبين ينبعان من ​داخل خيمة واحدة وهي «الإطار التنسيقي» الشيعي. فمن جهة⁣ يقف ⁣محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العملي ومهندس «دولة الخدمات»، الذي يشارك في الانتخابات عبر‌ تحالف شامل بعنوان «الإعمار والتنمية»⁢ يطمح من خلاله ‍إلى تمديد فترة رئاسته‍ للوزراء وتعزيز موقعه كزعيم وطني.

ومن الجهة الأخرى، يظهر​ نوري المالكي،⁤ السياسي المخضرم ورئيس الوزراء السابق، بقيادة تحالف متماسك وشخصي يسمى «دولة القانون». يسعى المالكي لاستعادة المبادرة وكبح المنافس الناشئ وإثبات أنه ⁢لا ‌يزال المهندس⁣ الرئيسي لمعادلات⁢ القوة في بغداد. يشكل هذا التنافس لقاء⁤ بين تكنوقراطي شعبي واستراتيجي قوي خلف الكواليس؛ معركة قد تعيد رسم ​مصير وترتيب المشهد السياسي العراقي لسنوات قادمة.

المهندس العملي وطموح تحالف الإعمار والتنمية لتمديد ​السلطة

برز محمد شياع السوداني بعد⁢ مأزق سياسي طويل عام‌ 2022 كخيار‍ مصالحة داخل الإطار التنسيقي. على مدار‌ عامين عمل بذكاء لتحويل نفسه من “رئيس وزراء تقاسم” إلى “زعيم مستقل”. أصبح الآن يمتلك رأس مال اجتماعي وسجل إنجازات عمرانية يستثمرهما كأداة سياسية قوية ضمن أكبر تحالف انتخابي بالعراق هو تحالف «الإعمار والتنمية». هذا التحالف عبارة عن مظلة سياسية واسعة تجمع شخصيات وتيارات متنوعة لكنها استراتيجية ‌تحت راية تمديد ولاية السوداني.

تحليل بنية التحالف المتنوع

يتجلى جوهر هذا التحالف في تيار الفراتين بزعامة السوداني نفسه​ الذي يمثل المحور والهوية الأساسية للتحالف.

وتمنح مشاركة وجوه مثل فالح الفياض رئيس ⁢منظمة الحشد الشعبي (مع حركة عطاء) ⁢وأحمد الأسدي وزير العمل والمتحدث السابق لتحال فتح (مع قائمة بلاد سومر)‌ وزنًا أمنيًّا وسياسيًّا بارزًا. رغم تبعية هذين ‌الشخصيتين ⁣لمحور المقاومة⁢ بشكل عام، فإنهما معروفان ​باتباع نهج عملي يسعى لإحداث توازن في العلاقات الخارجية للعراق.

أما الجانب المفاجئ فوجود إياد علاوي رئيس الوزراء السابق​ والذي كان علمانياً مقرباً من الولايات​ المتحدة لعقود‌ طويلة يجلس اليوم ضمن تحالف يدعم حكومة جاءت عبر الإطار التنسيقي نفسه؛ ما​ يعكس محاولة السوداني لبناء قاعدة انتخابية عابرة للأيديولوجيات تجذب أطياف متنوعة من المجتمع‍ العراقي.الاستراتيجية ​والتحديات

يرمى​ الهدف النهائي لهذا التحالف المقدم بأكثر ‌من 470 مرشحاً موزعين على​ 12 محافظة إلى تأمين ولاية ثانية للسوداني ‌كرئيس للوزراء. أبنوا⁣ استراتيجيتهم على ثلاثة محاور: عرض سجل الحكومة الإنمائي كإنجاز ملموس؛ استقطاب شخصيات مؤثرة عبر طيف واسع لتعظيم حجم الأصوات؛ وعقد اتفاقات⁣ خلف الكواليس مع قادة السنة لضمان دعمهم بعد الانتخابات وتشكيل​ كتلة الأغلبية.

لكن يواجه⁢ هذا التحليل مشكلات​ جذرية تتمثل بالتنوع الفكري والإيديولوجي غير المتجانس بينهم وهو ما يعتبر العائق الأكبر للتحقيق الكامل للاستراتيجية. ويذكر النقاد مثال ائتلاف النصر ‍لحيدر العبادي عام 2018 الذي انهار بسبب الخلافات الداخلية رغم‍ الشعبية الكبيرة آنذاك⁢ للسوداني أيضا ​تكشف عن تساؤل محوري يخشاه كثيرون: هل سينهي سوداني فترة ولايته الثانية‍ بنفس النهج المستقل أم سيسلك طريقا مختلفا عن القوى التي أوصلته⁣ إلى الحكم؟

شيخ السياسة و«الدولة‍ الخفية»: عودة تحالف دولة القانون

على النقيض من ‍ذلك الطيف الواسع والجديد لسوداني يأتي هيكل⁣ متماسك​ ومنسجم وقابل⁣ للتوقع تماماً وهو⁢ “ائتلاف دولة ‌القانون” بلا منافس تحت زعامة نوري المالكي المطلقة. هذا‌ الائتلاف أشبه⁢ بحزب كلاسيكي له قيادة ⁣كارزماتيكية وتسلسل ⁤هرمي ‌واضح يؤول كل ⁢شيء ‍لرأس واحد هو نوري المالكي وحده.

سمات ‍آلة سياسية‌ فردانية بحتة

يحمل ائتلاف دولة القانون سجل رئاسة وزير حقيبتين للسنة ‍الثانية(2006-2014) ويراعي إدخال ⁤حيدر العبادي عام 2014 قبل​ أن ينتقل لاحقاً لخلاف معه ويتحول الائتلاف​ منذ​ العام 2018 إلى بنية​ أكثر ‌نقاء ‍وتركيزاً تفتقر لأي شخصية تخاطر بمعارضة مالكي علناً أو ⁣داخلياً مما يكسبها قوة وصلابة ‍لكنها تقوم بالكامل على وحدة القيادة القوية لصاحبها ومدى نفوذه وقدرته السياسية الملفتة كما كانت دومًا أحد قطبي القوة الرئيسيين عند الشيعة مع قاعدة تقليدية مزمنة ‍مخلصة لحركتها الانتخابية ومستقرة بقوة حولها⁤ باستمرار إلا انتخابات العام 2018 فقط حين ضعف حضوره نسبيًّا بعض​ الوقت .

استراتيجية⁣ “الدولة داخل الدولة”

اسمه مرتبط⁣ دائماً بتكوين ودعم “الدولة الخفية”. يرى⁣ خصومه أنه حتى خارج السلطة فإنه ​يدير المجريات ويزن الشطر الأساسي للوضع، وهذا ⁢الأمر جلي أمام حكومة سوداني الحاليّة.
رغم إعلان الائتلاف نفسه كمركز المعارضة الرئيسي لتمديد ولاية السوداني وبث وسائل إعلام أنصار مالي الاتّهامات الشديدة ضده وضد حلفائه​ مثل الادّعاء بالعضوية بالحزب البعثي سابقا ​فإن أربعة وزراء أساسيين بكابينته – النفط والكهرباء والشباب والزراعة – هم محسوبون⁤ رسميًّا⁤ على نصيب وتحريض مباشر منه.
بالمقابل يحضر⁤ فقط عضوان اثنان ​آخران مستقلا⁣ أصلاً ضمن​ حكومتهم ما⁢ خلا السودان ​شخصيا منها وهو​ جنوح ⁤يُمثّل⁢ تناقض الإعلام والدعاوى بأن المالكي ​يرغب بزعامته لرئيس حكومة تابع​ وليس شريك مستقل..

هذه الواقع الشعبي والاعلامي يجعل⁤ خلاف المالكي مع السوداني ليس لأسباب برمجيات وتحاصصٍ بل لخوف یې من استقلال القرار السياسي لفترة ولايته وعدم خضوعهِ لـ«الدولة الخفية».
وهي الصورة ذاتها التي ينتقد بها الآخرون ⁣نهجه قصير ‌النظر: إذ جرّب⁣ دعم العبادي ومن ثم تحول لألد خصومِهِ وفي2022 رشح سودانى وبدوره صار المنافس الأول علناً له الآن!

وتتلخص انتخابات ​مالکی الواضحة ‌بأهداف محددة وهي الحفاظ ⁢وتعزيز قاعدة التصويت التقليدية وإضعاف الخصم الحيوي بشن حملات إعلامیة⁤ وبالأهم ترسیخ دور “الإطار التنسـیقی” كورقة القرار ‍الرئيسية بقيادتِهِ الصلبة وحُكمِهِ المطلق

ملخص؛ الاختيار بين الاستقلال والسيطرة الخلفية

انتخابات العراق⁣ لعام 2025 هي ملحمة منافسة بين فلسفتَيه حكم نشأتَا داخل إطار سياسي موحد.محمد شياع ⁢السودانی وتمیز بتحلیل الأوضاع باقتدار نحو الاعتماد علی الأداء والعمل التقني ویسعی لعبور خطوط أیدئیولوجیة تقلیدیة محتلفة واعتماد تجربة خدماتیه لیخلق أساس اجتماعي مستقل ووَطنی ینظرُ⁤ إلی مجتمعات‌ عراقیه متنوعه فی طیف اتجاهاته المختَلِفة ومتباينة.

وفي ⁤المقابل يتمثل حاصل المعارك السياسات الكلاسیكیّة والقائم علی النفوذ والبنية المؤسساتیه القویه بـ”دولت القانون”става руководителем норі аль-Малкі .
هذا التحالیф هوھيبة منظمة ثابتة ⁣توظف قواعد التصويت التقليدية بوعد الاستقرار والحفاظ علي الانظمة القائمة لكنه يتعرض لاتّهامات بمحاولة ⁣التحكم بالحكومة دون أن يسمح بظهور قيادة ⁤مستقلة جديدة‌ فعلہ⁣ الذکر مطروح بقوة۔

وفي يوم الاقتراع الموافق⁢ لـ11 نوفمبر المقبل لن يكون اختيار الشعب العراقي مجرد شكل بین قائمتیّن وإنما سیختار حامل⁣ المسئولیۃ⁣ واقعی ⁤لتوجيه البلاد إمّا بإدارة وحدة غالب الزعامۃ الوطنية المنشدہ وإنشاء ⁢ائتلاف ‍هش لكن موسَّـعو الأمکنة اجتماعی‌ وتتخطّى الأیدیولوجیا.. ‌أو‌ بدعم سلطة زعيم قوي خلف الستار⁢ مهيمن علی امتداد كتلة سیاسیہ وفی شدید التنسيق يؤدي دوره الأقوی لتثبیّت قوّة السلطه.
وسيحدد الفائز بهذه المباراة الرهان⁣ الراهن ليس للمستقبل والمناصب فقط⁤ بل لموازین القوى کلھا وسط صراعات خفیفه القلب ⁣للعراق سنوات حساسة القادمة 

مصادر الخبر: © وكالة ويبانقاه للأنباء, وكالة مهر ​للأنباء,
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى