بريكس تسير نحو أن تصبح قطباً عالمياً للأمن الغذائي

ذكرت النسخة العربية لوكالة ويبانقاه للأنباء نقلاً عن وكالة مهر للأنباء وعن تي في بريكس، أن بيانات البنك الدولي تشير إلى أن أزمة الغذاء العالمية لا تزال تتفاقم. كما أظهرت البيانات أن دول بريكس يمكنها لعب دور محوري في التغلب على نقص المواد الغذائية؛ وهو دور سيتم تعزيزه من خلال توفير أسعار معقولة للسلع الأساسية وابتكار آليات تجارية جديدة من بينها مشروع إنشاء بورصة حبوب بريكس.
هذه المبادرة التي ستدخل حيز التنفيذ قريباً قد تمهد الطريق لمواجهة فعالة للجوع عالمياً. ومع ذلك، يؤكد الخبراء على أن نجاح المشروع يتوقف على إقامة بنى تحتية شاملة وتنسيق بين الأعضاء ووضع سياسات تنافسية عادلة.
وفق تقرير البنك الدولي، عانى أكثر من 99 مليون شخص في 59 دولة عام 2024 نقصاً حاداً في الغذاء وانعدام الأمن الغذائي. وفي هذا السياق، تُعد دول بريكس التي تمتلك أكثر من ثلث الإنتاج العالمي للمواد الغذائية و40% من إنتاج الأسمدة الزراعية مركزاً عالمياً للأمن الغذائي.
قال لوبارتو سارتيوو، خبير العلاقات الاقتصادية الدولية في حديثه لـ تي في بريكس: «تمتلك دول بريكس نحو 45% من الأراضي الزراعية حول العالم وأكثر من 40% من إنتاج الحبوب واللحوم. كما أنها تشكل جزءاً كبيراً من صادرات الأرز والذرة والقمح».
روسيا، بصفتها لاعبًا رئيسيًا في سوق الحبوب العالمي، صدرت ما يزيد عن 109 ملايين طن غذاء بقيمة 45 مليار دولار عام 2024.وتسعى روسيا لزيادة الإنتاج الزراعي بنسبة 25% بحلول عام 2030. أما البرازيل فبتصدير منتجات زراعية تجاوزت قيمتها 166 مليار دولار تشمل الصويا والقهوة والسكر واللحوم فتحتل المرتبة الثالثة بين أكبر المصدرين عالميًا.
وبينما تحافظ الصين على موقعها كأكبر منتج للأرز والقمح والذرة والصويا، فإنها تتجه نحو تصدير المنتجات ذات العلامات التجارية الوطنية والقيمة المضافة الأعلى. أما الهند فقد حققت نمواً ملحوظًا خلال العقود الأخيرة لتصبح ضمن المصدرين الرئيسيين للأرز والحليب والتوابل والفواكه.
يشدد الخبراء على أنه بالرغم من السعة الكبيرة للقطاع الزراعي داخل مجموعة بريكس إلا أن بعض الدول النامية مثل مصر وإثيوبيا وإيران وجنوب أفريقيا تحتاج إلى دعم خاص فيما يتعلق بالتمويل والبنية التحتية وتقنيات الري الحديثة.
وأفاد ديميتري باتروشيف نائب رئيس وزراء روسيا بأن فكرة إنشاء بورصة حبوب لبريكس التي اعتمدت أبريل 2025 ستعمل على تعزيز الأمن الغذائي وإنشاء مؤشرات سعر مستقلة وزيادة صادرات الحبوب الروسية وأعضاء المجموعة الأخرى.وستوفر هذه البورصة منصة مباشرة لتبادل المنتجات بين المصدرين والمشترين داخل دول بريكس والدول الجنوب عالمية.
وتقدر اتحادية مصدري الحبوب الروس أن هذه البورصة قادرة على تغطية ما بين 30 إلى 40 % من العرض العالمي للحبوب. ومن المتوقع تداول القمح الروسي والصويا والذرة البرازيلية والأرز الهندي ضمن هذا السوق الجديد.
تركز منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (FAO) بعد أكثر من ثمانين عاماً وعلى أربعة مبادئ تعرف بـ «الأفضل أربعة»: إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل p>
في حين يعبر بعض الخبراء عن شكوكهم بشأن تحقيق أمن غذائي عالمي كامل ، يرى المحللون بوجود الموارد والإمكانات الإنتاجية والعزيمة السياسية المشتركة يمكن لبريكس لعب دور استراتيجي بإعادة تصميم النظام الغذائي العالمي . p>
