قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

دور أمريكا وإسرائيل التدميري في السودان واضح والصمت الدولي قاتل

«محمد​ سعد ⁢كامل» ⁤الصحفي السوداني يشير إلى ‌تطورات السودان وقال: من ⁤الواضح تمامًا أن المجتمع الدولي تحت تأثير الغرب وأمريكا وصهیون يدعم كل ما يؤدي إلى زعزعة استقرار السودان.

وكالة مهر، فريق الشؤون الدولية: لأكثر من عامين، دمر الصراع الأيديولوجي السودان وما زال يتصاعد بين⁢ القوات المسلحة ​السودانية (SAF) وقوات شبه ⁢عسكرية «رد الفعل السريع». ما بدأ في أبريل 2023 كصراع على السلطة بين الأجنحة العسكرية تحول الآن إلى حرب أهلية ‌شاملة أودت بحياة أكثر من 150 ألف شخص وأجبرت ملايين على التشرد. وقد وصفت الأمم المتحدة وضع السودان بأنه أكبر أزمة‌ إنسانية في​ العالم. ومع ذلك، ⁣وفي وقت انصب ‍فيه التركيز⁢ العالمي على فلسطين، تُرك شعب السودان في صمت ومعاناة حيث يدفع سكان​ «الفاشر» ثمن هذا التجاهل الدولي.

أجرى⁣ صحيفة «طهران تايمز» مقابلة مع «محمد سعد ‍كامل»، الصحفي السوداني ورئيس تحرير ⁢وكالة الأخبار «براون لاند نيوز»، تناولت التطورات في⁤ السودان نورد نصها بالكامل فيما يلي.

باعتبارك صحفيًا سودانيًا تابع أحداث دارفور ⁣عن كثب، كيف تصف ما يحدث هناك الآن؟ هل هو استمرار‍ لمأساة عام‍ 2003 أم أن الصراعات⁤ اتخذت شكلاً جديداً؟

ما يحدث ⁤في ⁤دارفور هو إبادة جماعية ⁤تشكل المرحلة الأولى من مخطط ميليشيات الـ«جنجويد». تتكون هذه الميليشيات من قبائل عربية تعود أصولها لأفريقيا الوسطى والغربية ومتحدة بهدف إنشاء دولة خاصة بها في إقليم دارفور عبر قتل ‍السكان ذوي البشرة السوداء. للأسف حصلت هذه القبائل على دعم من دول مثل⁣ تشاد التي ‍تنفذ سياسات الإمارات العربية المتحدة.

أهداف ⁣الصراع غربي السودان تغيرت. سابقاً، أثناء‌ حكم⁤ عمر البشير كان⁤ الهدف قمع التمرد عبر تشكيل⁣ ميليشيات الـ«جنجويد». آنذاك كانت الدولة تسيطر جزئياً ‍عليها وعلى الرغم من الانتهاكات الجسيمة فإن الوضع ⁢كان تحت السيطرة‌ نسبياً.أما اليوم فالأمر مختلف تماماً حيث يوجد دعم خارجي لقوات ⁣رد الفعل السريع (RSF)، كما حدث ‌سابقاً مع ​المتمردين ضد حكومة⁤ البشير. التدخلات الخارجية باتت ⁤واضحة⁢ وأنها تستهدف وحدة واستقرار السودان. تقوم ميليشيات ​الـ«جنجويد» باغتصاب النساء وقتل الأطفال ⁣وكبار ​السن وتُسجل جرائمها ​بفخر ⁤باستخدام ⁢كاميراتهم الخاصة.

ما هي برأيكم الأسباب الأساسية للعنف الجديد⁣ في دارفور؟ هل الأزمة عرقية وقبلية بحتة أم لها جذور سياسية واقتصادية​ أعمق؟

أسباب العنف والصراع المتكرر تعتمد على مصالح الدول التي تدعم زعزعة‌ الاستقرار بالسودان؛ مثل الولايات المتحدة التي دعمت التمرد سابقًا تحت ذريعة “التدخل ‌الإنساني”، حين كانت تزود المتمردين بالأسلحة وتدعي أنها تهدف ⁣لوقف انتهاكات حقوق الإنسان.

الآن تُموَّل​ نفس الأسلحة عبر الإمارات العربية المتحدة وبضوء أخضر صهيوني لصالح أعداء السابقين وهم ميليشيات الـ«جنجويد». النزاعات العرقية هي مجرد أدوات لتنفيذ هذا المخطط الكبير؛ فقد⁢ كانت‍ مبررات “تهميش الجماعات الإفريقية” تستخدم ‍لإشعال​ الحرب لكن اليوم⁢ يتضح أنها‍ ستار لخطة أكبر ومعدّة ⁢سلفًا.

إلى أي⁢ حد قوات الجيش السوداني ⁣(SAF) وقوات‍ رد الفعل السريع (RSF) مسؤولة عن هذه الجرائم؟

يعلم العالم بأجمعه أن قوات رد⁤ الفعل السريع ‌قد​ تمردت ضد الحكومة وارتكبت جرائم وانتهاكات ⁢واسعة النطاق في كل أنحاء البلاد. تعرض نساء للاغتصاب، قُتل أطفال ‍وكبار السن والميليشيات بفخر تصور تلك الجرائم⁢ وتتباهى بها. الجيش السوداني ظل دائمًا ‌يدافع ‌عن البلاد ضد⁣ اعتداءات⁢ العصابات والمرتزقة ومنهم يراقب المناطق الآمنة الخاضعة لسيطرة الجيش التي تتمتع بالأمن والاستقرار بينما يهرب المدنيون تحت سيطرة قوات رد الفعل السريع إلى المناطق الآمنة التابعة‍ للجيش؛ ‌لذا تقع المسؤولية كاملةً على عاتق تلك القوات شبه العسكرية أولئك الذين يزرعون الخراب والدمار ⁤ويواجه أفريقيا دوماً صمت العالم القاتل ودارفور جزء⁤ لا يتجزأ من ⁣مأساة هذا القارة الكبرى.

كثيرون يرون أن دارفور أصبحت ساحة حرب ⁤بالوكالة ‍بين ‌القوى الإقليمية والدولية . كم ترى دور الإمارات ومصر ⁣وأمريكا في تصعيد النزاع ؟

​بلا شك ،⁤ تحولت دار فور لساحة ​مواجهة سياسية بين القوى الإقليم » الدولية . واضح ‌أن التنافس الروسي‌ – الأمريكي امتد للسودان : فالولايات المتحدة بدعم حلفائها المحليـــن كالإمارا ت⁤ وتشاد تدعم قوات ر دّ ال فعل⁤ ا لس ريع ​؛ ف روسيا تقفن بجانب الحكومة .

المنافسة عند موضوع‌ ‘ تحكمالموانئ » أجّج ا للتوتر ; خلف شعارات ‘ الأمن البحري » و ‘ الاستقرار الاقليمي » ⁣بنت ​ابوظبي شبكة معلومات سرّيه تربط تل أبيـــب و واشنطن ؛ شبكة تعيد تخطيط السيطرة عل مسارات بحر غ باب المند ب حتى قناة السويس , وبذلك توسعت المواجهة الدارفورية نحو البحر الأحمر لتصبح⁣ معركة استعمار للقوة.

كيف تقيم ردة ⁣فعل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ازاء مجازر ⁢دار فور ولماذا تختلف الردود العالمية مقارنة بعام 2003 ؟

خلال سنة⁤ 2003 كان المجتمع الدولي ‍يدعم ‍المتمردين ضددولة ذلك الح ين واليوم ​نفسه هٰذا المجتمع يصمت أمام تمرده وجيش ها شبه العسكري ال » جنجو⁢ يد ؛ ‍بتواطؤ هٰذا الصمت⁤ الواضح أن المنظمات والمؤثرات الغربية والأميركية والصهيونية تخدم كل إجراء ⁤يقوض استقر ار ‌ووحدة سودان​ .

بصفتك‌ إعلاميًا كيف تجد صمت ​الإعلام الغربي الكبير تجاه⁣ الأزمة الحالية بدارفور وهل بات‌ العالم غير مبال بمعانات أفريقيا ؟‍
لطﻼمة أفريقيا دائماً حي ، تواجه بص متقاتلة ة مٔنهﻻّلالعالم ونقي ﺔالح ⁢اكمة ويأتي هذا السكوت نتيجة لطمع​ ﺍلوﺻﻮلى الغرب يرى أفريقيا مخزن ثرواتهم ‍الطبيعية ويسعى لإشعال الحروب لمنع استفادة مواطني القارة منها .

ما هي المخاطر التي يتحملها الصحافيون السودانيّون أثناء تغطيتهم لجرائم الجماعات المسلحة ⁣وهل تعرضتم أنت أو زملاؤك لأي تهديد أو​ رقابة؟

خلال فترة الحرب قتل أكثر من أربعين صحافيّا وإختطف العديد ⁢منهم بواسطة قوات الرد السريع وكان آخر ضحايا ذلك مصورن قناة الجزيرة بمدينة الفاشر بالإضافة لفقدان جميع مصادر دخل الصحافيين بعد إغلاق معظم⁤ الصحافة الورقية⁣ وتحول بعضها فقط للمنصّات الإلكترونية⁤ والتي لا تكفي لتوفير حياة كريمة لهذا العدد الكبير منهم.

مصادر⁣ الخبر: © وكالة⁣ ويبانقاه للأنباء, وكالة مهر⁤ للأنباء,
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى