اليوم الوطني للكتاب والقراءة اجتماع أدبي للسفير الثقافي الإيراني في بيروت 20 مارس 2024

وكالة مهر للأنباء، قسم الدولية: بمناسبة اليوم الوطني للكتاب والقراءة، نظّمت الملحقية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان ندوة أدبية حملت عنوان «القراءة صلاة» في مقهى المكتبة ببيروت.
شارك في هذه الندوة السيد محمد رضا مرتضوي، الملحق الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان، والدكتور محمد ناصر الدين، الكاتب والشاعر وأستاذ الجامعة، والدكتور أحمد نزّال رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين. افتتحت اللقاء الباحثة والمترجمة مريم ميرزاداه التي تحدثت عن الدور المحوري للكتاب والمكتبة في حياة الإنسان عبر التاريخ وتأثيرات العصر الحديث التي أضعفت هذا الدور وأدت إلى تناقص اهتمام الناس بالكتب خصوصاً في المجتمعات التي تهيمن عليها المادّة والمنفعة الشخصية. وقدّمت ميرزاداه أمثلة على كتّاب عالميين تركزت أعمالهم حول الكتاب والمكتبة مثل بورخيس وألبرتو مانغويل وآفونسو كروش.
بعدها ألقى الملحق الثقافي كلمة أكد فيها أهمية الكتاب في تشكيل الوعي والفهم ونقل التاريخ خلال عمر الإنسان. شدد مرتضوي على أن الكتب تحث الناس على الفعل حيث يلتقي العلم بالعمل كما كان الشهيد الأقدس آية الله السيد حسن نصر الله مثالاً بارزاً يجمع بين العلم والعمل وكانت الكتب حاضرة دوماً بحياته. ثم شدّد على أن الكتب تمنح الإنسان أجنحة للطيران إلى عوالم مختلفة وأن الوقت المخصص للقراءة هو وقت ثمين جداً.
بعد ذلك تحدث الدكتور أحمد نزّال عن هذه المناسبة الثقافية مثنياً على إحياء يوم الكتاب والقراءة. واستعرض تاريخ محاولات محو هوية العالم العربي عبر التاريخ وفي الحضارات من خلال إحراق وتدمير المكتبات وحذف الكتب مثل إحراق مكتبة الإسكندرية قديماً واستهداف المكتبات الفلسطينية خصوصاً خلال الحرب الأخيرة.
وأشار إلى أن المكتبات كانت من الأهداف الأولى للصهيونيين عند بدء الحرب ضد غزة موضحاً أن تدمير هذه المكتبات لم يكن مجرد خراب عشوائي بل كان هدفًا محسوبًا سلفًا. وركّز نزّال على دور المثقفين المعاصرين بنشر ثقافة القراءة من خلال الفعاليات التي تعيد إحياء فعل القراءة وترفع مكانة الكتاب حيث صرح بأن ما يخشاه الأعداء والطغاة اليوم أكثر ما يخشونه هو الفرد المتعلم القارئ لأنهم يعلمون أن الثقافة سلاح موازي يتصدى لمحاولات تغيير الهوية وحذف التاريخ.
ثم بدأ الدكتور محمد ناصر الدين حديثه بقراءة قصته «حرب الثلاثة وثلاثين يوماً ومطبخ الكوميديا» لما تحمله من دلالات رمزية ودروس حول حرب إسرائيل ضد لبنان منذ الغزو وحتى الآن. روى كيف نجت مكتبة والده رغم الحروب الإسرائيلية المتكررة.
كان تفاعل الحضور مع القصة ملحوظًا وبعد القراءة جرى نقاش أدبي حميمي تم فيه نقد قصة ناصر الدين ومناقشة تقنيات السرد والإبداع بالاعتماد على تجارب الحرب. أكّد المشاركون أيضاً أن الكتابة أصبحت ضرورة عاجلة لتوثيق التاريخ الشفهي وذكريات الأبطال اللبنانيين.



