خالد مشعل يشيد بالدعم الإيراني المتواصل للقضية الفلسطينية

وبحسب المكتب الدولي لوكالة ويبانقاه الإخبارية، صرح خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج، بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت ولا تزال من أبرز الداعمين لفلسطين، معرباً عن شكره وتقديره لجميع أشكال الدعم الذي تقدمه.
وفي برنامج «موازين» الذي بُث في العاشر من ديسمبر/كانون الأول 2025، أوضح مشعل أن حماس تلقت دعماً بدرجات متفاوتة من جميع الدول العربية وتعاملت معها. وأضاف أن الحركة لم تحصر نفسها في محور معين بعيداً عن الأمتين العربية والإسلامية، لكن بعض الأطراف العربية والإسلامية التي أغلقت أبوابها أمام التواصل مع حماس، شوشت هذه الصورة إلى حد ما.
كما أكد مشعل على تطلع حماس لتعزيز حضورها العربي والإسلامي. وفيما يتعلق بموضوع السلاح، أعرب عن أمله في أن تتمكن حماس من شرح هذا التوجه للإدارة الأمريكية والحصول على تأييدها.
وأشار إلى أن غزة قامت بما عليها، وأن الوقت قد حان لكي تنهض وتتعافى. وفي معرض توضيحه لنهج المقاومة تجاه مطالبة الكيان الصهيوني بنزع السلاح، ذكر أن حماس قدمت للأطراف المختلفة معادلة تقوم على سعي المقاومة لتشكيل صورة مصحوبة بضمانات تمنع عودة الحرب على غزة وعودة الاحتلال الإسرائيلي، مع التأكيد على كيفية الحفاظ على السلاح وإخفائه وعدم استخدامه أو استعراضه.
وأضاف أن المقاومة طرحت أيضاً خطة «هدنة طويلة الأمد» كضمانة حقيقية. وشدد مشعل على أن الخطر الحقيقي يكمن في النظام الصهيوني وليس في غزة، معتبراً أن مطالبة الفلسطينيين بنزع السلاح بمثابة فصل الروح عن الجسد.
كما أعرب عن تفاؤله بقدرة حماس على إقناع الإدارة الأمريكية بخصوص نهجها في امتلاك السلاح، مشيراً إلى أن هذا التوجه الذي وصفه بأنه يقوم على العقلانية البراغماتية الأمريكية، يمكن أن يُفرض على الطرف الإسرائيلي. وأوضح أن الدول الوسيطة تطرح هذا التوجه على الأمريكيين.
وفي جانب آخر من حديثه، قال مشعل إن استراتيجية غزة المستقبلية تتمثل في السعي لإعادة إحيائها والاهتمام بشؤونها الداخلية، مؤكداً أن غزة قامت بما عليها وزيادة، وأنه لا ينبغي لأحد أن يتوقع منها إطلاق رصاصة واحدة أو القيام بعمل عسكري في الوقت الراهن.
وأكد أن حماس أبلغت الوسطاء بأنها بحاجة إلى المساعدة من أجل النهوض والانتعاش مرة أخرى. وفيما يتعلق بموضوع القوة الدولية، أوضح مشعل أن المقاومة لا تعارض وجود قوة دولية لحفظ الاستقرار على الحدود، على غرار قوات اليونيفيل، مهمتها الفصل بين غزة والاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أن الدول الضامنة، وعلى رأسها الدول الوسيطة (قطر ومصر وتركيا)، بالإضافة إلى ثماني دول عربية وإسلامية، يمكن أن تكون ضامنة لغزة وحماس والمقاومة، لضمان عدم وقوع أي عمل عسكري من داخل غزة ضد إسرائيل. وأشاد مشعل بموقف بدر عبد العاطي، وزير خارجية مصر، الذي اعتبر أن أولوية القوة الدولية هي حفظ السلام وليس فرضه.
وبشأن إدارة غزة، أشار مشعل إلى أن حماس اتفقت في السابق على أن تُعهد إدارة هذه المنطقة إلى حكومة تكنوقراط تشمل كلاً من غزة والضفة الغربية، لكن الحرب والفيتو الإسرائيلي حالا دون ذلك. وأضاف أنه قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، جرى حوار معمق بين الفصائل الفلسطينية ومصر، واقتُرح 40 اسماً، وفي النهاية اختير 8 منهم لتمثيل مجتمع غزة المتنوع، لكن إسرائيل عرقلت هذه الخطوة أيضاً.
كما حذر مشعل من «مجلس السلام» المطروح في خطة الرئيس الأمريكي، معتبراً أن هذا المجلس «خطر»، وأن حماس تعارض «المجلس التنفيذي» التابع له، والذي سيتولى الإدارة الحقيقية لغزة، لأنه يمثل «نوعاً من الوصاية» على الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن الفلسطينيين يريدون أن يحكمهم فلسطينيون وأن يقرروا بأنفسهم من يحكمهم.
وفيما يتعلق بالوضع الإقليمي والتطورات السياسية، أوضح مشعل أن القضية الفلسطينية استعادت مكانتها الحقيقية على الساحة الإقليمية وخرجت من الهامش لتفرض نفسها على الجميع، مشيراً إلى أن إسرائيل تحولت على المستوى العالمي إلى نظام منبوذ بسبب ارتكابها جرائم إبادة جماعية.
وبشأن مسار التطبيع والجهود المبذولة لشطب القضية الفلسطينية، قال مشعل إن هذه الفكرة تلاشت إلى حد كبير بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، إلا بالنسبة لأولئك الذين يريدون تجاهل نتائج الحرب الإسرائيلية التي استمرت عامين على غزة. وتطرق أيضاً إلى الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية، قائلاً إن النظام الصهيوني يقوم بضم عملي في هذه المنطقة ويعتزم تحديد الهوية السياسية للضفة الغربية ووضعها تحت السيادة الإسرائيلية من خلال إجراءات عملية.
واختتم مشعل حديثه بالتأكيد على أن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق السلطة الفلسطينية، وأن هذه السلطة تدرك أن مشروعها السياسي قد فشل وأن صلاحياتها قد تقلصت وأنها باتت تُنظر إليها كأداة أمنية.
