قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

الرئيس بزشكيان يسعى لإنشاء شبكة استثمارية مستدامة بين القطاعين الخاصين الإيراني والكازاخستاني

أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع كازاخستان، مشيراً إلى رغبة بلاده في إقامة شبكة استثمارية بين القطاعين الخاصين في البلدين. جاء ذلك خلال مشاركته في المنتدى التجاري المشترك بين إيران وكازاخستان.

وبحسب المكتب الاقتصادي لوكالة ويبانقاه الإخبارية، أكد الرئيس مسعود بزشكيان، مساء الخميس 20 كانون الأول/ديسمبر 2025، في ختام زيارته إلى كازاخستان، على أهمية سياسة حسن الجوار التي تنتهجها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتعزيز التقارب مع دول المنطقة، واصفاً كازاخستان بالشريك الاستراتيجي لإيران.

وأشار الرئيس إلى أن طهران لا تضع قيوداً على تطوير العلاقات مع كازاخستان، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين متجذرة في التاريخ المشترك والثقافة العريقة والاحترام المتبادل. وأضاف أن هذه الزيارة لا تمثل فقط رمزاً للصداقة العميقة بين الشعبين الإيراني والكازاخستاني، بل تعد أيضاً خطوة قيمة على طريق توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

وأوضح بزشكيان أن العلاقات بين البلدين تقوم على الثقة والاحترام المتبادل والروابط الثقافية والتاريخية العميقة. وأضاف: من طريق الحرير إلى التفاعلات الحالية، سعى البلدان دائماً إلى ربط الحضارات وتطوير التجارة، وقد حان الوقت الآن للارتقاء بهذه العلاقات التاريخية إلى مستوى جديد من التعاون الاقتصادي الاستراتيجي.

واستعرض الرئيس الخطوات الأخيرة التي اتخذها البلدان في تطوير التعاون، قائلاً: في السنوات الأخيرة، اتخذت حكومتا البلدين خطوات مهمة لتعزيز التعاون، بما في ذلك توقيع اتفاقيات النقل وتسهيل التأشيرات للتجار وتوسيع التعاون التجاري والجمركي، وهي إنجازات تمهد الطريق لتحقيق طفرة في العلاقات الاقتصادية. كما تم توقيع وثائق مهمة في مختلف المجالات خلال زيارتنا الأخيرة، والتي يمكن أن تكون مساعدة فعالة للقطاع الخاص.

وفي إشارة إلى انعقاد اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي، قال بزشكيان: تم الاتفاق على قضايا عديدة في وثيقة هذا الاجتماع، ويجب على القطاعات الحكومية أن تسعى جاهدة لتنفيذ قراراتها بالكامل.

وأكد الرئيس أن المستوى الحالي للتجارة بين البلدين لا يتناسب مع الإمكانات الكبيرة للطرفين، موضحاً أنه على الرغم من إرادة قادة البلدين لتطوير العلاقات، إلا أن حجم التجارة بين البلدين بلغ 340 مليون دولار فقط في عام 2024، وهو ما لا يتناسب مع إمكانات البلدين.

وأشار بزشكيان إلى “خريطة طريق لرفع حجم التجارة إلى 3 مليارات دولار”، قائلاً: من الضروري أن يبذل القطاعان الخاص والعام قصارى جهدهما لإزالة العقبات وتحقيق هذا الهدف.

وبالتركيز على المكانة الخاصة لإيران وكازاخستان في شبكة النقل العابر في المنطقة، وصف الرئيس النقل بأنه “المحرك الدافعة للتنمية الاقتصادية في البلدين”، مضيفاً: يمكن لإيران، بصفتها البوابة الجنوبية إلى الخليج الفارسي والمحيط الهندي، وكازاخستان، بصفتها بوابة آسيا الوسطى إلى الشمال والشرق، من خلال إنشاء ممر نقل نشط، ليس فقط توسيع التبادلات الثنائية، بل أيضاً أن تصبحا جسراً يربط بين الشرق والغرب في أوراسيا.

وفي إشارة إلى إرث طريق الحرير، قال بزشكيان: حاجة إيران وكازاخستان المتبادلة لبعضهما البعض ليست نتيجة لتطورات عالم اليوم، بل هي استمرار لنفس المسار التاريخي.

وفي جزء آخر من كلمته، استعرض الرئيس الإمكانات الواسعة للتعاون في مجالات الطاقة والزراعة والصناعة والتقنيات الحديثة والسياحة والخدمات الفنية والهندسية، وأعلن أن الشركات الإيرانية الكبرى والمبتكرة على استعداد تام للتعاون في مشاريع مشتركة مع الجانب الكازاخستاني. وأضاف: نمت هذه الشركات في بيئة مليئة بالقيود والعقبات المتعددة، وهي اليوم قادرة، بفضل خبرتها القيمة، على تنفيذ مشاريع كبيرة.

وقال بزشكيان: يقوم اقتصاد العالم اليوم على الثقة والشفافية والترابط الإقليمي. نريد إنشاء شبكة مستدامة من التعاون والاستثمار المتبادل بين القطاعين الخاصين في البلدين. وتدعم حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية أي مشروع مشترك يؤدي إلى زيادة رفاهية شعبي البلدين.

ورحب الرئيس بحضور المستثمرين من كلا البلدين في المشاريع المشتركة، مضيفاً: تعلن الحكومة الإيرانية عن دعمها الكامل للأنشطة الاقتصادية القانونية والشفافة، وهي على استعداد لإزالة العقبات الإدارية والمصرفية بالتعاون مع الأصدقاء الكازاخستانيين.

واختتم بزشكيان حديثه بالإشارة إلى أن تشكيل اتحاد شحن بحري مشترك بين إيران وكازاخستان في بحر قزوين، وبناء الصوامع والمخازن ومركز توزيع المدخلات الزراعية في ميناء أكتاو، وإنشاء مصنع مشترك للصناعات الغذائية والتعبئة والتغليف في كازاخستان، وإنشاء مجمع لتصدير مواد البناء الإيرانية في ألماتي، وتطوير التعاون في معالجة المعادن والصادرات الإقليمية هي مشاريع قابلة للتنفيذ بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين.

كما رحب الرئيس بإنشاء مجلس أعمال مشترك بين إيران وكازاخستان، وتطوير خطوط الطيران المباشرة، وتسهيل إصدار التأشيرات التجارية، وإقامة معارض دائمة لسلع البلدين.

وأعرب بزشكيان عن أمله في أن تؤدي نتائج هذا المؤتمر إلى “إبرام مذكرات تفاهم عملية وتشكيل شركات مشتركة وزيادة ملموسة في حجم التبادل التجاري”، مضيفاً: يجب علينا، بالإرادة والتخطيط، رفع التجارة الثنائية إلى مستوى يتناسب مع الإمكانات الحقيقية للبلدين.

انتهى.

 

©‌ وكالة ويبانقاه للأنباء, إيسنا, باد, ويبانقاه
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى