هجوم سيدني واستغلاله لإعادة إنتاج سردية الضحية
![[object Object] /سيدني , الكيان الصهيوني , معاداة السامية , غزة , بنيامين نتنياهو](/wp-content/uploads/2025/12/webangah-0e3854c3d18b817217343e44b52c76842998fdefab897b6ed38c20060c626d87.jpg)
وبحسب المكتب الدولي لوكالة ويبانقاه الإخبارية، ركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية، وخاصة صحف معاريف ويديعوت أحرونوت وهآرتس، على مقتل 11 إسرائيليا خلال احتفال حانوكا، وعرضت الحادث في إطار أمني ورمزي لخدمة السردية الصهيونية. وكان رد فعل النظام الصهيوني محدودا، ولم يتجاوز تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو العامة التي ربط فيها الهجوم بما أسماه تصاعد معاداة السامية، دون تقديم موقف سياسي أو أمني واضح.
وأشار الخبير في الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية علي الأعور إلى أن الحادث قد يعمق الانقسام الداخلي في إسرائيل، حيث يرى جزء من المجتمع أن سياسات نتنياهو في الحرب على غزة والحصار والتعدي على لبنان هي التي تثير الغضب العالمي وتجعل اليهود خارج فلسطين عرضة لتبعات هذه السياسات. في المقابل، يحاول أنصار نتنياهو إحياء خطاب معاداة السامية والضغط على أستراليا لمنعها من الاعتراف بدولة فلسطين، وإعادة تقديم إسرائيل كضحية.
وفي سياق متصل، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي روايات مشكوك فيها وصفت الحادث بأنه مفبرك أو مدبر لكسب التعاطف العالمي بعد مجزرة غزة. كما وجه بعضهم الاتهام إلى أجهزة إسرائيلية، مستذكرين سوابق الحركة الصهيونية في التضحية باليهود لتحقيق مكاسب سياسية، مثل تفجير فندق الملك داوود في القدس.
من جانبه، لفت الصحفي الفلسطيني فايد أبو شمالة إلى أن حسابات مرتبطة بالموساد أطلقت على منفذي الهجوم صفة الجهاديين قبل إعلان نتائج التحقيق الأسترالية الرسمية، في خطوة تفسر على أنها محاولة من النظام لاستعادة دور الضحية وكسب التعاطف بعد حرب الإبادة في غزة. وأضاف أن نتنياهو سيستغل صور الهجوم في لقاءاته مع الإعلام والمجتمعات اليهودية في أمريكا لتغطية جرائم الحصار والقتل في غزة.
بدوره، أظهر يوعاز كاتس، وزير حرب الكيان الصهيوني، أن حادث سيدني يستخدم كأداة دعائية عالمية وليس لليهود في أستراليا فقط، وذلك تحت ذريعة دعم المجتمعات اليهودية في العالم. وأكد مراقبون أن المقاومة الفلسطينية لم تستهدف يوما اليهود خارج فلسطين، وأن نضالها ليس دينيا بل موجها ضد المشروع الصهيوني والاحتلال في الأراضي الفلسطينية.
وفي سياق متصل، أدانت المراكز الإسلامية، بما في ذلك مجلس الأئمة في أستراليا، أي هجوم على المدنيين، وحذرت من استغلال مثل هذه الأحداث لتلميع صورة الكيان المحتل وتبرير جرائمه. من جهتها، أعلنت الشرطة الأسترالية أن إطلاق النار قرب شاطئ بوندي في سيدني صباح الأحد، أول أيام عيد حانوكا، أسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة العشرات، بينهم شخصيات بارزة مثل مبعوث حركة حباد ورئيس مجلس يهود أستراليا، فيما قتل أحد المهاجمين واعتقل اثنان آخران.
