إسرائيل الأكثر أمانًا؟ كيف استغل نتنياهو حادثة سيدني لجذب اليهود
![[object Object] /إسرائيل , نتنياهو , الهجرة المعاكسة , الأراضي المحتلة , الأمن](/wp-content/uploads/2025/12/webangah-17c4d4dfec455bea25a7d0166edb28e39e0fef4c71846edc83a3130ebe7d0954.jpg)
وبحسب المكتب الدولي لوكالة ويبانقاه الإخبارية، في الرابع عشر من ديسمبر 2025، تعرضت احتفالات عيد حانوكا اليهودي في شاطئ بوندي بسيدني لهجوم أسفر عن إصابات وقتلى بين الحضور. خلال ساعات، استغل بنيامين نتنياهو الحادثة في كلمة له بأكاديمية شرطة الكيان الصهيوني، مدعيًا أن إسرائيل هي “المكان الأكثر أمانًا لليهود عالميًا”، محذرًا من “هجمات قادمة”، في تصريحات وصفها مراقبون بأنها جزء من تكتيك معتاد لاستغلال أي حادث معاد لليهودية لدفع اليهود للهجرة إلى الأراضي المحتلة.
لكن الأرقام ترسم صورة مختلفة تمامًا. وفقًا لتقرير مركز أبحاث الكنيست الصهيوني الصادر في أكتوبر 2025، غادر أكثر من 125 ألف صهيوني الأراضي المحتلة بين 2022 ومنتصف 2024، في أكبر نزوح بشري في تاريخ الكيان. وصف رئيس لجنة الهجرة بالكنيست جيلاد كاريو الظاهرة بـ”التسونامي”، محذرًا من تحولها لظاهرة دائمة مع تزايد الصهاينة الذين يبنون مستقبلهم خارج إسرائيل.
ويمكن تتبع ثلاث مراحل لهذه الهجرة المعاكسة: الأولى مع الاحتجاجات ضد الإصلاحات القضائية مطلع 2023، والثانية بعد عملية طوفان الأقصى وحرب غزة، حيث غادر 83 ألف صهيوني خلال 2024، والثالثة مع التصعيد على حدود لبنان وسوريا، حيث سجلت 79 ألف مغادرة مقابل 21 ألف عودة فقط. وتشير تقديرات إلى وصول إجمالي المغادرين بين 2022-2025 لأكثر من 170 ألفًا.
ويكمن الخطر في طبيعة المغادرين، فغالبيتهم من الشباب والنخب التكنولوجية والأطباء، مع تحويل 7 مليارات دولار للخارج خلال 2024. كما ارتفعت طلبات الجنسية الألمانية لليهود إلى 18 ألفًا، بينما يحمل مليون صهيوني جوازات أجنبية.
وخلفت الظاهرة آثارًا اقتصادية جسيمة، حيث خسر الكيان 1.5 مليار شيكل (400 مليون دولار) من إيرادات الضرائب بسبب هجرة الكفاءات، بينما انخفض النمو السكاني إلى 1.1% في 2024، الأدنى منذ عقود. وفي تناقض صارخ مع مزاعم الأمان، لم يتمكن أكثر من 60 ألف مستوطن من العودة لمنازلهم على الحدود الشمالية والجنوبية.
وفشلت محاولات نتنياهو في جذب يهود الشتات، حيث انخفضت الهجرة بموجب قانون العودة 30% في 2024. واعترف مسؤولون بعدم امتلاكهم خطة لوقف “التسونامي”، بينما كشفت وسائل إعلام عبرية عن تناقضات بين الواقع الأمني المتدهور والخطاب الرسمي.
