قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

كيف تعزز الصين نفوذها في آسيا الوسطى عبر التعليم والاستثمار والدبلوماسية الثقافية

تعزز الصين وجودها في آسيا الوسطى من خلال منح دراسية ومشاريع بنية تحتية وشراكات أمنية، بينما تواجه تحديات في كسب تعاطف الرأي العام في بعض الدول.

وبحسب المكتب الدولي لوكالة ويبانقاه الإخبارية، تشهد آسيا الوسطى تحولاً جيوسياسياً مع تعمق النفوذ الصيني في المنطقة عبر أدوات القوة الناعمة. ففي العقد الأخير، عززت دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا والنظام الصهيوني وجودها في هذه المنطقة التي تعتبر النفوذ التقليدي لروسيا، سعياً لتحويلها إلى منصة لاحتواء الكرملين وبكين لاحقاً. وأدركت الصين أهمية تعزيز نفوذها في الرأي العام المحلي، فكرست جهودها لتعزيز الخدمات المتنوعة وزيادة التكامل الإقليمي.

تعتمد الصين على التعليم والمبادرات الاقتصادية والدبلوماسية الثقافية لترسيخ دورها في تشكيل مستقبل آسيا الوسطى. ففي تركمانستان وقيرغيزستان، أعلنت وزارتا التربية والتعليم العالي عن منح دراسية للعام 2026-2027 بتمويل صيني، كما تروج السفارات الصينية في عموم المنطقة لبرنامج “الشباب المتميز” الذي يتيح لمسؤولي الدولة ومديري الأعمال إكمال دراسات عليا في الصين. وفي إطار التبادل الأكاديمي، زار وفد من جامعة طاجيكستان الحكومية للتجارة مؤخراً جامعة شيان للتكنولوجيا لبحث فرص التعاون.

وفي كازاخستان، يشكل الطلاب الصينيون نسبة كبيرة من الطلاب الأجانب، حيث بلغ عددهم 3367 من أصل 35075 طالباً أجنبياً، وفقاً لوزارة العلوم والتعليم العالي الكازاخية. كما تتوسع الصين في التعاون الأمني عبر منظمة شنغهاي للتعاون، حيث شاركت مؤخراً في مناورات عسكرية ومناهدة الإرهاب في إيران.

اقتصادياً، استضافت مدينة أورومتشي الصينية منتدى تيانشان للتعاون الاقتصادي مع آسيا الوسطى، الذي أعلن عن إنشاء مركز أبحاث للتعاون المالي الإقليمي. وفي كازاخستان، تستثمر الشركات الصينية بكثافة، مثل شركة شينكيانغ ليهوا التي ضخت 111 مليون دولار في مجمع لزراعة القطن، كما عززت شركة كازمونايغاز حضورها عبر مشروع مشترك مع شركة سينوبك الصينية.

أما في أوزبكستان، فهناك أكثر من 30 مشروعاً للطاقة بقيمة 9 مليارات دولار مع شركاء صينيين، بالإضافة إلى برنامج مشترك لنقل النماذج الصناعية الصينية. لكن المشهد في قيرغيزستان أكثر تعقيداً، حيث تتزايد المشاعر المعادية للصين بسبب مخاوف من فقدان الأصول الوطنية وعدم رضا عن شركات صينية. وقد تصدى لجنة الأمن القومي القيرغيزية لمزاعم عن شراء أراضٍ وزيادة الهجرة الصينية، بينما تعمل الحكومة على تخفيف القيود على الصادرات الزراعية إلى الصين.

ومن المتوقع أن يسهم مشروع سكة حديد الصين-قيرغيزستان-أوزبكستان، البالغة تكلفته 4.7 مليار دولار بتمويل صيني بنسبة 51%، في تقليل مسافة النقل إلى الشرق الأوسط بـ900 كم. كما تدرس طاجيكستان الانضمام للمشروع.

وفي المجال الثقافي، نظمت الصين فعاليات “أيام الثقافة” في طاجيكستان، بينما تدعم في تركمانستان مشاريع بنية تحتية مثل حفر آبار غاز جديدة.

رغم هذا النفوذ الصيني المتصاعد، يلاحظ غياب إيران عن الساحة رغم عمق روابطها الثقافية والتعليمية مع دول المنطقة، حيث تنتشر اللغة الفارسية في مدن مثل دوشنبه وسمرقند وبخارى، دون استفادة إيرانية كافية من هذه الميزة.

 

©‌ وكالة ويبانقاه للأنباء, وكالة ويبانقاه الإخبارية
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى