قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

انقسام في الرواية الغربية.. معركة جبهة المقاومة من أجل الهيمنة الثقافية قد بدأت

تشهد الساحة العالمية تحولات ثقافية عميقة، حيث تتصاعد جهود جبهة المقاومة لبناء هيمنة ثقافية بديلة في مواجهة النموذج الغربي السائد، مستلهمةً أفكار أنطونيو غرامشي حول الهيمنة الثقافية وآليات تشكيل العقل الجمعي.

وبحسب المكتب الدولي لوكالة ويبانقاه الإخبارية، فإن القوة في العصر الحالي لم تعد حكراً على التفوق العسكري أو الهيمنة الاقتصادية، بل ظهر شكل أعمق وأكثر استدامةً يتمثل في القوة الثقافية. أنطونيو غرامشي، المنظر الماركسي الإيطالي، قدم إطاراً تحليلياً لفهم هذه الظاهرة عبر مفهوم الهيمنة، حيث تسيطر فئة معينة -عادةً الطبقة الحاكمة- ليس فقط على أدوات القوة بل أيضاً على تشكيل الوعي الجمعي، مما يجعل رؤيتها للعالم وقيمها مصالحها تبدو كأمور بديهية ومرغوبة حتى من قبل الفئات الخاضعة.

تعتمد الطبقات المسيطرة في تحقيق هيمنتها على شبكة من المؤسسات المدنية والحكومية التي وصفها غرامشي بـ”الأجهزة الأيديولوجية للدولة”. وتشمل هذه المؤسسات:

1. النظام التعليمي: كأحد أكثر الأدوات فعالية، حيث لا يقتصر على نقل المعرفة التقنية بل يغرس قيماً ومعايير ورواية تاريخية محددة. على سبيل المثال، يتم ترسيخ الفردية المفرطة والمنافسة كركيزة للتقدم في إطار المشروع الثقافي للنظام الرأسمالي الليبرالي.

2. وسائل الإعلام: تلعب دوراً محورياً عبر تحديد الأولويات ووضع الأطر وتطبيع خطابات معينة، حيث تروج لأنماط استهلاكية ونماذج جمالية وتفسيرات سياسية كمعايير عالمية.

3. المؤسسات الدينية والثقافية: تشكل ساحات مهمة لتعزيز الشرعية أو نشر قيم محددة.

تمر عملية الهيمنة الثقافية بثلاث مراحل: التكرار حتى يصبح الفكر جزءاً من الحياة اليومية، ثم تقديمه كأمر فطري، وأخيراً تبريره عبر خطابات علمية أو أخلاقية.

في المقابل، تشهد الهيمنة الغربية القائمة على الفردية المفرطة والعلمانية والليبرالية تحديات متزايدة. هنا تبرز جبهة المقاومة بتنفيذها حرب مواقع ثقافية على طريقة غرامشي، عبر:

– إنتاج خطاب بديل يركز على مقاومة الاستكبار، الأولوية للجماعة على الفرد، وتعزيز القيم الدينية.

– توظيف مؤسسات موازية تعليمية وإعلامية وفنية لنشر هذا الخطاب.

– تنمية مثقفين عضويين من صميم المجتمع لشرح رؤية الجبهة.

– إعادة تعريف مفاهيم أساسية كالحرية والتقدم وفق رؤية جديدة.

هذه الجهود تشير إلى هيمنة ثقافية ناشئة تسعى للتأثير إقليمياً وعالمياً، وتعزيز نظام دولي متعدد الأقطاب قائم على قيم مختلفة.

 

©‌ وكالة ويبانقاه للأنباء, وكالة ويبانقاه الإخبارية
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى