قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

مبيعات الغاز الروسي إلى أوروبا تصل إلى أدنى مستوى في نصف القرن الماضي

انخفضت صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا إلى أدنى مستوياتها منذ خمسين عاماً، في ظل إغلاق مسار العبور عبر أوكرانيا وتوجه موسكو نحو الأسواق الآسيوية.

وبحسب المكتب الاقتصادي لوكالة ويبانقاه الإخبارية، يشكل الانخفاض الحاد في صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا النقطة الأبرز في نهاية علاقة كانت ذات يوم الأكثر ربحية والأقوى سياسياً في مجال الطاقة لموسكو.

ويرجع هذا التراجع الكبير إلى إغلاق مسار عبور الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية مطلع عام 2025، مما جعل خط أنابيب توركستريم الممر الوحيد المتبقي لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا. حتى هذا المسار بات يخدم مجموعة محدودة من المشترين في جنوب شرق أوروبا، بينما تواصل الاتحاد الأوروبي تنفيذ خطته للتخلص الكامل من واردات الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027.

وشهدت الأشهر الأولى من العام الحالي فترات قصيرة أظهرت إلى حد ما استقراراً مؤقتاً، حيث ارتفعت تدفقات الغاز عبر خط توركستريم في مايو، متجاوزة مستويات عام 2024. لكن هذه الزيادات كانت عابرة، ومع إغلاق المسار الأوكراني وغياب البدائل غرباً، استمر الانخفاض في إجمالي صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأنابيب على مدار العام.

وردت روسيا على هذه التطورات بتسريع تحولها شرقاً، حيث من المتوقع أن ترتفع إمدادات الأنابيب إلى الصين بنحو 25% هذا العام، مع تخطي شركة غازبروم حاجز 39 مليار متر مكعب عبر خط أنابيب قوة سيبيريا، متجاوزة بذلك طاقته التصميمية. كما ارتفعت صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى الصين، مسجلة رقماً قياسياً شهرياً في نوفمبر. لكن السوق الآسيوية تختلف عن الأوروبية، حيث تسود تسعيرات أكثر صرامة، وتكاليف بنية تحتية أعلى، ومشاريع مثل قوة سيبيريا 2 التي تحتاج لسنوات قبل أن تصبح قيد التشغيل.

وتؤكد بيانات شركة أويل برايس أن انهيار تدفقات الغاز الروسي عبر الأنابيب يثبت أن الانفصال في مجال الطاقة بين أوروبا وروسيا أصبح حقيقة واقعة وشبه لا رجعة فيها. فما كان يوفر ما يقارب نصف إمدادات الاتحاد الأوروبي من الغاز، أصبح الآن حصة ضئيلة ومستمرة في الانكماش. ورغم تكلفة هذا التحول السياسية والاقتصادية الباهظة، إلا أن المسار الاستراتيجي بات واضحاً.

 

©‌ وكالة ويبانقاه للأنباء, إيسنا, أويل برايس
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى