أمير عبد اللهيان: محاكمة مجرمي غزة يجب أن توضع على جدول أعمال المجتمع الدولي الجاد
في الاجتماع الرفيع المستوى لمجلس الأمن بشأن تنفيذ القرار 2217 والذي تخلف عن المشاركة فيه لعدم توفر التأشيرات، دعا وزير الخارجية إلى محاكمة مرتكبي الجرائم في غزة وتنفيذ العدالة لهم من قبل المجتمع الدولي ودعم إيران لحركة الأمة المشروعة والقانونية، وأصرت فلسطين على التحرر من الاحتلال. |
وفقًا لمجموعة السياسة الخارجية لوكالة أنباء فارس، كان من المفترض أن يحضر وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية الاجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن بشأن تنفيذ القرار 2217 و لإلقاء كلمة لم تكن موفقة بسبب تأخر إصدار التأشيرات من قبل الولايات المتحدة، وقد فشل في حضور هذا الاجتماع.
يوم الأربعاء 8 ديسمبر على هامش الاجتماع من الوفد الحكومي أشار وزير الخارجية إلى الدعوة التي وجهت له للمشاركة في اجتماع مجلس الأمن الدولي حول فلسطين وقال إن الحكومة الأمريكية أخرت إصدار التأشيرات لي وللوفد الإيراني الآخر وهذا جعلنا غير قادرين على المشاركة في الاجتماع الذي يعقد اليوم في الأمم المتحدة. وأضاف: “الأميركيون أعطوني وزملائي تأشيرة في وقت مبكر من صباح اليوم، ونظراً لعقد الاجتماع في الساعة 09:30 في نيويورك، كان من المستحيل عملياً بالنسبة لي حضور هذا الاجتماع”.
وبحسب تقرير وكالة فارس فإن البعثة الدائمة لجمهورية إيران الإسلامية في نيويورك ستقوم بتسجيل نص هذا الخطاب في الأمم المتحدة.
و فيما يلي نص كلمة الأمير عبد اللهيان التي ستقرأ في هذا اللقاء.
* الأمم المتحدة ومجلس الأمن فشلا حتى الآن في القيام بمسؤولياتهما القانونية والأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية
وبهذه الكلمات أوضح أن عقد هذا الاجتماع اليوم أي 29 نوفمبر الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة هو اليوم العالمي لحقوق الإنسان. التضامن منذ 46 عاما هو اسم مسمى مع الشعب الفلسطيني، نعتبره فأل خير، وقال: إن الغرض من عقد هذا الاجتماع مهم جدا وقيم للفت الانتباه إلى الكارثة الإنسانية المفروضة على غزة، ولكن بشرط أن تكون مثل هذه اللقاءات ويمكن اعتبارها مفيدة حقا. وتؤدي إلى اتخاذ تدابير ملموسة للحد من معاناة الشعب الفلسطيني المضطهد والوقف الدائم لعملية الإبادة الجماعية المستمرة للشعب الفلسطيني، وخاصة في غزة.
وأضاف وزير الخارجية: علينا أن نعترف بكل صراحة وشجاعة بأن الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن، فشلت حتى الآن في القيام بمسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية. ويعود هذا الفشل في معظمه إلى دعم الولايات المتحدة الذي لا جدال فيه لنظام الاحتلال، ومنع اتخاذ أي إجراءات فعالة لمحاسبة إسرائيل. وهذا فشل أخلاقي للمجتمع الدولي ومنظومة الأمم المتحدة، لكن المسؤولية الأساسية تقع على عاتق القوى التي مستمرة في منع مجلس الأمن من القيام بدوره وفقا لميثاق الأمم المتحدة.
وقد ذكر أمير عبداللهيان في كلمته: اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يشار إلى القرار 2217، رغم أنه صدر متأخرا جدا وبمضمون ضعيف، إلا أنه يعتبر خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح، والتي تحتاج إلى جدية تعزيز. وكان التوقع الطبيعي للمجتمع الدولي هو أن يتدخل مجلس الأمن فور بدء الهجمات العشوائية على غزة ويمنع استمرار قتل الأبرياء. ومن يستطيع أن يخفي أن تعديات نظام الاحتلال واسعة النطاق على غزة، التي تعتبر من أكثر مناطق العالم كثافة سكانية وتخضع لحصار كامل منذ 17 عاما، وقتل الآلاف من الأبرياء، أكثر من 70% منهم نساء هل هم أطفال؟ألم يكن ذلك تهديدا للسلم والأمن الدوليين؟
بحسب وزير الخارجية كثافة وحجم قتل المدنيين خلال إن الخمسين يومًا من الهجوم الإسرائيلي على غزة كان أمرًا غير مسبوق، كما أن عدد الأطفال وعدد النساء الذين قُتلوا في غزة وحدها يفوق إجمالي عدد النساء والأطفال الذين قتلوا في صراعات مختلفة في العام الماضي حول العالم، بما في ذلك الصراع في أوكرانيا. وذلك على الرغم من أن آلة القمع والقتل التابعة للنظام العنصري قد قتلت أو جرحت أكثر من 3100 فلسطيني في الضفة الغربية في وقت واحد وخلال نفس فترة الشهرين (بحسب وصف صحيفة نيويورك تايمز) 25 نوفمبر).
* كيف يمكن تبرير تقاعس مجلس الأمن بشأن الكارثة الإنسانية الرهيبة في غزة؟
وأشار أمير عبد اللهيان: من يستطيع أن يتجاهل حقيقة القصف الأعمى والعشوائي لغزة باستخدام قنابل زنة 2000 رطل وغيرها من الأسلحة المحظورة بما في ذلك القنابل الفسفورية، التي لا مكان يشمله، ولم يستثني المستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس، فهو يتمتع بجميع عناصر الجرائم الدولية الخطيرة، بما في ذلك جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية؟ كيف يمكن تبرير تقاعس مجلس الأمن إزاء الكارثة الإنسانية الرهيبة في غزة؟
وبحسب وزير الخارجية، فإن مجلس الأمن وأعضائه يواجهون الآن أزمة خطيرة للغاية امتحان. وفي وضع تعيش فيه غزة تحت الاحتلال والحصار منذ 50 يوماً في ظل أقسى الهجمات العسكرية وفقدت أكثر من 16 ألفاً من أطفالها، 6 آلاف منهم أطفال و4 آلاف أمهات، وفي وضع لا يعيش فيه أكثر من نصفهم لقد تحول شمال غزة إلى كومة من التراب، ولا شيء أقل من ضمان الوقف الكامل للهجمات الإجرامية الإسرائيلية سوف يعوض عن جزء صغير من العار الأخلاقي الذي يشعر به المجتمع الدولي ضد الشعب الفلسطيني والعالم الإسلامي.
وذكر أنه يجب الحذر من تحويل الأزمة الإنسانية، رغم جدواها، إلى ذريعة لتطهير جرائم الماضي وفرصة للتحضير لجرائم جديدة، وأضاف: مأساة فلسطين إنسانية وأخلاقية والمسألة القانونية ذات الأبعاد العالمية، من 7 أكتوبر لم تبدأ. لا ينبغي السماح لنظام الاحتلال ومؤيديه والمدافعين عنه بتهميش الواقع الطويل للاحتلال والقمع والإذلال والإبادة الجماعية للأمة، والذي استمر بشكل مستمر لأكثر من 8 عقود. إن العنف والصراع في الشرق الأوسط ليس خيار الشعب الفلسطيني ودول المنطقة. فالعنف سلعة فرضها الاحتلال والمفهوم الذاتي العنصري المتفوق للأيديولوجية الصهيونية على المنطقة. الاحتلال المستمر والقمعي الذي بدأ عام 1920، تم مأسسته عام 1948 وتسبب في هجرة مليون فلسطيني قسرا، وتوسع في السنوات التالية من خلال العدوان والقوة العسكرية، واستمر حتى اليوم من خلال مصادرة الأراضي الفلسطينية والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية. بناء المستوطنات الجديدة، وهو انعكاس للعقلية الفوقية والعنصرية التي لا تمنح حقوق الإنسان المتساوية للشعب الواقع تحت الاحتلال. وأشار إلى: أن هذا واجب قانوني وأخلاقي وفقا للمادة الأولى من اتفاقيات جنيف الأربع 1949 واتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948. ولا ينبغي السماح للمجرمين بالتهرب من المساءلة أمام المجتمع الدولي من خلال ارتكاب الجرائم التي ارتكبها آخرون قبل عقود من الزمن في قارة أخرى ضد اليهود، أو من خلال اتهام المنتقدين بمعاداة السامية، والإبادة الجماعية للأمة الفلسطينية. إن المقاومة المشروعة والقانونية للشعب الفلسطيني للحصول على حق تقرير المصير والدفاع عن حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية للفلسطينيين هي حق مقبول وفقا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ولا يجوز لأي شخص أو بلد أو منظمة يمكن أن يحرم الفلسطينيين من هذا الحق. إن وصف نضال الشعب الفلسطيني المشروع من أجل حق تقرير المصير بالإرهاب هو انتهاك واضح ومتعمد لميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي الإلزامية، وهو ممارسة غير أخلاقية ومستهجنة.
* نواصل دعم الحركة الشرعية والقانونية للأمة الفلسطينية للتخلص من الاحتلال
لقد قام رئيس السلك الدبلوماسي بلقب: جمهورية إيران الإسلامية، في إطار سياستها المبدئية المتمثلة في معارضة العدوان واستخدام القوة في العلاقات الدولية والاحتلال والعنصرية والتمييز العنصري وانسجاماً مع سياستها المسؤولة في حماية السلم والأمن الإقليميين والدوليين، فإنها تدعم التحرك المشروع والقانوني للشعب الفلسطيني للتخلص من الاحتلال والفصل العنصري المفروض على الأرض الفلسطينية، ويستمر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة و وينبغي لجميع الحكومات ضمان وقف دائم لإطلاق النار في غزة، ومنع طرد الفلسطينيين من وطنهم، وتوصيل المساعدات الغذائية والطبية الإنسانية على الفور لشعب غزة، وتوصيل الكهرباء والوقود. جميع الفلسطينيين، بما في ذلك 7 ملايين نازح وفلسطيني يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة، يشعرون بالحزن بشكل مباشر وغير مباشر على أحبائهم الذين فقدواهم. وفقد معظم سكان غزة منازلهم وممتلكاتهم خلال الهجمات الإسرائيلية. ولا يمكن للعالم أن يبقى غير مبالٍ بهذه القسوة الواضحة، التي تشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والحقوق الإنسانية ومثالاً لأشد الجرائم الدولية خطورة. إن إفلات مصممي ومنفذي ومرتكبي الجرائم الفظيعة من العقاب هو بمثابة ترخيص وحافز لتكرار هذه الجرائم. ومن هذا المنطلق فإن محاكمة مرتكبي هذه الجرائم وتنفيذ العدالة لهم يجب أن توضع على جدول أعمال المجتمع الدولي الجدي. إن الحكومات التي أعلنت نفسها على مدى عقود من الزمن مطالبة بحقوق الإنسان والحقوق الإنسانية، وارتكبت مراراً وتكراراً انتهاكات لحقوق الإنسان ـ على نطاق ضيق للغاية ولا يمكن مقارنته بما حدث في غزة ـ لجأت إلى استخدام الآليات الدولية كأداة لتشويه سمعة البلدان النامية. لقد فشلوا في اختبار الصدق والإيمان الحقيقي بادعاءاتهم. إن النفاق والمعايير المزدوجة فيما يتعلق بحقوق الإنسان يشوه سيادة القانون في العلاقات الدولية ويجعل الميدان أكثر جاهزية للمجرمين ومنتهكي القانون الدولي.
واختتم حديثه بأن هذا هو وهو أمر لا تحبه أي حكومة مسؤولة وسلمية، على حد قوله: على أمل تحرير الشعب الفلسطيني من نير الاحتلال وظلم المحتلين.
ناشر | وكالة أنباء فارس |
|