السيناريوهات الصعبة للصهاينة ضد حزب الله بحسب صحيفة هآرتس
تقرير وكالة مهر للأنباء نقلت صحيفة الميادين عن “تشاك فريليش” النائب السابق لمستشار الأمن الداخلي للكيان الصهيوني، نشره مقالا في صحيفة “هآرتس” العبرية، حول الرائد والمخاطر التي ستواجهها تل أبيب في حال نشوب حرب واسعة النطاق مع لبنان سوف تتعرض لها، وأشار إليها وشدد عليها: هذه الحرب يمكن أن تؤدي إلى حرب كبيرة متعددة الجبهات.
كتب هذا المسؤول الصهيوني السابق في مقالته: لقد تعززت قدرة حماس على مقاومة الهجوم الضخم على تل أبيب، إلى جانب تدهور الوضع الاستراتيجي لإسرائيل. ثقة المقاومة بنفسها وعلى الأغلب زادت استعدادها لتحمل المزيد من المخاطر.
ومضى كاتب هذا المقال إلى الإشارة إلى الخيارات الأساسية التي يواجهها النظام الصهيوني في مواجهة حزب الله، وهي كما يلي: الاستمرار في المسار الحالي، النار كفى الأحادية، الدبلوماسية القسرية، المبادرة الدبلوماسية، القيام بعملية محدودة، القيام بعملية كبيرة.
وفقًا لهذه المقالة، يجب دراسة كل خيار من هذه الخيارات بعناية ودراسة آثارها. لكن السؤال الأهم هو ما إذا كان أي من هذه الخيارات يمكن أن يؤدي إلى تحسين الوضع الاستراتيجي للكيان الصهيوني، أو ما إذا كان هذا النظام سيدفع ثمناً باهظاً ويعود في النهاية إلى المربع الأول.
6 خيارات صعبة للصهاينة في مواجهة حزب الله
وشدد المسؤول الصهيوني السابق المذكور على الخيار الأول، أي الاستمرار في المسار الحالي، وهو أن كلاً من إسرائيل وحزب الله يريدان حتى الآن مواصلة الصراعات في الوقت الراهن. استمارة. في غضون ذلك، فإن الأضرار التي لحقت بمدن وقرى ومنشآت المستوطنات الشمالية كبيرة، حيث أخلى نحو 60 ألفاً من سكان هذه المستوطنات منازلهم منذ أكثر من 8 أشهر ولا يستطيعون العودة إليها. [ويجب أن نشير إلى أنه وفقاً لتقارير وسائل الإعلام الصهيونية والأمريكية فإن عدد اللاجئين في شمال فلسطين المحتلة قد تجاوز 250 ألف نسمة.]
وتابع أنه بعد عملية طوفان الأقصى أصبح الرأي العام في النظام الصهيوني متخوفا للغاية من حرب غير محدودة. وبما أن ميزان الرعب موجود مع حزب الله منذ عام 2006، فمن المحتمل أن يستمر الوضع على هذا النحو.
يضيف كاتب هذا المقال عن الخيار الثاني، أي وقف إطلاق النار من جانب واحد: هذا الخيار سينفذ إذا كان الأمل بعزل حزب الله وإجباره على إطلاق النار ويكفي الحصول على الشرعية الدولية أن تقوم تل أبيب بعمليات عسكرية إذا لزم الأمر. لكن إعلان وقف إطلاق النار من قبل الحكومة سيكون علامة على ضعفه، وتنفيذه صعب للغاية من الناحية السياسية، خاصة خلال حرب غزة.
وبحسب هذا المقال، وفيما يتعلق بالخيار الثالث، أي الدبلوماسية القسرية، بعد وقف إطلاق النار الأحادي الجانب من تل أبيب، فإن هذا النظام يطلب من حزب الله وقف هجماته خلال فترة معينة فترة من الزمن للتوقف وإلا فإن تل أبيب ستستأنف عملياتها العسكرية. وقد يكون هذا الخيار قادراً على خلق شرعية دولية للجيش، لكن من المرجح أن يرفض حزب الله ومحور المقاومة هذا الخيار. ولذلك ستفقد تل أبيب عنصر المفاجأة وسيزداد خطر اندلاع حرب واسعة النطاق.
بحسب النائب السابق لمستشار الأمن الداخلي للكيان الصهيوني، فإن الخيار الرابع، المبادرة الدبلوماسية، هو الخيار الأفضل، لكن هناك نسبة عالية احتمال التوصل إلى اتفاق دبلوماسي والاحتفاظ به لفترة طويلة لا يوجد فيه وقف للصراعات مع حزب الله. كما أن هذا الخيار يتطلب من النظام الصهيوني منح تنازلات إقليمية لهذه الدولة على طول الحدود مع لبنان.
ذكر كاتب هذا المقال عن الخيار الخامس، العملية المحدودة، أن هدفها استعادة قوة الردع لنظام الاحتلال وإجبار حزب الله على القبول وقف إطلاق النار والانسحاب من الحدود حتى يتمكن سكان شمال فلسطين المحتلة من العودة إلى أماكن إقامتهم. وفي الوقت نفسه، ليس هناك ما يضمن أن الصراعات ستبقى محدودة أو أن تل أبيب ستكون قادرة على تحقيق أهدافها العسكرية. ويجب أن نشير أيضًا إلى أن جميع فترات الحرب المحدودة مع حزب الله منذ التسعينيات انتهت بشكل مخيب للآمال بالنسبة للكيان الصهيوني، وقد سئم المستوطنون من الوعود المتكررة بتحسين الوضع من خلال عمليات محدودة.
لاحظ فريليش عن الخيار السادس المتعلق بعملية كبيرة: الغرض من هذا الخيار هو إحداث تغيير جوهري في الوضع؛ لكن مثل هذا الخيار يرتبط بمخاطر كثيرة، وقد يؤدي إلى حرب إقليمية كبرى؛ حرب ستتأثر فيها جبهة تل أبيب الداخلية وقوتها العسكرية بشدة، بحيث ستكون حرب غزة باهتة جداً مقارنة بهذه الحرب الإقليمية، في حين أن تل أبيب لم تحقق أهدافها في غزة بعد
في بقية هذه المقالة يتم التأكيد على أن مثل هذه الحرب ستحول المشاعر المعادية لإسرائيل في أمريكا وفي جميع أنحاء العالم إلى عاصفة. إضافة إلى ذلك، يستنتج كثيرون أن سلوكيات تل أبيب هذه سببها حاجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى مواصلة القتال من أجل البقاء في السلطة وتأجيل الانتخابات المبكرة. وهذا الأمر يجعل الإدارة الفعالة للحرب أكثر صعوبة، خاصة في ظل الأزمة الداخلية التي تعيشها تل أبيب.
في النهاية أكد كاتب هذا المقال على فشل النظام الصهيوني في منع تزايد قوة حزب الله وقال: ربما يكون تأجيل الحرب مع حزب الله هو الحل يكون أحد أفضل الخيارات لذلك على المستوطنين أن يتعايشوا مع الواقع الحالي وهذه نتيجة مؤلمة للشماليين الذين عليهم الاختيار بين العودة إلى ديارهم في الشمال تحت التهديد المستمر، أو الانتقال من هناك إلى الأبد.