المصيبة التي حلت بإسرائيل في الحرب الواسعة مع حزب الله
“إذا فُرضت الحرب على لبنان فإن المقاومة ستقاتل بلا معايير وبلا قواعد وبلا سقف”. لدينا أهداف كاملة وحقيقية داخل الأراضي المحتلة، ويمكننا أن نصل إلى كل هذه المواقف التي من شأنها أن تهز أسس وجود نظام الاحتلال. المشكلة لا تقتصر على الكمية فحسب، وهم على أية حال يفهمون ما أقول”. هذه العبارات وردت في الخطاب الأخير للسيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله وعلى شكل رسائل وبحسب ذلك فإن المقاومة تريد أن تقول للعدو الصهيوني ومستوطنيه كيف ستكون الأمور بالنسبة للإسرائيليين في حال نشوب حرب شاملة.
إن تكتيكات حزب الله التي أربكت الصهاينة
قوي>
التكتيك الذي أظهرته مقاومة لبنان اليوم في المعركة ضد العدو الصهيوني هو تكتيك تم ابتكاره بعد دراسة وتجارب حرب تموز/يوليو 2006؛ بحيث يركز حزب الله بشكل أساسي على عنصر المفاجأة لإرباك العدو. وبهذه الطريقة تظهر قوتها العسكرية تدريجياً، لكنها لا تكشف عن قوتها الحقيقية؛ وهو أمر يثير حيرة الصهاينة، ولا يستطيعون التكهن بما سيحمله حزب الله من مفاجأة جديدة لإسرائيل في المرحلة المقبلة. لقد تسببت هذه القضية في بقاء الإسرائيليين في حالة شبه مستيقظة طوال الأشهر الثمانية الماضية، وكان أقصى ما فعلوه لتهدئة الرأي العام والحد من الفوضى في شمال فلسطين المحتلة هو شن حرب نفسية وتهديدات بيان أجوف حول توسع الحرب على لبنان
بينما مضى نحو 9 أشهر على حرب غزة وانضمام المقاومة اللبنانية إلى معركة طوفان الأقصى لنصرة الشعب والفلسطيني. المقاومة، وعلى الرغم من تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية وفلسطين المحتلة والعمليات المتقدمة والمبهرة التي نفذها حزب الله خلال هذه الفترة، إلا أن قواعد الصراع على هذه الجبهة لا تزال محفوظة النظام الصهيوني على الجبهة اللبنانية يتصرف بحذر شديد ويلتزم بالقواعد التي تفرضها المقاومة ولا يجرؤ على خرق هذه القواعد، وفي كل مرة قرر كسر القواعد المذكورة فرضت المقاومة قواعد جديدة على الصهاينة. .
كفاح إسرائيل للهروب من مستنقع غزة
النقطة الجديدة اليوم هي أن العدو الصهيوني قد أوحى بعدم قدرته على تحقيق الأهداف المحددة في حرب غزة التي تعتبر أهمها القضاء على المقاومة الفلسطينية، يعترف وهو مقتنع بأن تحقيق هذه الأهداف غير ممكن. وعليه يبحث الصهاينة عن آليات تسمح لهم بالدخول في مرحلة جديدة من الحرب دون دفع ثمن باهظ.
في هذه المرحلة، الشيء الوحيد الذي يفكر فيه النظام الصهيوني هو خلق حكومة سياسية عسكرية الإطار هو السماح لها بإبقاء قواتها داخل غزة وفرض الحصار على غزة من جميع الجهات، ثم الادعاء بأنها هزمت كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس، ومن ثم التحرك نحو التشكيل. تشكيل إدارة سياسية جديدة في قطاع غزة وإخراج هذه المنطقة من سيطرة حماس. كل هذه أهداف لا تزال إسرائيل لا تملك رؤية لتحقيقها، وتستمر في حرب الاستنزاف في غزة بشكل أعمى وبلا هدف. /p>
لكن قلق الصهاينة لا يقتصر على المستنقع الكبير الذي وقعوا فيه في غزة. وظنت إسرائيل أن أمريكا وأوروبا تستطيعان إجبار الجبهات الموالية لغزة في لبنان واليمن والعراق على وقف عملياتها ضد إسرائيل مقابل الحرب التي يشنها هذا النظام على غزة وانتصاراته المزعومة في هذه الحرب.
يحاول الغزاة تحريض الرأي العام اللبناني ضد المقاومة من خلال شن حرب نفسية، وبهذه الطريقة فهم يستخدمون بعض الجهات الغربية التي عرفت بتعاونها مع العدو المحتل وخيانة الشعب اللبناني في فترات مختلفة. والحقيقة أن الصهاينة يسعون إلى تعكير صفو الأجواء الداخلية في لبنان ويريدون غرس الانطباع بأن لبنان سيصبح غزة الثانية في حرب واسعة النطاق.
وبغض النظر عن الأسباب المختلفة التي تجعل الصهاينة يتجرؤون لبدء حرب واسعة النطاق ضد عدم وجود لبنان، ومن أهمها القوة النارية العالية لحزب الله، الذي يستطيع أن يسوي شمال فلسطين المحتلة بالأرض، وقد أثبت ذلك جيداً بعملياته الأخيرة، فلابد أن ندفع ولفت الانتباه إلى أن أمريكا قلقة للغاية من توسع الحرب على حدود لبنان وفلسطين المحتلة.
وبعد ما يقرب من 9 أشهر من حرب غزة ثبت للعالم أجمع أن أمريكا كانت وقد أيدها الطرف الذي أعطى الأمر ببدء هذه الحرب لإسرائيل وهو يقف وراءها تماماً لكن على الصعيد اللبناني، حذرت الولايات المتحدة السلطات الصهيونية منذ الشهر الأول من حرب غزة من أي عمل قد يؤدي إلى توسيع نطاق الحرب مع لبنان، وكانت رحلات هوكشتاين المتكررة إلى بيروت وتل أبيب مرتبطة بنفس الأمر. مشكلة؛ وكما رأينا، بعد تصاعد هجمات حزب الله الصاروخية والطائرات بدون طيار على شمال فلسطين المحتلة، جاء هوكشتاين إلى المنطقة في رحلة مفاجئة وطالب بمنع انتشار الصراعات على هذه الجبهة.
مطلع وتفيد المصادر أنه على الرغم من إعلان قصر سفيد أنه في حالة نشوب حرب واسعة النطاق مع لبنان، فإن الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل؛ لكن السلطات الأمريكية مارست ضغوطا سرية على الصهاينة للامتناع عن خوض حرب واسعة النطاق مع لبنان. وهذا يعني أن واشنطن لا تؤيد توسيع حرب إسرائيل مع لبنان. وفي مذكرة كتبها “إبراهيم أمين”، المحلل اللبناني الشهير ورئيس تحرير هذه الصحيفة، قال: إن هناك معلومات تظهر أن المؤسسات الأمنية والعسكرية في لبنان. وكان النظام الصهيوني قد أقنع المستوى السياسي لهذا النظام بأن هناك أهدافاً كبيرة في لبنان وإسرائيل خلال عملية خاطفة ومفاجئة يمكن أن تضرب بشكل فعال قدرات حزب الله العسكرية، وعندها سيختار بين خيار التسوية بفرض شروطه الجديدة، أو الذهاب نحو حرب كبرى.
الكارثة التي ستحل بإسرائيل في الحرب الواسعة مع حزب الله
لكن العمليات التي نفذها حزب الله مؤخراً، خاصة بعد نشر صور تفصيلية لمواقف حساسة للصهاينة في حيفا، وكذلك الصور الأخرى التي نشرتها المقاومة اللبنانية أمس عن أهداف جديدة داخل فلسطين المحتلة أربكت حسابات الصهاينة وحذرتهم مرة أخرى من أن حرب واسعة النطاق مع لبنان لن تكون سهلة على الإطلاق.
إن نشر هذه الصور وكذلك رسائل التهديد التي أرسلها السيد حسن نصر الله لإسرائيل ومؤيديها في خطابه الأخير توضح بعض النقاط:
– أولاً مقاومة لبنان تعني أن أي هجوم عسكري غير عادي وواسع النطاق من قبل العدو الصهيوني يعلن حرباً واسعة النطاق وسيتم التعامل مع الصهاينة على هذا الأساس.
– القواعد والضوابط التي يجب اتباعها. فالمقاومة تجبر وحداتها العسكرية على الالتزام ومنعت حتى الآن إطلاق نار واسع النطاق ضد نظام الاحتلال والمستوطنين، ولن يتم التخلي عنها دفعة واحدة، وفي حرب واسعة النطاق، لن يكون هناك أي موقع عسكري أو مدني في فلسطين المحتلة ستكون في مأمن من نيران حزب الله، وإذا ارتكب الصهاينة حماقة فإن كل هذه المواقف ستكون في مرمى صواريخ المقاومة.
– دخول الصهاينة في مغامرة عسكرية واسعة النطاق مع لبنان يعني أن الجبهة اللبنانية هي من جبهة دعم غزة إلى جبهة الحرب الكبرى وستصبح مع نظام الاحتلال الدفاع عن لبنان ومعاقبة الصهاينة. حرب سيكون سيناريوها الأول دخول قوات حزب الله إلى منطقة الجليل شمال فلسطين المحتلة والسيطرة عليها بشكل كامل.
– المقاومة في لبنان، بعد كل التجارب التي اكتسبتها، ليست في وضع حرج. طريقة مستعدة لقبول عدو مجرم البقاء على الحدود ونتيجة لذلك سوف يتصرف في حرب واسعة بطريقة تسبب أكبر ضرر ممكن للصهاينة على جميع المستويات.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |