“حرب العطش” التي تشنها إسرائيل على الضفة الغربية مع بداية الموسم الحار
وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، فإن الجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية تتزامن مع مع الحرب، لا تقتصر الإبادة الجماعية التي يشنها نظام الاحتلال في قطاع غزة على الهجمات المنهجية ضد الفلسطينيين وقتلهم فحسب؛ بل إن نظام الاحتلال يستخدم العطش سلاحاً لتعذيب سكان الضفة الغربية في نفس الوقت الذي يدخل فيه الموسم الحار.
وعلى ذلك أفادت مصادر إخبارية فلسطينية أن شركة المكروت الصهيونية قامت بتخفيض كمية المياه بشكل كبير. في مناطق متفرقة من الضفة الغربية مع بداية فصل الصيف، فيما ليس لدى سلطات السلطة الفلسطينية حل بديل.
حرب العطش التي يشنها الصهاينة على الضفة الغربية ويستهدف بشكل أساسي المناطق الجنوبية، وفي 8 حزيران/يونيو أعلنت بلدية الخليل عن تخفيض كمية المياه المخصصة لهذه المدينة وبيت لحم بنسبة 35%: هدف النظام الصهيوني من هذا الإجراء هو زيادة حصة المياه فيها كما انخفض عدد المستوطنات الصهيونية إلى النصف.
تعود جذور أزمة المياه في الضفة الغربية إلى عام 1948 وبداية الاحتلال الصهيوني لفلسطين. وتفاقمت هذه الأزمة بعد توقيع معاهدة أوسلو عام 1993، وبينما كان من المفترض أن يتم حل قضية المياه الفلسطينية بموجب المادة 40 من هذه المعاهدة، فإن الإسرائيليين لم ينفذوا قط الالتزامات ذات الصلة. وحاليا، فإن جميع مصادر المياه، وخاصة حوض المياه الغربي، الذي يشكل أكثر من نصف احتياطي المياه في الضفة الغربية ويضم 4000 نبع ماء في المناطق الجنوبية من القدس وبيت لحم وشمال الخليل، محتلة من قبل الصهاينة. إلى ذلك، أعلن مصدر مطلع في سلطة المياه الفلسطينية أن حكومة الاحتلال تمنع الفلسطينيين من الوصول إلى مصادر مياه جديدة.
أزمة مياه خطيرة في مدينة الخليل
أعلنت مصادر فلسطينية أن النظام الصهيوني خفض حصة المياه في منطقة الخليل بالضفة الغربية إلى النصف تقريبا، وعدم تلبية احتياجات سكان هذه المنطقة من المياه. كما أن أزمة قطع المياه مستمرة بشكل حاد وليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كان سيتم توصيل المياه إلى مدينة الخليل نهارا. وقال: ما يزيد الأزمة تعقيدا هو أن المناطق المحاصرة في الحي القديم بالخليل ومحيط الحرم الإبراهيمي. كانوا يحصلون على المياه كل 5 أيام، والآن يواجهون المزيد من المشاكل في الحصول على المياه. خاصة أنه لا توجد أي آبار مياه في هذه المنطقة ويعتمد سكانها على مخزون المياه. وأضاف: في حين يواصل الصهاينة حرمان الفلسطينيين من مصادر مياههم، لا يتم اتخاذ أي إجراء دولي لدعم الفلسطينيين في هذا المجال. وهناك قلق كبير من قطع المياه بشكل كامل عن الفلسطينيين في الضفة الغربية، وقال “أنطون سلمان”، رئيس دائرة مياه بيت لحم، في هذا الصدد: “إن نظام الاحتلال خلق ظروفا معقدة منع الفلسطينيين من حفر الآبار للحصول على المياه. بالإضافة إلى ذلك، تتركز معظم آبار المياه وينابيع محافظة بيت لحم في المنطقة رقم 3، الخاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية، وبالتالي لا يستطيع الفلسطينيون الوصول إليها.
وأشار إلى أن أهل فلسطين في مناطق مختلفة وقال إن سكان الضفة الغربية لا يستطيعون حتى الحصول على نصف كمية المياه التي يحتاجونها، وقال: في ظل القرارات التي اتخذها النظام الصهيوني، قد نشهد قريباً قطعاً كاملاً للمياه في جنوب الضفة الغربية من قبل اليمين المتطرف. وذلك على الرغم من أن مؤسسات الحكم الذاتي المختصة ليس لديها حل لهذه المشكلة.
وبدوره قال غسان دغليس محافظ نابلس: القرى الجنوبية في محافظة نابلس. مثل قريوت وجالوت وقصرة وتلفيت وقبلان لا تحصل على المياه أكثر من مرة واحدة في الشهر.
لقد حرمت السياسات القاتلة للسلطة الفلسطينية الشعب الفلسطيني من مصادر المياه
“يوسف عمرو” الخبير الفلسطيني في مجال القضايا وفي هذا السياق قال آب: المفاوضون الفلسطينيون في اتفاق أوسلو لم يكن لديهم معلومات كافية عن شؤون المياه، ولذلك احتل المحتلون كافة الموارد المائية الفلسطينية واستولوا على ينابيع كبيرة عن طريق الخداع. كما أن الصهاينة لم يفوا بأي من التزاماتهم للفلسطينيين في مجال المياه، وحرموا فلسطين من الحصول على كمية كافية من المياه عبر الآبار الموجودة في أكثر من 3000 مكان في مدينة الخليل.
وأشار إلى أزمة المياه المعقدة في محافظة الخليل، وأكد: إن المفاوضين الفلسطينيين في اتفاق أوسلو ظنوا أنهم حققوا إنجازا كبيرا بتحقيق 80 مليون متر مكعب من المياه سنويا، لكن الصهاينة لم يعطوا حتى هذه الكمية للفلسطينيين. والأدهى من ذلك أن المفاوضين الفلسطينيين لم ينتبهوا حتى لحقيقة أن عدد سكان فلسطين سيتزايد مع مرور الوقت، ولذلك لا بد من ذكر بند في الاتفاق يقضي بتوفير حاجة الفلسطينيين من المياه بما يتناسب مع عدد سكانهم.
وقال هذا الخبير الفلسطيني: أيضا، هناك خطأ آخر ارتكبه الفريق الفلسطيني المفاوض في اتفاق أوسلو، وهو قبوله شروط الكيان الصهيوني فيما يتعلق بمنح تصاريح حفر آبار مياه جديدة بعمق. أكثر من 140 مترًا ويستخرج أكثر من 100 متر مكعب من المياه في الساعة. وبهذا يكون نظام الاحتلال قد حرم الفلسطينيين من بناء السدود وتخزين المياه، بينما بنت إسرائيل لنفسها 23 سدا في الضفة الغربية، وتستمر في حرمان الشعب الفلسطيني من حقه الطبيعي في استخدام الموارد المائية ويرى “سامر عنبتافي” الخبير في الشؤون السياسية في هذا المجال، أن تصرفات إسرائيل في استخدام المياه أداة لتعطش وتعذيب الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، لا يمكن مقارنتها بجرائم أخرى ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين المنفصلين. وبناء على ذلك، يحاول المحتلون أخذ أكبر كمية من المياه المتوفرة في الضفة الغربية، وهي حصة الفلسطينيين، وإعطائها للمستوطنين الإسرائيليين، من أجل ممارسة المزيد من الضغط على سكان الضفة الغربية. ومنع انتشار المقاومة في هذه المنطقة.
وانتقد تقاعس السلطة الفلسطينية وسياساتها الدنيئة التي جعلت الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية يواجه مثل هذه النكبات، وأكد: يجب أن تكون إدارة المياه التابعة للسلطة الفلسطينية مستجيبة لاحتياجات الناس.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |