تهديدات ومصالح الأطراف الدولية في حرب محتملة على لبنان
بحسب تقرير ويبانغاه نقلا عن وكالة مهر للأنباء مركز دراسات الزيتونة في تقرير مفصل بحث في تصاعد التوتر على حدود لبنان والكيان الصهيوني و واحتمال وقوع هجوم شامل من قبل تل أبيب على لبنان، وبحثت سيناريوهات وعواقب هذا العمل الخطير الذي قد يحدث نتيجة الهروب من أمام زعماء تل أبيب.
يؤكد هذا التقرير أنه بالتزامن مع اتساع نطاق التوتر في قطاع غزة واستمرار العدوان الصهيوني النظام بعد مرور 8 أشهر، وبينما لا يوجد حتى الآن أفق واضح لنهاية الحرب، فإن الجبهة الشمالية للأراضي المحتلة شهدت هي الأخرى توترات غير مسبوقة وخلقت جبهة تآكل للمحتلين، وازدادت حدة الهجمات إلى حد كبير. مستوى كبير في الأسابيع الأخيرة.
يضيف هذا التقرير أن حزب الله اللبناني أطلق أنواعًا مختلفة من الصواريخ باتجاه الأراضي اللبنانية في الأيام الأخيرة و وأطلق الاحتلال منذ أسابيع أعيرة نارية أدت إلى اشتعال النيران في جزء كبير من الحقول الزراعية وسقط في هذه الاعتداءات عدد كبير من القتلى والجرحى من الصهاينة. في هذه الأثناء، يتواصل نزوح عشرات الآلاف من سكان المستوطنات الصهيونية في الشمال، وهدد قادة النظام الصهيوني بعمليات عسكرية في جنوب لبنان لمنع انتشار التوتر في هذه المنطقة.
يكتب الزيتونة أن المؤسسات الداخلية للكيان الصهيوني بقطاعيها السياسي والعسكري، هناك اختلاف في الرأي بشأن مثل هذا الهجوم، ويبدو من غير المرجح أن يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق في هذا المجال.
أولاً: العوامل المؤثرة على اتخاذ قرار تل أبيب بشأن الحرب في لبنان
تشير الإحصائيات إلى أن حزب الله اللبناني نفذ أكثر من 2000 عملية ضد أهداف صهيونية مختلفة منذ 7 أكتوبر من العام الماضي وحتى نهاية أبريل، ومتوسط هذه الهجمات أكثر من 10 هجمات يوميا. وفي شهر مايو الماضي، زادت حدة هذه الهجمات، وبينما كان هناك حوالي 238 هجومًا في أبريل، كان هناك 325 هجومًا هذا الشهر. كما نفذت طائرات حزب الله اللبنانية المسيرة 85 عملية داخل الأراضي المحتلة، بواقع 42 عملية في أبريل، و24 عملية في مارس، و7 عمليات فقط في فبراير الماضي. وبهذه الطريقة، زادت كمية هجمات حزب الله في لبنان بنسبة 36% مع مرور الوقت، مما تسبب في حرائق بعشرات الآلاف من الهكتارات من الأراضي المحتلة وتدمير عدد كبير من المؤسسات المدنية والعسكرية.
من جهة أخرى، نفذ المحتلون الصهاينة منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي وحتى نهاية أيار/مايو أكثر من 5000 عملية، شملت هجمات صاروخية وقنابل خفيفة أو حارقة أو ونفذت هذه الهجمات قنابل فسفورية أو إطلاق نار على أجزاء من جبهات جنوب لبنان المختلفة، وأحدثت حريقاً في 15 مليون متر مربع من الأراضي اللبنانية وألحقت أضراراً كبيرة بالأشجار المثمرة. وخسر حزب الله في هذه الهجمات نحو 330 من كوادره، كما استشهد في هذه الصواريخ أكثر من 100 مدني ومواطن لبناني.
يعتقد النظام الصهيوني أن حزب الله اللبناني مصمم على إنشاء جبهة واسعة مناهضة للاحتلال تشمل جنوب لبنان وشرقه وجنوبه أيضًا دول العراق واليمن. وتنتظر هذه الجبهات انتهاء الهجوم الشامل على قطاع غزة لوقف هجماتها المعادية للصهيونية.
نتناول هنا أهم العوامل المؤثرة على قرار تل أبيب بزيادة التوتر على الجبهة اللبنانية:
2- يعتبر النظام الصهيوني تصرفات حزب الله تهديداً حقيقياً على الجبهة الشمالية يجب عليه الرد عليه، وهذا التهديد يضاف إلى طبيعته العسكرية وحجمه الكبير. حجمها كبير من حيث عمقها الجغرافي ومدتها الزمنية، وترى تل أبيب أن تجاهل هذا التهديد سيزيد من تدمير نظرية الردع لهذا النظام.
3- هناك نوع من النظرة الاستراتيجية التي ترى أن رد الفعل على هجمات حزب الله سيدفع حزب الله إلى الرد مرة أخرى، وبالتالي ستستمر التوترات الحدودية قد يؤدي إلى اضطراب الأوضاع في المنطقة، بالإضافة إلى إدخال أطراف إقليمية ودولية في هذه التوترات.
4- يرى النظام الصهيوني أن استمرار الحرب على الجبهة الجنوبية في غزة سيعني استمرار التوتر على الجبهة الشمالية مع لبنان، وعليه ولا يمكن الفصل بين هاتين الجبهتين. وفي الوقت نفسه، هناك اتفاق شامل نسبياً داخل الأراضي المحتلة على أنه من الصعب على تل أبيب القتال على جبهتين في نفس الوقت.
5- مع تراجع مكانة النظام الصهيوني على الساحة الدولية وحاجته الملحة للدعم الأمريكي، على تل أبيب اتخاذ الترتيبات اللازمة قبل أي إجراء العمليات العسكرية في شمال الأراضي المحتلة لها علاقة بواشنطن. وذلك على الرغم من إعلان الولايات المتحدة مراراً وتكراراً عدم موافقتها على اندلاع الحرب على هذه الجبهة لعدة أسباب.
6- تظهر المعلومات الأمنية التفصيلية للكيان الصهيوني أنه في حالة قيام تل أبيب بمهاجمة حزب الله اللبناني، فإن هذا النظام سيتعرض للهجوم من قبل حلفاء حزب الله بما في ذلك غزة وسوريا ولبنان. وسيتم استهداف اليمن والعراق وربما إيران.
7- إن الوضع الداخلي والخلافات المتعلقة بالائتلافات الوزارية وكذلك السياسية والعسكرية تشكل رادعاً مهماً لإعلان الحرب على لبنان.
الحقيقة أن كل هذه العوامل، على أهميتها، هي جزء من المكونات المتعلقة بإعلان النظام الصهيوني الحرب على لبنان، وعوامل أخرى هي من أصحاب القرار في النظام هناك صهيوني يزن سيناريو إعلان الحرب على لبنان.
تكثفت خطة التهديد لقادة النظام الصهيوني في الأيام الأخيرة. ويعتقد الصهاينة أن حزب الله حول أراضي شمال لبنان إلى مناطق غير مأهولة نتيجة هجماته بالصواريخ وقذائف الهاون والطائرات المسيرة، كما أن الطرق المؤدية إلى الشمال خالية إلا من حركة الدبابات وسيارات الإسعاف التي تنقل الجرحى والقتلى. .
يرى قادة تل أبيب أن استمرار هذا الاتجاه وانتشار الحرائق في الجليل و الجولان من قبل طائرات حزب الله المسيرة في الأراضي المحتلة وانتشار الضحايا والجرحى في صفوف الجيش الصهيوني، كلها تظهر انهيار قوة الردع في تل أبيب، والمحتل لا بد أن يتخذ قرارا مؤلما للتصدي لهذه الهجمات، وإلا سيواجه ضربات موجعة. وهو ما سيدفع حزب الله إلى مهاجمة تل أبيب
ثانيًا: أولويات تل أبيب في الحرب إدارة غزة
تعتقد جميع الدوائر العسكرية والأمنية الصهيونية تقريبًا أن تحدي جبهة غزة هو تحدي أساسي لإسرائيل. الاحتلال الصهيوني والضغوط أدخلت الكثير على دوائر صنع القرار في هذا النظام وعلى تل أبيب متابعة أهداف الحرب في غزة حتى النهاية، رغم أن المحتلين لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم وإطلاق سراح الأسرى. الأسرى الصهاينة أم حماس رغم مرور 8 أشهر على الحرب ولذلك فإن المقاومة الفلسطينية لا تزال تشكل تهديدا كبيرا للمحتلين.
العديد من النخب السياسية والعسكرية في النظام الصهيوني الذين ليسوا أعضاء في حكومة هذا النظام ومن الصراعات في البيئة الحزبية إنهم آمنون، ويحذرون من اتباع الأوساط العسكرية لتوجهات التيارات السياسية والتورط في مستنقع غزة، ويعتقدون أن السياسيين يريدون جرهم إلى مستنقع آخر في لبنان. وهذا الأمر جعل صناع القرار في النظام الصهيوني يترددون في تقييم الوضع على الجبهة الشمالية.
ومن ناحية أخرى، يشعر العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية بخيبة أمل من استمرار الحرب غير المجدية في اليمن. شوارع غزة ويعتقدون أن هذه الحرب لا يمكن أن توصلهم إلى تحقيق أهدافهم الحقيقية ويجب أن تتوقف فوراً ويجب إطلاق سراح الأسرى الصهاينة من خلال تبادل الأسرى وإعلان وقف إطلاق النار، وأخيراً جيش تل أبيب. وينبغي التركيز على التطورات في شمال لبنان، وهو ما يشكل خطراً آخر على هذا النظام.
بعض الدوائر الصهيونية تشجع الحرب على لبنان وترى أن أهداف الحرب في غزة قد انتهت وأن وأحداث أبريل 2024 وانسحاب جيش تل أبيب من مدينة خان يونس تظهر ذلك. وهم يعتقدون أن الجيش لم يحقق أي إنجازات مهمة في عملية الصراع، وبالتالي لا ينبغي له مواصلة الحرب غير المجدية في غزة، بل يجب إرساله إلى شمال الأراضي المحتلة، حيث الخطر الحقيقي يهدد النظام الصهيوني. فترة>ص>
قرار النظام الصهيوني فتح قناة الحرب مع حزب الله هو في وضع حيث الحرب في غزة لا يزال مستمرا. ولهذا القرار مجموعة من المشاكل الهيكلية والمضمونية نذكرها:
1- عدم الاتفاق بين المؤسسات السياسية والعسكرية للكيان الصهيوني بشأن بدء الحرب حرب لبنان في ظل استمرار الحرب في غزة.
2- تآكل الجيش الصهيوني في غزة والشكاوى العديدة حول مقاومة أهلها العنيدة و الضعف المتزايد للجيش
3- القلق من اتساع نطاق الحرب الإقليمية بعد انضمام اليمن والمقاومة العراقية إلى التحالف العربي الحرب ضد الصهيونية إن بدء الحرب في لبنان سيزيد من حجم هذه الصراعات.
4- خوف النظام الصهيوني من قدرات حزب الله اللبناني الذي يفوق قدرات حماس عدة مرات ويمكنه هزيمة النظام الصهيوني في حالة غير مسبوقة من التآكل والهشاشة.
رغم أن النظام الصهيوني ادعى أنه مستعد للحرب على عدة جبهات في نفس الوقت في السنوات الماضية، إلا أن تجربة الأشهر الثمانية الماضية أظهرت كل ذلك ويقول الصهاينة إن الأقوال تختلف عن الأفعال، وأن الجيش واجه مقاومة عنيدة في غزة وسقط المئات من جنوده بين قتيل وجريح في هذه الحرب، وأن قادة الجيش غير مستعدين للدخول في الحرب في المنطقة الجبلية بلبنان. لم يختبروا.
بالإضافة إلى أن ثمانية أشهر من الحرب في غزة أدت إلى تآكل الجيش الصهيوني وسيستغرق الأمر عدة أشهر أو سنوات حتى يستعيد الجيش قوته يستطيع إعادة بناء هيكله وإنعاش نفسه ووضع مناورات جديدة على جدول أعماله وتجاوز فكرة “الجيش الذكي”.
يتبع…