هل سيتم فتح عقدة قبرص العمياء التي دامت خمسين عامًا؟
وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، فقد مر خمسون عامًا على العملية العسكرية في قبرص. وهي عملية ذات أهمية خاصة في تاريخ العلاقات التركية اليونانية وكذلك الصعود والهبوط في شرق البحر الأبيض المتوسط.
في مثل هذا اليوم، قام الجيش التركي بحجة الدفاع عن الأتراك. عاش في جزيرة قبرص ضد هجمات الجيش اليوناني، وقام بإنزال الآلاف من مظليه على الجزيرة. ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن احتلت تركيا جزءاً كبيراً من شمال الجزيرة وأمنها ونظامها مع الجيش والشرطة التركية.
زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جزيرة قبرص مرة أخرى اليوم، وبكلماته أكد مرة أخرى على ضرورة استقلال حكومة أتراك الجزيرة. واعتبر أردوغان قبرص التركية قرة عيون تركيا وأعلن دعمه لاستقلال أتراك الجزيرة. > وبحسب السلطات القبرصية واليونانية فإن الوجود التركي في أراضي الجزيرة هو وجود احتلالي. لكن الحقيقة هي أن أنقرة لم تقصر نفسها على الوجود العسكري وأنشأت وحدة سياسية تسمى “الجمهورية التركية لشمال قبرص”، وهي في الواقع دولة مستقلة تحت الحماية التركية.
دولة قبرص نفسها وبعبارة أخرى، فإن جنوب قبرص عضو في الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، يوجد في شمال قبرص حكومة غير رسمية لا تعترف بها سوى تركيا، ويمكن لعدد صغير من مواطني هذه المنطقة الذين يحملون جوازات سفر قبرصية قديمة السفر إلى الاتحاد الأوروبي.
ولكن لا يُسمح للمواطنين الآخرين إلا بالسفر إلى الاتحاد الأوروبي. السفر إلى الاتحاد الأوروبي وهم يسافرون إلى تركيا وباكستان. وقد أدى مثل هذا الوضع إلى تحول السياسيين القبارصة الأتراك إلى قطبين متضادين. ويعتقد فريق منهم أن الدعم التركي غير المبرر والقسري قد دمر منزلهم وانتهى به الأمر إلى الإضرار بهم، ومن الأفضل الاعتراف بنفس الحكومة القبرصية. لكن المجموعة الثانية تعتقد أنه بدعم من تركيا، سيتمكنون قريباً من تشكيل حكومتهم المستقلة. وقد حاولت الأمم المتحدة عدة مرات حل المشكلة القبرصية. لكن هذه المشكلة ما زالت دون حل ويبدو أن إصرار أنقرة على ضرورة تقسيم جزيرة قبرص إلى حكومتين رومانية وتركية قد تسبب في جمود سياسي وقانوني كبير فيما يتعلق بالجزء الشمالي من الجزيرة.
والآن، وبعد خمسة عقود من التوتر وعدم اليقين وسجل الهزيمة السياسية والقانونية لكوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة في الاستفتاء لتحديد مصير قبرص، يريد الأمين العام الحالي أيضا حل هذه المشكلة. على أية حال.
يستعد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش لدعوة قادة شمال وجنوب قبرص للاجتماع في سبتمبر للاستفادة من القدرات السياسية لتركيا واليونان. لكن المحللين السياسيين يقولون إن أنقرة وأثينا لديهما خلافات جوهرية بشأن هذه القضية، مما يجعل من المستحيل التوصل إلى نتيجة.
وجهتا نظر مختلفتان
فيما يتعلق بالمصير النهائي لجزيرة قبرص، وجهتا نظر ووجهتان نوافذ متقابلة تماماً هناك أيضاً:
أ) اليونان وجمهورية قبرص والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة متفائلة بشأن عملية حل جديدة تقوم على التعايش في دولة واحدة وضمن معايير الأمم المتحدة ويرون أنه يمكن اعتبار حقوق الأتراك في دولة قبرص الواحدة
ب) تركيا والهيكل الذي يطلق على نفسه اسم “جمهورية شمال قبرص التركية” فقط ولهما الحق في السيادة المتساوية، ويُعتقد أن إدارة الجزيرة تخضع لسيطرة حكومتي شمال قبرص وجنوب قبرص. .jpg”/>
تكمن أهمية الخلاف بين الطرفين في أن كوفي عنان أجرى استفتاء عام 2004 لتشكيل حكومة مشتركة، وقد وافق عليه الأتراك، لكن اليونانيين لم يصوتوا بالإيجاب. وبعد وقت قصير من هذا الاستفتاء، أصبحت قبرص الرومانية أو اليونانية عضواً في الاتحاد الأوروبي، وتوصل الأتراك، الذين شعروا بالهزيمة والهزيمة، إلى استنتاج مفاده أن قبعتهم قد ولت ولن يهدئهم سوى الاستقلال.
وبطبيعة الحال، في عام 2017 وخلال محادثات الحدود في مونتانا، كان الأتراك لا يزالون حريصين على التواجد مع القبارصة اليونانيين تحت مظلة اتحاد فيدرالي ضمن معايير الأمم المتحدة. إلا أن هذه المفاوضات ظلت غير مثمرة. لأن القبارصة اليونانيين تركوا الطاولة في اللحظة الأخيرة.
هل هناك أمل جديد؟
إن قضية قبرص هي نتيجة للخلافات السياسية بين أثينا وأنقرة. وبالطبع، يعلم الجميع أن الخلافات بين اليونان وتركيا لها خلفية تاريخية وحدودية وجغرافية وهي أقدم بكثير من عملية 1975. ولكن في الوضع الحالي حيث قامت تركيا واليونان بموازنة علاقاتهما تدريجياً بمبادرة أردوغان وميتسوتاكيس، توصل بعض المحللين إلى استنتاج مفاده أن الوقت قد حان ويجب أن تكون الخلافات ساخنة ع> قام الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس بتعيين دبلوماسية كولومبية تدعى ماريا أنجيلا هولغوين كويلار ممثلة خاصة في قبرص بعد حصوله على موافقة اليونانيين والأتراك في قبرص على طلب التحدث مع الطرفين بالتفصيل.
مهمة ملكة جمال كولومبيا هي معرفة ما إذا كان هناك مساحة مناسبة لبدء عملية حل جديدة في قبرص أم لا؟ ووافقت تركيا على هذه الخطة بشرط عدم تأجيل الأمم المتحدة للمسألة وعدم تمديد فترة الستة أشهر المقررة لكويلار، وقد قدمت تركيا واليونان وإنجلترا تقريرها عن مضمون المفاوضات إلى الأمين العام للأمم المتحدة ولا أحد يعرف ما كتبته السيدة الكولومبية الشابة في ذلك التقرير السري. لكن غوتيريس، بناءً على اقتراحه، قرر دعوة الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس والزعيم التركي لقبرص الشمالية إرسين تتار للتحضير لاجتماع في نيويورك في سبتمبر.
التقييمات التي تم إجراؤها في أثينا تظهر أن هناك أجواء أكثر تفاؤلاً تجاه بداية عملية التفاوض من أنقرة. ومن المفترض بعد هذا اللقاء أن يجري الأمين العام نقاشاً مفصلاً مع زعماء تركيا واليونان وإنجلترا.
لكن الأتراك غير متفائلين بهذه العملية وتقول مصادر دبلوماسية في أنقرة إنه وفقاً لـ الخبرات المكتسبة منذ عامي 2004 و2017، من غير الواقعي أن نتوقع أن تكون هذه العملية مثمرة في هذه المرحلة. لكن السيدة كويلار، وهي دبلوماسية كولومبية، قالت: “إن الأمين العام سيقرر الإجراءات التي سيتم اتخاذها في الأشهر المقبلة. وأنا متفائل وأحث جميع القبارصة على دفع قادتهم إلى العمل من أجل مستقبل أفضل وأكثر أمانا. ويجب على القادة إظهار إرادتهم وتصميمهم على تحقيق تقدم حقيقي”. /Uploaded/Image/1403/01/19/1403011910372525729765724.jpg”/>
زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزعيم حزب العدالة والتنمية. جزيرة قبرص عدة مرات وفي الرحلة الأخيرة وعد الأتراك بمنحهم بناء مبنيين ضخمين. أحدهما للمؤسسة الرئاسية والآخر للبرلمان. وقد تم اتخاذ هذا القرار في ظل الوضع الذي تعاني فيه تركيا نفسها أولاً من أزمة اقتصادية، وثانياً، أن إنشاء مثل هذه المباني يعني أن تركيا لن تنسحب من الخطاب الانفصالي في الجزيرة.
انتهى الرسالة/
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |