الهجوم الاستراتيجي اليمني في عمق تل أبيب
وكالة مهر للأنباء, المجموعة الدولية: يمر الشهر العاشر من حرب النظام الصهيوني على غزة؛ حرب أدت إلى إبادة جماعية غير مسبوقة وأدت إلى اشمئزاز عالمي واسع النطاق من هذا النظام ومؤيديه. وبينما فشلت الأمم المتحدة في وقف جرائم الصهاينة، ولم تكتف القوى الغربية بالتخلي عن مطالباتها بحقوق الإنسان، بل وقفت أيضًا إلى جانب تل أبيب في الإبادة الجماعية ضد غزة، لم تتخذ الدول العربية أي إجراء للدفاع عن شعب غزة. غزة: وقفت المقاومة إلى جانب أهل غزة ووضعت الهجمات المباشرة ضد الصهاينة على جدول الأعمال. ويعد اليمنيون من العناصر الأساسية في المقاومة الذين دخلوا الحرب بشكل مباشر ضد النظام الصهيوني.
الأعمال العسكرية اليمنية ضد النظام الصهيوني
دخل اليمن هذه الحرب منذ نوفمبر الماضي، بعد شهر واحد من بدء الحرب الصهيونية على غزة. وكان التحرك الأول لليمنيين ذكيا، حيث استهدفوا السفن المتجهة إلى الأراضي المحتلة. وكان الهدف الرئيسي للعملية اليمنية ضد السفن هو زيادة التكلفة الاقتصادية لحرب النظام الصهيوني ضد غزة وزيادة الاستياء داخل الأراضي المحتلة من هذه الحرب. وفي أعقاب هذا الإجراء، اضطرت مئات السفن إلى تحويل مسارها إلى جنوب أفريقيا، مما أدى إلى زيادة التكاليف. ورغم قيام الولايات المتحدة ومعها إنجلترا وعدة دول أخرى بهجمات متكررة ضد اليمن دفاعاً عن النظام الصهيوني، إلا أن الهجمات اليمنية لم تتوقف وما زالت مستمرة.
إلى جانب الهجوم على السفن المتجهة إلى الأراضي المحتلة، نفذت القوات اليمنية عملية مهمة في تم استهداف منطقة يافا المحتلة يوم الجمعة 29 يوليو والمعروفة باسم تل أبيب بطائرة بدون طيار. وبحسب تقرير وسائل الإعلام الصهيونية، قُتل صهيوني وأصيب ثمانية أشخاص في هذا الهجوم بطائرات بدون طيار الذي نفذته اليمن. وهذا العمل العسكري الذي يقوم به اليمنيون أهم بكثير من الهجوم على السفن المتجهة إلى الأراضي المحتلة، لأنه استهدف تل أبيب بشكل مباشر من ناحية، ومن ناحية أخرى ستكون له عواقب مهمة.>
عواقب الهجوم اليمني بطائرة بدون طيار على تل أبيب
للعملية اليمنية بدون طيار عدة أمور مهمة وواضحة العواقب والتي تشمل:
إشهار الضعف الدفاعي للكيان الصهيوني
من أهم نتائج الهجوم اليمني بالطائرات بدون طيار ضد الصهاينة هو إثبات الضعف الدفاع عن الكيان الصهيوني أكثر مما كان عليه في الماضي وسبق أن ثبت ضعف دفاع النظام الصهيوني أمام طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وعملية “وعد الصادق” التي نفذتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فضلاً عن الهجمات المتكررة لحزب الله اللبناني، إلا أن التحرك اليمني جعل هذا الضعف أكثر وضوحاً. كما حدث هجوم الطائرات بدون طيار اليمنية على تل أبيب من مسافة جغرافية 2000 على بعد كيلومتر واحد. في يونيو/حزيران، تمكنت طائرة بدون طيار تابعة لحزب الله اللبناني من التحليق فوق الأراضي المحتلة الأراضي من خلال تجاوز نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي. على عكس حزب الله اللبناني، ليس لدى اليمن حدود جغرافية مع الأراضي المحتلة المدينة الأكثر تدميراً في فلسطين المحتلة. رؤساء هذا النظام، ومن بينهم لابيد وبن غير، اعترفوا بأن أمن إسرائيل قد تعرض للخطر. .
المقاومة; أكثر تصميماً وتماسكاً في الدفاع عن غزة
إن عمل الطائرات بدون طيار اليمنية ضد تل أبيب هو بمثابة مرحلة جديدة من العمل كان نظامي فاعلاً في المقاومة ضد الصهاينة وفي الدفاع عن غزة. ومؤخراً، قامت طائرة بدون طيار تابعة لحزب الله اللبناني برصد وتصوير مناطق واسعة من فلسطين المحتلة دون أن يتم كشفها وإعادتها. كما هاجمت المقاومة العراقية أهدافا في حيفا أو إيلات. أظهر الهجوم اليمني بطائرات بدون طيار مدى نفاذية وهشاشة الأجواء الفلسطينية المحتلة أكثر من تصرفات حزب الله اللبناني والمقاومة العراقية، حيث قطع مسافة تزيد على 2000 كيلومتر داخل تل أبيب دون أن يتم اكتشافه. ومن ناحية أخرى، يقوم اليمن بمثل هذه الأعمال العسكرية ضد الصهاينة، وهو يخوض حرباً شاملة مع المملكة العربية السعودية منذ 8 سنوات ويتكبد خسائر فادحة جراء هذه الحرب. إلا أن الأعمال العسكرية التي يقوم بها اليمنيون ضد الصهاينة تثبت أن لديهم إرادة جدية لمواجهة أمريكا والكيان الصهيوني ووقف الإبادة الجماعية في غزة إلى جانب حزب الله اللبناني والمقاومة العراقية.
دليل على الاتجاه المتزايد للقدرة العسكرية اليمنية
أحد أهم عواقب الطائرات بدون طيار اليمنية العمل ضد تل أبيب هو الذي أثبت الاتجاه المتزايد للقدرات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية. الطائرة بدون طيار التي استهدفت تل أبيب هي من صنع اليمنيين. “background-color:white”> كتبت وسائل إعلام صهيونية في وصف هذا الهجوم أظهر هذا الهجوم على المستوى الفني ضعف نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي ضد طائرات بدون طيار تطير بسرعة أقل وعلى ارتفاع أقل. ويعتقد الخبراء العسكريون أن هذه العوامل تزيد من صعوبة تعقب الطائرات بدون طيار بواسطة الرادارات واعتراضها بواسطة صواريخ أرض جو متقدمة ولم يتم تحديدها كهدف خطير. ولذلك، لم يدق أي إنذار لذلك. وتم قصف هذه الطائرة بدون طيار واختارت طريقا جديدا من اليمن إلى مصر للإبحار وعبرت البحر الأبيض المتوسط ودخلت الأراضي الفلسطينية المحتلة وحلقت على ارتفاع منخفض.
يأس الكيان الصهيوني من فاعلي المقاومة
هجوم الطائرات اليمنية بدون طيار في عمق تل أبيب وفي نفس الوقت الذي أظهرت فيه هجمات حزب الله اللبناني والمقاومة العراقية استغراب الصهاينة الشديد وغضبهم من وحدة وسلامة المقاومة في الدفاع عن غزة، رداً على ذلك هاجم الجيش الصهيوني مدينة الحديدة بمقاتلاته من طراز إف 35 لهجوم الطائرات بدون طيار اليمنية. وأدت هذه الهجمات إلى استشهاد وجرح عدد من المواطنين اليمنيين. إلا أن هذه الهجمات التي قام بها الصهاينة لم تكن بسبب حسمهم وتفوقهم العسكري فحسب، بل أيضاً بسبب يأسهم أمام اليمنيين. وأظهر العمل العسكري الذي قام به الصهاينة ضد اليمن أن لجوء القوى الغربية إلى الهجمات العسكرية وممارسة قوتها ضد اليمن لم يؤد إلى مزيد من الأمن للصهاينة. وفي الوقت نفسه فإن العمل العسكري للصهاينة لن يردعهم ضد اليمنيين لأن هذه الهجمات نفذت من موقع ضعف وتجنباً للرد على المنتقدين الداخليين، وفي الوقت نفسه لن يوقف هجماتهم. اليمنيين. وفي هذا الصدد، الحزام الأسد أحد قادة أنصار الله في اليمن يعلن: عمليات جديدة بعد العملية تل أبيب قادمة وستستمر حتى تتوقف الحرب في غزة.
النتيجة
عملية الطائرات بدون طيار اليمنية ضد تل أبيب مرة أخرى ظهر فاعل جديد على الساحة السياسية والعسكرية في غرب آسيا والعالم العربي يعلن؛ ممثل يتصرف بشكل مختلف ولا يصمت أمام الجريمة الصهيونية، بل يستهدف تل أبيب بشكل مباشر. وفي الوقت نفسه فإن من أهم خصائص المقاومة اليمنية أنها تحظى بدعم الملايين من الناس. بعد العملية التي قامت بها القوات المسلحة اليمنية بطائرات بدون طيار ضد تل أبيب، أظهر مئات الآلاف من اليمنيين دعمهم لهذا العمل العسكري وأظهروا أيضًا دعمهم لشعب غزة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن عمل الطائرة اليمنية بدون طيار ضد تل أبيب، والذي أظهر ضعف وهشاشة دفاع النظام الصهيوني، أثبت أيضًا القضية المهمة وهي أن حرب غزة الطويلة ستجلب نتائج عكسية للعدو الصهيوني. فترة
سيد رازي عمادي; خبير وباحث في منطقة غرب آسيا