تحديات الحكومة السودانية في قضية اللاجئين وطالبي اللجوء
بحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء
، مع دخول داعش إلى العراق والاستيلاء على محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى، وتجنيد المواطنين الأحياء في هذه المناطق حيث بدأت قوات المرتزقة الإرهابية. كان على النساء والفتيات والأطفال الصغار الذين لم يتمكنوا من تجنب الانضمام إلى هذه المجموعة الإرهابية الخضوع لطلبات غير مشروعة وغير أخلاقية في المنطقة المؤقتة لداعش.
وفي مراحل تحرير المناطق التي احتلها تنظيم داعش من قبل قوات الحشد الشعبي والجيش والشرطة العراقية، استخدم داعش هذه العوائل كدروع بشرية، الأمر الذي أصبح أهم عائق أمام سرعة تحرير هذه المناطق.
في إطار حصر الرقعة الجغرافية التي يحتلها تنظيم داعش في كل منطقة تمت فيها عملية التحرير منعا لبعض الأعمال الغامضة التي قد تقوم بها من قبل زوجات الإرهابيين ضد القوات العراقية، تم إرسال هؤلاء الأشخاص إلى معسكرات مؤقتة.
تنقسم هذه المعسكرات إلى فئتين عاليتي الخطورة، مثل “الهول” في سوريا، بعضهم يحمل الجنسية العراقية، وذوي الخطورة المنخفضة مثل “آشتي” في محافظة السليمانية منقسمون.
بحسب التعداد الذي أجرته وزارة شؤون المهاجرين العراقية لعام 2023، فإن حوالي 36 ألف أسرة يعيشون في 26 مخيما، منها 16 مخيما في محافظة دهوك و6 مخيمات في أربيل و4 مخيمات في محافظة السليمانية العراق.
اللاجئون من محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار وديالى والتي يبلغ عدد سكانها ما يقارب 157 ألف نسمة. معظم السكان اللاجئين هم من أهالي سنجار |.جماعة داعش الإرهابية محمد شياع السوداني، ” src=”https://newsmedia.tasnimnews.com/Tasnim/Uploaded/Image/14030429181008557306038710.jpg” />
السليمانية، العراق، خالية من اللاجئين
اختيرت السليمانية، العراق، المحافظة الأولى التي سيتم فيها إغلاق المخيمات بالكامل. تماشياً مع توجه الحكومة العراقية لدعم اللاجئين، المرحلة الأخيرة من عملية إخلاء مخيم “المصالحة” من اللاجئين، حصل أرباب الأسر التي يبلغ عددهم 734 شخصاً، على شيك بقيمة 4 ملايين دولار بالإضافة إلى السلع المعمرة (تلفزيون، غاز، ثلاجة).
كان مخيم أشتي هو المخيم الأخير في محافظة السليمانية والذي تم إغلاقه جزئياً عندما لجأ إليه اللاجئون. وعادوا إلى أماكن إقامتهم في محافظتي صلاح الدين ونينوى . والآن هناك أشخاص في هذا المخيم لا يعيشون هناك ويستخدمونه فقط للمأوى من وقت لآخر.
عودة اللاجئين العراقيين من مخيم “الهول”
مخيم “الهول” الذي اكتسب لقب القنبلة الموقوتة من حيث عامل الخطر الذي يشكله اللاجئون الذين يعيشون فيه، يضم جنسيات مختلفة. يتكون معظم سكان هذا المخيم من سوريين وعراقيين كانوا إما أعضاء في داعش من قبل أو كان أحد أفراد أسرهم عضوًا في هذه الجماعة الإرهابية.
الحكومة العراقية تبدي حساسية تجاه عودة اللاجئين من مخيم “الهول” مما يطيل عملية عودة اللاجئين العراقيين. وبعيداً عن حساسية حكومة هذا البلد، فإن قضية عودة لاجئي “الحول” تخضع لمراقبة المحافل الدولية وحكومات المنطقة. وأصبح هذا الموضوع سبباً لإقناع الحكومة العراقية بالتحرك خطوة بخطوة وتنظيم عودة لاجئي “الهول”.
مؤخراً 150 عراقياً وتم نقل عوائل من مخيم “الهول” إلى العراق، ولكن بسبب الخطر الذي يتعرض له هؤلاء الأشخاص، تم منعهم من الاختلاط في المجتمع، ولذلك تم نقلهم مباشرة إلى مخيم “الجديدة” في محافظة أربيل.
متاعب ومشاكل مغادرة طالبي اللجوء من المعسكرات
للحكومات التي عانوا من النشاط الإرهابي في بلادهم في الماضي، وغالباً ما يصبح الحديث عن عودة اللاجئين وإغلاق المخيمات تحدياً اجتماعياً وأمنياً مهماً؛ لأن اختلاط هؤلاء الأشخاص بمجتمعاتهم يخلق معاناة لحكومة وشعب البلد المعني، وقد واجه تحديات لأحيائه وبيوته. الاعتراضات الأولى جاءت من شيوخ العشائر وسكان الأحياء التي يعتزم اللاجئون العودة إليها.
ويمكن التحقيق في الاتجاه: وما يثير قلق هذه المجتمعات في المقام الأول هو احتمال تفرع الجماعات الإرهابية من بين طالبي اللجوء؛ لأن معظم الأشخاص الذين تم نقلهم إلى المخيم كانوا من المناطق التي جند فيها داعش من قبل.
القلق التالي الذي يمكن اعتباره هو استغلال المجتمعات الغربية؛ وهناك مؤسسات مهمتها مراقبة المعسكرات وتوصلت إلى تحقيق الدخل من استمرار أنشطة المعسكرات المذكورة. ومن ناحية أخرى، تم التحقق من اختراق المخابرات الأمريكية بين اللاجئين لصالح الحكومة العراقية. وفي الواقع، مع مرور المزيد من الوقت منذ بقاء اللاجئين على قيد الحياة في المخيمات، زاد قلق الحكومة العراقية بشأن الانقسام وتشكيل الجماعات الإرهابية الناشئة.
التواجد الشيخ قيس الخزعلي أمين عام عصائب أهل الحق في مراسم تشييع والد إيفان فائق جابرو
بطريقة أكثر تشاؤماً من الظروف المعيشية الصعبة خلق هؤلاء اللاجئين في المخيمات، الذين واجهوا نقصًا في المياه والكهرباء والغاز والغذاء، وضعًا لطالبي اللجوء الذين كانوا يعتزمون توجيه ضربة أخرى لسيطرة وسلطة الحكومة العراقية، حتى مع الحد الأدنى من الدعم. وفي بعض الدول العربية الغربية، من المرجح أن يصبح الشخص المعني بيدقًا مطيعًا ويستمع للأوامر كزعيم لجماعة إرهابية بما يتماشى مع تحقيق الأهداف الشريرة لهذه الدول.
من الطبيعي أن لا تستطيع الحكومة مراقبة سلوك مواطنيها ليل نهار، لكن في هذه الأثناء نهج ناجح “إيفان فائق جابرو” وزير شؤون المهاجرين وأظهر من العراق أنه لا يبالي بالتحديات التي تواجهها العائلات التي خرجت من المخيمات بعد سنوات من السجن وعادت إلى حضن المجتمع. وإلى جانب محاولة تحرير اللاجئين من المخيمات، يتابع وزير شؤون اللاجئين العراقي أوضاع المواطنين العائدين إلى مناطقهم بشكل يومي.
حالياً تعتبر وزارة شؤون المهاجرين العراقية من أنجح الوزارات في حكومة محمد شياع السوداني، رئيس وزراء العراق. ومن الناحية العملية، تظهر هذه الوزارة مظهرا موضوعيا لتعاون حكومتي بغداد وأربيل، وخاصة حزب الاتحاد الوطني مع بغداد. إن تعاون هذا الحزب على إغلاق مخيمات اللاجئين في محافظة السليمانية جعل منها محافظة رائدة ونموذجاً للمحافظات الأخرى في التعامل مع شؤون اللاجئين.
رغم النجاحات لا يزال هناك عدد كبير من اللاجئين الذين يعيشون في المخيمات العراقية، والذين تتطلب حالاتهم تعاون عدة مؤسسات. والآن تتم عملية إطلاق سراح طالبي اللجوء بشكل يومي. ولا ينبغي لنا أن نغفل حقيقة مفادها أن الاحتفاظ بطالبي اللجوء، بالإضافة إلى التكلفة الاقتصادية، يفرض أيضا تكلفة أمنية على الحكومة. وكان رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني قد وعد باستكمال غالبية حالات طالبي اللجوء إلى حد معين، مثل عودتهم إلى وطنهم أو اختيار وطن جديد لهم.
العناية بالحالات المشبوهة وتم تشديد المراقبة الأمنية ووصول المواطنين الذين تم إطلاق سراحهم للتو من المعسكر وتوفير سبل العيش وفرص العمل لهم سيمنع بلا شك عودة ظهور مجموعة إرهابية جديدة في العراق وتجنيدهم. للمواطنين العراقيين.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |