تأثير إعلان بكين على مستقبل الحياة السياسية لحركة حماس
بحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، بينما الحرب في قطاع غزة دخلت شهرها الحادي عشر ووقعت 14 مجموعة فلسطينية في العاصمة الصينية اتفاقا أهم بند فيه وحدة كافة الفصائل الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية والاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية لإدارة الضفة الغربية وقطاع غزة. يجرد. وفي هذا الاتفاق -المشار إليه بـ”إعلان بكين”- أكدت الجماعات الفلسطينية على استمرار المقاومة لتحقيق القضية الفلسطينية.
الخطة الصهيونية لغزة بعد الحرب
هجوم النظام الصهيوني على قطاع غزة جاء بعد تنفيذ عملية “عاصفة الأقصى” في 7 أكتوبر 2023 بهدف تدمير حركة حماس. ووصف النظام الصهيوني تدمير حماس بأنه أهم أهدافه، حتى قبل إطلاق سراح أسراه. عشية انتهاء الشهر العاشر من الحرب في قطاع غزة، وبينما لم يتوان النظام الصهيوني عن ارتكاب أي جرائم في غزة، فإن هذا الهدف لم يتحقق بالنسبة للصهاينة. والآن يعلم الجميع أن الوجود العسكري للصهاينة في قطاع غزة، رغم كل الدعاية الإعلامية والسياسية، تم دون تحقيق أي من أهداف العملية البرية. ولهذا اتجه الصهاينة ومعهم السياسات القائمة على اغتيال قيادات وقادة المقاومة الفلسطينية مثل الشهيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس نحو الخطط السياسية لما بعد الحرب.
شاهدنا خلال الشهر الماضي تحركات النظام الصهيوني بالتعاون مع الولايات المتحدة وبعض دول المنطقة بما فيها الولايات المتحدة. الإمارات العربية المتحدة، تشكيل حكومة سياسية غير مقاومة في قطاع غزة. ويحاول الصهاينة فرض سيادتهم على هذه المنطقة من خلال إنشاء هيكل فلسطيني على ما يبدو. أساس الصهاينة هو أن هذا الهيكل المصطنع يجب أن يتكون من هيكل دولي ظاهريا يضم مجموعة من الدول الحليفة للولايات المتحدة. هيكل دولي لن يغادر قطاع غزة أبدًا، وهو في الحقيقة ذراع النظام الصهيوني لجعل قطاع غزة غير مقاوم.
والحقيقة أن الصهاينة يحاولون وضع حد للمستقبل السياسي لحركة حماس في قطاع غزة من خلال خلق هيكل وهمي في الساحة السياسية بعد الهزيمة في المجال العسكري.
اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية عائق أمام القضاء السياسي على المقاومة
في الوضع الراهن حيث يتواجد الصهاينة استهدفت الحياة السياسية لحركة حماس والمقاومة في قطاع غزة بعد الهزيمة العسكرية، وسيكون اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية عائقاً جدياً أمام هذا الإجراء من قبل الصهاينة.
في اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية، من المفترض أن تكون جميع الجماعات الفلسطينية تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية. ومن المفترض أن تكون حركة حماس أيضًا جزءًا من هذه المجموعة. بالإضافة إلى ذلك، ورد في فقرة أخرى من هذا الاتفاق أن تتفق جميع الفصائل الفلسطينية على تشكيل حكومة وحدة وطنية في أقرب وقت ممكن، وسيتم تشكيل هذه الحكومة قريبا. والحقيقة أن هذه الحكومة سيتم تشكيلها بموافقة جميع الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حماس. أي أن حماس ستكون جزءاً من هيكلية صنع القرار في الفترة الانتقالية. الفترة التي من المفترض أن تنتقل إلى المرحلة المقبلة من خلال حكومة الوحدة الوطنية.
تخوف من مشاركة حماس في الانتخابات
بموجب اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية في الصين، من المفترض أن يتم تحديد المستقبل السياسي لفلسطين على أساس تشكيل الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقا للقرارات الدولية، من خلال انتخابات تجريها السلطة الفلسطينية. حكومة الوحدة الوطنية. وستجرى الانتخابات بحضور ممثلين عن كافة الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حماس. في هذا القسم، من المهم الانتباه إلى حقيقة أنه خلال العقد الماضي، في استطلاعات الرأي التي أجريت في فلسطين، كانت حركة حماس دائما أكثر شعبية من الجماعات الفلسطينية الأخرى، وحصلت دائما على أكبر عدد من الأصوات في استطلاعات الرأي
وهذا يعني أن حماس أصبحت الآن أحد الخيارات الرئيسية للحكم السياسي المستقبلي في فلسطين. علاوة على ذلك، ففي الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أجريت في فلسطين عام 2006، كانت حركة حماس هي المسؤولة عن تشكيل الحكومة بفوزها بما يقرب من ثلثي مقاعد البرلمان الفلسطيني.
التركيز على المقاومة
هناك نقطة مهمة تؤثر على المستقبل السياسي لحماس في اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية في الصين وهي التركيز على أن هذه الوثيقة تضع على المقاومة. لأول مرة في وثيقة المصالحة الوطنية الفلسطينية، تم إدخال المقاومة المسلحة باعتبارها الطريق إلى الحرية لفلسطين. إن الطريق الذي عموده الأساسي حماس في فلسطين والمقاومة من دون حماس في فلسطين لن يكون مثمرا. يضع هذا البند حماس في قلب اتفاق المصالحة الوطنية ويوسع مركزيتها في مجال المقاومة لتشمل كل فلسطين.
بدون حماس الركيزة الأساسية للمقاومة الفلسطينية، فإن المصالحة الوطنية التي تؤكد على المقاومة لن يكون لها أي معنى. في مثل هذا الوضع، لن يكون من الممكن القضاء على حماس لا على الصعيد العسكري ولا على الساحة السياسية. لأن السياسة والنهج الذي أكدت عليه حماس وفصائل المقاومة أصبح الآن سياسة كل الفصائل الفلسطينية. وهذا التأكيد على معادلة الواحد ككل يُطرح على أن إزالة الواحد تعني إزالة الكل وهذا سيكون مستحيلاً.
أهداف وإنجازات “إعلان بكين” للفصائل الفلسطينية
ستترك المنطقة وفلسطين بمعادلة الواحد يساوي الكل، وقد حالت دون القضاء على جماعات المقاومة ومنها حماس من قبل النظام الصهيوني والغرب. والآن أصبحت المجموعات الفلسطينية الـ 14 جميعها في موقف واحد، وأي إجراء للصهاينة ضد كل منها سيجلب دعم المجموعات الأخرى.
في هذه الحالة، فإن الحياة السياسية لحماس في المستقبل مضمونة إلى حد ما في اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وسوف تطغى عليه العقبات والجهود القائمة التي يبذلها الصهاينة للقضاء عليها سياسيا.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |