طلب مغادرة المواطنين؛ لعبة جديدة لمؤيدي إسرائيل ضد لبنان
وبحسب الموقع العربي وكالة تسنيم للأنباء والدول الغربية والعربية خلال الأشهر ومؤخراً، وبذريعة الصراعات المستمرة بين حزب الله والكيان الصهيوني، أصدروا تعليمات في عدة مناسبات طالبوا فيها مواطنيهم بمغادرة لبنان في أسرع وقت ممكن بسبب الوضع الأمني غير المستقر.
.
يُطرح هذا الطلب في ظل الأوضاع الأمنية في لبنان باستثناء المناطق الجنوبية التي تشهد صراعاً مع حزب الله. عسكرياً صهيونياً، في مناطق أخرى، خاصة في مدينة بيروت، تعيش أوضاعاً هادئة ومستقرة، وحتى بالمقارنة مع تل أبيب، في ظل رد الفعل الوشيك لحزب الله وإيران، فإنها تعيش وضعاً أمنياً أكثر ملاءمة .
وفي هذا الصدد، قال الخبير اللبناني “سامر كركي” في حديث مع مراسل تسنيم في بيروت، فيما أشار إلى الجانب السياسي لتحذيرات الدول الغربية والعربية لرعاياها من مغادرة لبنان فوراً، وأكد: إن هذا الإجراء ليس إلا إرهاباً أميركياً وحرباً نفسية ضد الحكومة اللبنانية، بحيث يمكن تكثيف الضغط على المقاومة من أجل وقف حرب الدعم والمساندة لغزة. ويرجع ذلك إلى أن معركة حزب الله مع إسرائيل تجري في المنطقة الجغرافية لجنوب لبنان وفي ظل العديد من قواعد الصراع.
يبدو أنه بالتزامن مع قيام النظام الصهيوني باغتيال الشهيد فؤاد شكر بحجة حادثة “مجدل شمس”، مما أدى إلى تصاعد التوترات في المنطقة، وتمارس الدول الغربية والعربية ضغوطًا على الحكومة اللبنانية لدعم النظام الصهيوني. ويأتي طلب الدول المذكورة خروج مواطنيها من لبنان في ظل كون هذا البلد في موسم جذب السياح وعمليا يعتمد 25% من دخل الحكومة اللبنانية على صناعة السياحة.
إضافة إلى الجوانب السياسية والاقتصادية الموضحة أعلاه، أصدرت دول غربية وعربية هذه التصريحات بهدف خلق حرب نفسية في المجتمع اللبناني وإثارة الخوف لدى الرأي العام من هذا الأمر. وهم يفعلون ذلك من أجل زيادة ضغط الرأي العام على حزب الله. ويسعى المحور الغربي والعربي الداعم للنظام الصهيوني إلى خلق جبهة جديدة داخل لبنان من خلال استغلال الخلافات العرقية والقبلية ضد حزب الله من أجل منع هذا الحزب من دعم أهل غزة، لكن خطة النظام هذه هي السبب في الحجم غير المسبوق. إن جرائمهم في الأشهر التي مرت على حرب الأقصى أدت إلى نتيجة عكسية.
في الواقع يمكن القول أن مصداقية مقاومة حزب الله كمدافع عن أمن لبنان ضد نظام الاحتلال تضاعفت منذ 8 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. بداية الهجمات على النظام الصهيوني) والعديد من المجموعات السياسية التي كانت في الجبهة ضد الحزب في الماضي تقف الآن إلى جانب المقاومة بسبب موقف حزب الله المشرف في دعم شعب غزة الأعزل.
إضافة إلى هذا التوازن الذي خلق المقاومة وجعل النظام الصهيوني لا يملك الشجاعة لمهاجمة لبنان، وهو ما أخذه بعين الاعتبار أيضاً شعب هذا البلد، بغض النظر عن دينه أو عرقه.
مضى وانتهى. والآن هناك حرب مستمرة تؤثر على الجانبين، ولأول مرة، يكاد حجم الضرر الذي لحق بالكيان الصهيوني يعادل الضرر الذي لحق بدولة عربية.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |