نهاية تحدي الحكومات المحلية في العراق؛ بداية المنافسة في المنطقة الكردية
بحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء
، بعد ثمانية أشهر من الانتظار، تشير الدلائل إلى اكتمال هيكلية الحكومات المحلية في العراق. وبحسب الدستور المعتمد عام 2005، تحكم دولة العراق نظام فيدرالي، ويحكمها في كل محافظة مجلس يعتبر الحكومة المحلية لتلك المحافظة.
بين عامي 2013 و2023، لم يتم إجراء أي انتخابات لمجالس المحافظات. الفساد الإداري وبداية الاحتجاجات في العراق ودخول داعش وأخيرا احتجاجات تشرين 2019 جمعت العوامل بحيث بعد 10 سنوات، سيتم إجراء انتخابات مجالس المحافظات أخيرا مرة أخرى في ديسمبر 2023.
بعد إعلان نتائج انتخابات 2023 سارعت المحافظات الجنوبية والوسطى والغربية إلى تشكيل حكومتها المحلية التي ضمت المحافظ ورئيس المجلس ونوابه . لكن محافظتي ديالى وكركوك، بسبب صغر المسافة بين المقاعد بين الائتلافات السياسية الفاعلة في المحافظة، فضلا عن التفاعل المعقد بين الأطراف بعد إقالة محمد الحلبوسي رئيس البرلمان السابق ورئيس حزب توده، وأجواء التنافس بين الحزبين الرئيسيين في كردستان العراق، معادلات المرور جعلت الخلافات الحزبية أكثر تعقيدا والتوصل إلى توافقات خارج العقل. ومع ذلك، في النهاية، تم تشكيل الحكومات المحلية في محافظتي ديالى وكركوك على الرغم من اختلاف الهوامش.
عملية تشكيل الحكومة المحلية في محافظة ديالى
بعض أعضاء “بني وتمكن عشيرة “تميم” ضمن الائتلاف المعروف باسم “ديالتانا” من الحصول على أعلى مقعد في انتخابات 2023 لمحافظة ديالى، لكنهم فشلوا بعد ذلك في تشكيل ائتلاف أغلبية. ولجأ هؤلاء الذين كانوا يفتقرون إلى السلطة إلى الاعتصام في الشوارع وتهديد أعضاء المجلس لمنع انتخاب المحافظ ورئيس المجلس من خارج قبيلة “تميم” والمقربين من المحافظ السابق.
وأخيراً، وبعد الكثير من الصراع والضغوط، نوري المالكي رئيس الائتلاف الحاكم ائتلاف الاغلبية برفقة المالكي ومحسن المندلاوي وخميس الخنجر وموشاني السامرائي وبافل طالباني واحمد الموسوي (عصائب اهل الحق). وحصل على 8 مقاعد، وشكل الأغلبية. وتولى نوري المالكي الذي كان منشئ هذا الائتلاف منصب المحافظ بتعيين “عدنان الجير” وبذلك انتقل منصب رئيس المجلس إلى “سالم التميمي” من قبيلة “بني تميم”. لكن تابعة لفصيل “صادقون” بقيادة قيس الخزعلي.
عملية تشكيل الحكومة المحلية في كركوك
بافل طالباني زعيم الحزب الوطني الكردستاني وكان حزب الاتحاد الذي قتل حركات وجماعات شيعية عراقية قد انضم الى قيس الخزعلي ونوري المالكي في ديالى، متوقعا دعمه في توزيع المناصب وتكليف الحكومة المحلية (مجلس المحافظة) بمحافظة كركوك، خاصة وان محافظة كركوك صاحب أعلى نسبة مشاركة في انتخابات 2023
الاتحاد الوطني الكردستاني بـ 5 مقاعد يبدأ المشاورات حول مسؤولية المحافظ ورئيس كركوك. مجلس. وفي الاتجاه نفسه، اجتذب بافل رضائيت 3 أعضاء من العرب السنة ومقعد واحد من المسيحيين بزعامة ريان الكلداني ليشكلوا تيار الأغلبية بدعم 9 نواب إجمالا، وأخيرا “ريبوار طه” من التيار الوطني. الاتحاد و”محمد الحافظ” من الائتلاف السني يتوليان منصبي المحافظة ورئاسة مجلس كركوك، على التوالي، حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بافل الطالباني، “src=”https://newsmedia.tasnimnews. com/Tasnim/Uploaded/Image/1403/05/21/14030521155221116307445210.jpg”/>
حزب الاتحاد الوطني الذي يسعى بقوة إلى تحقيق القضاء على منافسه القديم، الحزب الديمقراطي الكردستاني، أو تهميشه، وتمكن أخيراً من تولي قيادة محافظة كركوك.
الاتحاد الوطني ويحاول استعادة رئاسة الوزراء أو رئاسة الإقليم من البارزانيين في الانتخابات المقبلة لإقليم كردستان. كما أن الحملة الدعائية للاتحاد الوطني زادت أيضاً من نشاطها في محافظتي أربيل ودهوك في الأسابيع الأخيرة، لعله هذه المرة يستطيع تقليص خلافاته مع الحزب الديمقراطي.
هوامش تشكيل الحكومة المحلية في كركوك
الحزب الديمقراطي الكردستاني والجبهة التركمانية، الذين لم يعتبروا تصرفات الاتحاد الوطني الأخيرة في مصلحتهم، يحتجون على عملية تشكيل الحكومة المحلية لكركوك. السبب الأول للاحتجاج هو أن التحالف الذي تمكن من تعيين المحافظ ورئيس المجلس أجرى الانتخابات خارج محافظة كركوك وفي فندق الرشيد ببغداد. وقال الحزب الديمقراطي في بيان له، أثناء احتجاجه على عملية تشكيل الحكومة المحلية، إن إجراء الانتخابات بهذه الطريقة أمر غير مقبول، فهي محافظة آمنة ولا داعي لإجراء انتخابات من خلال القضاء على التيارات الأخرى خارج هذه المحافظة. وبالإضافة إلى الحزب الديمقراطي، أعلنت الجبهة التركمانية أيضاً في مؤتمرها الصحفي أنها سترسل شكواها بشأن العملية الانتخابية إلى النظام القضائي العراقي.
وبحسب الاتفاق الذي تم في اجتماع 9 أشخاص في فندق الرشيد ببغداد، فإن المناصب الرئيسية، التي تشمل المحافظ ورئيس المجلس، ستدار بشكل دوري من قبل فصيلي المجلس. العرب السنة والاتحاد الوطني.
رغم اختلاف التيار السياسي في كردستان العراق، هنأ الحزب الديمقراطي فوز الاتحاد الوطني بحصوله على منصب المحافظ. وعليه، وأثناء عودة بافل طالباني إلى محافظة السليمانية، احتضنه مستشار ناجيرفان البارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، كعلامة على النصر من أجل تقليل مظهر الخلافات بين الحزبين الرئيسيين في الحكومة. إقليم كردستان.
في إضافة إلى التنافس السياسي بين التيارين الكرديين العراقيين، يبدو أن قيادات الحزب الديمقراطي تخشى من دعم قيس الخزعلي للاتحاد الوطني محافظات 2023 في الحصول على المزيد من المقاعد لصالح الاتحاد الوطني وسط شائعات بأن هذا التيار سيدعم على الأرجح رئاسة بافل طالباني لمنصب إقليم كردستان في الانتخابات المقبلة. لكن يبدو أن كردستان العراق ستكون خلال الأسابيع والأشهر المقبلة ساحة تنافس سياسي جدي بين التيارات المتنافسة، وخاصة الفصيلين الرئيسيين في الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |