“خبير اقتصادي” ينظر إلى حالة عدم المساواة الاقتصادية في تركيا
وبحسب مجموعة تسنيم الإخبارية الدولية، فإن الأزمة الاقتصادية مستمرة في تركيا وتضخم غير مسبوق تعيش ملايين الأسر في هذا البلد وضعًا معيشيًا مريرًا وصعبًا.
بالإضافة إلى المحللين المحليين، يكتب الخبراء الدوليون والمؤسسات المالية والائتمانية بشكل مستمر عن الأزمة الاقتصادية في تركيا. وذلك على الرغم من حقيقة أنه بسبب الحرائق واسعة النطاق في الأيام الأخيرة، فإن وضع سوق السياحة الكبير في تركيا والذي تبلغ قيمته 50 مليار دولار غير مؤكد، وقد قام عشرات الآلاف من السياح الأجانب بإلغاء تذاكرهم.
الآن أصبح الاقتصاد التركي ساخنًا جدًا لدرجة أن تناولت مجلة الإيكونوميست من خلال نشر تقرير مفصل موضوعا يوضح الارتباط الواضح والمباشر بين مفهومي “التضخم” و”عدم المساواة”.
وتسعى هذه المجلة في تقريرها إلى إثبات أن أزمة مالية واسعة النطاق وتضخم غير مسبوق في تركيا، رغم أنها جعلت الملايين من مواطني هذا البلد أكثر فقرا، إلا أنها أدت في الوقت نفسه إلى تأجيج قضية عدم المساواة وجعلت طبقة معينة أكثر ثراء.
خط السلع الفاخرة، خط الخبز القديم
مجلة الإيكونوميست، في مقالتها عن عدم المساواة في الدخل في تركيا، هذا وأشار إلى أن الفجوة الطبقية تتعمق بشكل غير مسبوق وغريب. فمن ناحية، يشير هذا المقال إلى طفرة استهلاك السلع الكمالية، ومن ناحية أخرى، يشير إلى أن القوة الشرائية لطبقات الدخل المنخفض والمتوسط قد انخفضت بسبب التضخم. يتم التأكيد في هذا المقال على أنه خلافًا لادعاءات المسؤولين السياسيين في أنقرة، فإن دخل المواطنين العاديين لم يرتفع إلا على الورق.
منذ عام 2018، كانت أسعار المواد الغذائية في تركيا في اتجاه تصاعدي مستمر وارتفع سعره أكثر فأكثر، والآن تجاوز سعر رغيف الخبز زنة 200 غرام 8 ليرات. لكن بعض المخابز تبيع الخبز القديم بسعر أرخص، وفي بعض المدن الكبرى قامت البلدية والمؤسسات الحكومية بفتح مراكز لتوزيع الخبز الرخيص فئة 5 ليرات، ويشكل الناس طوابير طويلة لشراء الخبز أمام هذه المراكز.
ولكن كما جاء في تقرير الإيكونوميست، من ناحية أخرى، في المناطق الحضرية في إسطنبول وأنقرة وبورصة وأنطاليا وإزمير، في متاجر العطور والكولونيا الفرنسية، ومراكز توزيع هواتف أبل، ومتاجر الملابس ذات العلامات التجارية، وفي كل مكان إنهم يبيعون سلعًا فاخرة وباهظة الثمن، إنها مزحة ويقف الأغنياء في الطابور لشراء أحدث العطور من إحدى العلامات التجارية الكبرى في أسرع وقت ممكن.
ولكن لماذا حدث مثل هذا الموقف؟ الجواب هو كما يلي: لقد أدى التضخم والأزمة الاقتصادية إلى تعزيز عدم المساواة، كما أن الطبقة الناشئة في تركيا تزداد ثراءً يوما بعد يوم.
تركيا صاحبة الرقم القياسي في عدم المساواة في أوروبا
بحسب التقرير الذي نشرته مجلة الإيكونوميست ومنذ وقت ليس ببعيد في التقرير وقد ذكر مركز إحصاءات الاتحاد الأوروبي أن تركيا لديها قدر أكبر من عدم المساواة في توزيع الثروة والدخل حتى مقارنة بأفقر الدول الأوروبية. بحيث أصبح 40% من إجمالي الثروة ورأس المال في تركيا في حوزة مجموعة لا تشكل في مجملها سوى 1% من سكان البلاد البالغ عددهم 85 مليون نسمة.
مع وصول عدم المساواة في الدخل في تركيا إلى ذروته، وفي بيئة ملوثة بالتضخم المرتفع، زاد الأغنياء ثرواتهم في السنوات القليلة الماضية وأصبح الفقراء أكثر فقراً. وكانت إحدى العواقب المريرة لهذا الوضع هي تسرب عشرات الآلاف من الطلاب الأتراك من التعليم في السنوات الخمس الماضية.
الآن تم تحديد رقم خط الفقر في تركيا عند 67,186 ليرة، في حين أن الدخل الشهري الدخل: تمتلك ملايين الأسر التركية 17.200 ليرة فقط. وهذا الرقم حتى بالمقارنة مع خط الجوع البالغ 19 ألف ليرة، فهو وضع ميئوس منه ولا يوفر ما يكفي من الغذاء والاحتياجات الأساسية، ويستخدم ملايين المواطنين الأتراك بطاقات الائتمان للحصول على الغذاء اليومي ويصبحون مدينين.
يشير البحث الميداني الذي أجراه محلل مجلة الإيكونوميست إلى أنه في مركز التسوق “إستينيا بارك” في إسطنبول، تشهد جميع المحلات التجارية الفاخرة ازدهارا وزيادة في عدد العملاء، وفي سلسلة مطاعم نجمة ميشلان، لا يمكن حجز مقاعد حتى للأسبوعين المقبلين، وأرصفة اليخوت ذات أسعار الإيجار المرتفعة مزدحمة للغاية! لماذا؟
لأنه خلال عام ونصف فقط، من بداية عام 2022 إلى النصف الثاني من عام 2023، ارتفع عدد الأشخاص الذين تبلغ أصولهم 30 مليون دولار أو أكثر بنسبة 10%.
معظم هؤلاء الأشخاص هم من عائلات تنشط في مجالات مثل التصدير والاستيراد والعقارات والخدمات المصرفية وصناعة المواد الغذائية وتجارة التجزئة الفاخرة والمقاولات والمعاملات الكبيرة. لكن من ناحية أخرى، انخفضت القوة الشرائية للطبقات المنخفضة والمتوسطة الدخل بسبب التضخم، وتنتظر مئات الآلاف من الأسر في الطابور لتغطيتها مؤسسات الدعم.
وقال مراد أوشر، أحد الاقتصاديين الأتراك: “أولئك الذين يستطيعون حماية أسرهم من مخاطر الأزمة المالية سيصبحون أكثر ثراءً. ولا يتضررون من زيادة التضخم وزيادة ثرواتهم. لكن أولئك الذين لا يستطيعون حماية أنفسهم سيصبحون أكثر فقراً وستنخفض نوعية حياتهم ورفاهيتهم عاماً بعد عام”.
تكمن أهمية ذلك في أن 95% من الشركات في تركيا تنتمي إلى عائلات غنية وثرية للغاية. والآن ظهرت مجموعة صغيرة من السكان كأغنياء جدد. لكن المواطنين العاديين ليس لديهم فرصة للحفاظ على قدرتهم الشرائية > لا تزال الأسواق المالية في تركيا، وخاصة بورصة إسطنبول، في حالة صدمة كبيرة أذهلت الجميع مثل الزلزال السياسي والاقتصادي وهو خبير اقتصادي متمرس ترك دخله الذي يقدر بملايين الدولارات في أسواق وول ستريت ولندن والدوحة وتولى قيادة اقتصاد بلاده بشرط عدم تدخل أردوغان في قراراته بأي شكل من الأشكال. لكن نشر خبر استقالته يعني أن الوضع في الفريق الاقتصادي للمؤسسة الرئاسية مضطرب لكن وسائل الإعلام لم تصدق هذه النفي. ونتيجة لذلك، أظهر شيمشك نفسه، من خلال نشر رسالة على شبكة التواصل الاجتماعي X، أن خبر استقالته غير صحيح.
لكن لهجة رسالة شيمشك وموقف العديد من المحللين يشيران إلى حقيقة أن حدثت معركة عادلة بين أردوغان وشيمشك وكان ينوي حقًا وضع استقالته على طاولة الرئيس.
وكتب طه أك يول، أحد المحللين الأتراك: “نعلم أن خبر الاستقالة غير صحيح. لكن الحقيقة هي أن هناك توتراً وخلافاً خطيراً. لماذا لأن مجموعة خاصة تريد رحيل شيمشك. المجموعة التي كسبت مليارات الدولارات في السنوات القليلة الماضية، ولكن بسبب الانضباط المالي الصارم لشيمشك، فإن أيديهم الآن ليست مقيدة في أي مكان على المدى المتوسط أو الطويل، وسوف تحدد الاتجاه المستقبلي للاقتصاد التركي. لأن الوضع المالي لتركيا والمشاكل المؤسسية والهيكلية للاقتصاد في هذا البلد غامضة وضبابية للغاية لدرجة أن إمكانية التغلب على الأزمة تبدو غير مرجحة إلا بجهود وزير مختص.
نهاية العام الرسالة/
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |