صراع نتنياهو للهروب من مسؤولية الفشل في طوفان الأقصى
وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، فإن الإعلام الصهيوني منذ الأيام الأولى لحرب غزة، كما تطلق تنظيمات هذا النظام على عملية طوفان الأقصى اسم “هزيمة 7 أكتوبر”. وكان هذا الفشل أساساً في توقع هجوم المقاومة الفلسطينية ومنعه في الساعات الأولى من العملية، وقد تسبب هذا الفشل في مقتل 1200 إسرائيلي وأسر ما لا يقل عن 254 آخرين، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ 75 عاماً سيئ السمعة. /p>
في هذه الأثناء تحولت قضية الأسرى الإسرائيليين إلى مجال للجدل والصراع العام بين كبار المسؤولين السياسيين والرأي العام في الأراضي المحتلة. خلال وقف إطلاق النار المؤقت لمدة 7 أيام والذي تم التوصل إليه في الفترة من 24 نوفمبر إلى 1 ديسمبر 2023، أطلقت حماس سراح حوالي 50 أسيرًا إسرائيليًا، لكن بعد ذلك، باستثناء إطلاق سراح 4 أسرى عبر عملية عسكرية، تراجعت كل الجهود الصهيونية لإطلاق سراحهم. وقد فشل الأسرى في مواجهة العديد من هؤلاء الأسرى الذين قُتلوا خلال العمليات المختلفة التي قام بها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
ومارس أهالي الأسرى ضغوطاً إضافية على نتنياهو خلال الأشهر العشرة الماضية والعديد منهم. وتم التأكيد خلال اللقاءات والاحتجاجات في الشوارع على ضرورة المفاوضات وإنقاذ من تبقى من الأسرى في غزة. وفي إحدى الحالات الأخيرة، نشرت القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية، التي تنتقد رئيس وزراء هذا النظام، ملفًا صوتيًا لاجتماعه الأخير مع عائلات بعض السجناء الإسرائيليين.
في هذا الملف الصوتي طبعا لأسباب أمنية تغيرت نوعية أصوات الناس، أهالي بعض الأسرى يطلبون من نتنياهو عدم عرقلة اتفاق وقف إطلاق النار والموافقة على الاتفاق المطروح على الطاولة.
ويزعم أفراد عائلات هؤلاء الأسرى أن اتفاق تل أبيب السابق مع المقاومة الفلسطينية في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 أدى إلى إنقاذ أكثر من 20 إسرائيليا، إلا أن إصرار الجيش الإسرائيلي على إنقاذ بقية الأسرى من خلال عمليات عسكرية خلال الأشهر التالية وقتل أكثر من 20 أسيراً إسرائيلياً
لقد بدأت قضية الأسرى أيضًا صراعًا سياسيًا جديدًا بين مختلف الأحزاب الإسرائيلية، وأصبحت سببًا لانقسام جديد في المجال السياسي الإسرائيلي؛ فمن ناحية، ترغب أحزاب المعارضة والعديد من الأحزاب المشاركة في الائتلاف، بالإضافة إلى بعض الشخصيات من حزب الليكود، فضلاً عن القيادات الأمنية والعسكرية في إسرائيل، في تسريع عملية التوصل إلى اتفاق مع حماس لإنقاذها. الأسرى، ومن ناحية أخرى، يعتبر بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار مؤشراً للتطبيع، وهو يعرف الوضع وتمهيد الطريق لتشكيل لجان تقصي الحقائق.
وكذلك الطرفان كما اعتبرت “القوة اليهودية” بقيادة “إيتمار بن جوير” و”الصهيونية الدينية” بقيادة “بتسالئيل سموتريش” – وهما معاً جناح اليمين المتطرف – أي انقطاع في الحرب قبل استسلام المقاومة الفلسطينية أو استسلامها. واعتبروا تحقيق النصر العسكري الكامل في غزة “خطا أحمر” وهددوا بالانسحاب من الحكومة إذا تمت الموافقة على وقف إطلاق النار هذا. وحتى لو ترك أحد هذين الحزبين الحكومة الائتلافية، فإن هذا الائتلاف سوف ينهار وسيضطر إلى إجراء انتخابات مبكرة.
وفي الوقت نفسه، أظهر استطلاع جديد أجراه معهد الديمقراطية ونشر قبل 13 يومًا أن 56 نسبة من المشاركين سئموا من استمرار الحرب في غزة ويطالبون بوقف الحرب مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. وفي هذا الاستطلاع، قبل 29.5 في المئة فقط من المشاركين فكرة نتنياهو بإطلاق سراح السجناء مقابل “وقف مؤقت لإطلاق النار”. واختار 14.5 بالمائة خيار “لا أعرف”
هذا فيما ارتفع مستوى الرأي العام في الأراضي المحتلة لتشكيل لجنة تقصي حقائق حول الاتهامات الموجهة لكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين ( التي قاومها نتنياهو وأجلها إلى ما بعد الحرب) هي 90% أي أنه بإطالة أمد الحرب لم يتمكن نتنياهو من حجب قضية لجنة تقصي الحقائق وتقليل رغبة المجتمع فيها.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |