نتيجة عملية “عربين”؛ وتتغير المعادلات لصالح المقاومة
وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، “عبد الباري عطوان” محلل بارز في العالم العربي وأشارت صحيفة الريال اليوم الإقليمية في مذكرتها الجديدة إلى التطورات الأخيرة المتعلقة بحرب غزة بعد عملية الأربعين التي قام بها حزب الله الأسبوع الماضي وكتبت: تطوران عسكريان مهمان يمكن ملاحظتهما في الأيام الماضية ويمكن أن يكونا نتائج الأكبر والأكثر العملية الأكثر تقدما لحزب الله ضد قاعدة لايت أب الأكبر للتجسس في الشرق الأوسط.
وأضاف عطوان أن عملية حزب الله هذه نفذت تحت اسم عملية “روز الأربعين” ضد قاعدة جيلوت في تل أبيب. كأكبر قاعدة تجسس في الشرق الأوسط. في هذه الأثناء، هناك تطوران كبيران قادمان سيوضحان نتائج هذه العملية ويقدمان لنا خريطة مواجهات الأيام والأسابيع المقبلة والمفاجآت القادمة. وهنا لا بد من الانتباه إلى نقطتين:
– النقطة الأولى تتعلق باعتراف وسائل الإعلام الصهيونية والغربية في التحليلات التي قدمها بعض المحللين والجنرالات الإسرائيليين، حول نجاح عملية الأربعين التي قام بها حزب الله ضد إسرائيل. قاعدة تجسس جيليلوت وتحقيق الأهداف. وتعني هذه الاعترافات الفشل الواضح للرقابة العسكرية للكيان الصهيوني والأوامر الصارمة لرئيس وزراء نظام الاحتلال بنيامين نتنياهو بهذا الخصوص.
– لكن النقطة الثانية تتعلق بإصدار أمر رسمي بيان وربما لأول مرة من حركة الجهاد الإسلامي يرتكز على استشهاد أربعة من مقاتلي هذه الحركة في هضبة الجولان المحتلة من قبل سوريا؛ دون الإشارة إلى طريقة الاستشهاد أو نوع العمليات العسكرية التي تمت ومنطقتها، سواء على الجانب السوري أو على جانب المناطق المحتلة الصهيونية.
الأبعاد الفريدة لأربعين حزب الله العملية /strong>
وتابع عبد الباري عطوان: بالنسبة للموضوع الأول، أي عملية الأربعين التي قام بها حزب الله، والتي تم تنفيذها في الرد الأولي على اغتيال الشهيد فؤاد شكر القائد الكبير في الكتيبة المقاومة اللبنانية، لا بد أن نقول إن هذا تطور عسكري كبير ويعتبر خرقاً كبيراً لجهاز التجسس والاستخبارات العسكرية لنظام الاحتلال. وهنا نوضح أكثر ونقول أن التحضير لهذه العملية وتنفيذها خلق نظرية عسكرية جديدة ستدرس في كل الكليات العسكرية في العالم. نحن لا نتحدث عن عنصر المفاجأة ولكننا نتحدث عن الشطارة و العبقرية العسكرية لمصمم هذه العملية الذي نفذها على مراحل؛ بحيث تم إطلاق أول 320 صاروخ كاتيوشا على جولتين لتعطيل نظام القبة الحديدية للعدو والانتهاء من جميع صواريخه الاعتراضية، وبهذه الطريقة، تم تمهيد الطريق لهجوم واسع النطاق بطائرات بدون طيار على قاعدة تجسس جيلوت، وهي القاعدة الهدف الأكبر لهذا الهجوم يجب تقديمه ووفقاً للخطط وصلت هذه العملية إلى هدفها.
رسائل عملية حزب الله ضد مقرات التجسس الصهيوني
مذكورة في بقية هذا المقال: الرسالة التي أرسلها حزب الله من خلال هذا الهجوم قوية وحاسمة للغاية. مع شعار أن أي عملية إرهابية للعدو الصهيوني ستكون مصحوبة باستهداف نفس مركز التجسس الذي خطط ونفذ هذه العملية، وليس اغتيال شخص أو الاعتداء على مناطق مدنية. ولذلك، أظهر مقاتلو حزب الله أنهم لا يستهدفون مواقع العدو العسكرية فحسب؛ بل سيوجهون ضربات موجعة وكبيرة لأجهزة الأمن والتجسس التابعة للعدو الصهيوني ومصداقيته الزائفة أمام الرأي العام الصهيوني وحتى المؤسسات السياسية والعسكرية التي تراهن على هذه الأجهزة.
وبحسب هذا المقال، فإن استمرار العمليات العسكرية للقوات الإسرائيلية في جنوب لبنان، بما في ذلك اغتيال مقاتلي حزب الله، يظهر الوضع الجنوني الذي يعاني منه الصهاينة نتيجة الرد الأولي لحزب الله وعمليات الأربعين. وهذه القضية تدحض تماما روايات الطابور الخامس للعدو الصهيوني، أي بعض العرب، بأن عملية الأربعين كانت عملية استعراضية.
ويواصل عبد الباري عطوان إلى القضية الثانية، وهي بيان حركة الجهاد الإسلامي حول استشهاد مقاتلين وتوجه إلى الجولان المحتل وأكد: إذا انتقلنا إلى الموضوع الثاني وهو استشهاد عدد من مقاتلي حركة الجهاد الإسلامي في هضبة الجولان فهذا هو الرسمي. الإعلان عن إعادة فتح وإعادة توسيع جبهة الجولان السورية في مواجهة العدو الصهيوني، وتحارب فصائل المقاومة الفلسطينية في هذه الجبهة مع حلفائها الآخرين في محور المقاومة العدو.
جبهة الجولان ضد المحتل
وتابع هذا المحلل الفلسطيني: نحن نعمل بشكل جيد ونعلم أن جبهة الجولان ضد العدو المحتل لم تغلق أبداً. لكن الإعلان عن استشهاد مقاتلين من حركة الجهاد الإسلامي في الفترة الحالية يعد قضية جديدة على هذه الجبهة. ولا بد من الإشارة إلى أن العدو الصهيوني نفذ أكثر من 400 اعتداء على الأراضي السورية خلال آخر 5 سنوات على الأقل، 180 منها منذ بداية عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر. هذه ملاحظة ولكن رغم ذلك ولم يتمكن الصهاينة من تحقيق الأهداف الكبيرة التي كانوا يسعون إليها من هذه الهجمات، ولم تضعف المقاومة أبدًا؛ وخاصة حزب الله الذي أصبح قوة عسكرية كبيرة ويمتلك ترسانة تزيد على 150 ألف صاروخ، ونحو 40 ألف طائرة مسيرة، وما لا يقل عن 100 ألف مقاتل، هذا هو الوضع الذي تصنعه فصائل المقاومة في غزة ولبنان والعراق واليمن وسوريا انتصارات ومفاجآت جديدة الواحدة تلو الأخرى. وفي الوقت نفسه فإن هزائم وخسائر الصهاينة ميدانياً وبشرياً ونفسياً تتزايد يوماً بعد يوم. وهنا لا بد من الإشارة إلى الضفة الغربية التي انضمت بقوة إلى مناطق المقاومة والجبهات الداعمة لغزة، وربما بسبب الموقع الجغرافي لهذه المنطقة فإن الضفة الغربية هي أهم جبهة داعمة لغزة ضد الغزاة.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |