6 أسباب لتفجر الأوضاع وتعميق الانقسامات في المجتمع الصهيوني
وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، فإن “عبد الباري عطوان” هو رئيس تحرير صحيفة الرياليوم الإقليمية. ومحلل معروف، أشار الزعيم الفلسطيني في مذكرته الجديدة إلى قضية الإضراب والاحتجاجات الواسعة التي قام بها الصهاينة في كافة أنحاء الأراضي المحتلة ضد بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء نظام الاحتلال، بعد مقتل 6 صهاينة. الأسرى في قطاع غزة، وكتب: كل ما يأتي من الاحتجاجات والانقسامات الداخلية، ما نراه هذه الأيام في الأراضي المحتلة يدل على فشل النظام الصهيوني في المجالين العسكري والسياسي.
ستة أسباب لانتشار الاحتجاجات والانقسامات في الأراضي المحتلة
وأضاف عطوان: سبب هذه الأحداث في الأراضي المحتلة وهزائم نظام الاحتلال في هذه المجالات هو بسبب تزايد وتوسع المقاومة على كافة الجبهات، سواء داخل الأراضي المحتلة أو في الجبهات الموالية لغزة في جنوب لبنان واليمن والعراق. وهذه هي المرة الأولى التي تنتصر فيها البراعة والذكاء العربي والإسلامي على مكر وقهر نظام الاحتلال منذ 76 عاماً. ونناقش هنا الأسباب الستة لانتشار الاحتجاجات والانقسامات بين الصهاينة:
– السبب الأول يتعلق بتمسك المقاومة الفلسطينية بكامل شروطها في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى. الأسرى في الدوحة والقاهرة تحت إشراف الولايات المتحدة، وهي مع المحتلين، وهي شريكة، ومرتبطة. وأهم موقف للمقاومة في هذا المجال هو الإصرار على الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وخاصة من محوري فيلادلفيا ونيتساريم، وكذلك إطلاق سراح قيادات فلسطينية بارزة من سجون نظام الاحتلال و إعادة الإعمار الفوري لقطاع غزة. أما الأمر الثاني فيعود إلى حرب الاستنزاف التي تخوضها المقاومة الإسلامية اللبنانية في جنوب هذا البلد ضد العدو الصهيوني. وخاصة العملية الأخيرة التي نفذت تحت عنوان عملية “عربين” في عمق الأراضي المحتلة، واستهدفت وسحقت أكبر مقر تجسس في الشرق الأوسط وربما العالم في قاعدة “جيليلوت” في تل أبيب؛ وذلك من خلال اعتماد استراتيجية عسكرية متقدمة، حيث أطلقت في البداية أكثر من 320 صاروخاً لتعطيل نظام القبة الحديدية، ومن ثم تحركت الطائرات الهجومية نحو الهدف المحدد مسبقاً. في هذه الأثناء، ربما يكون الإعلان عن استقالة يوسي شارائيل، قائد وحدة التجسس 8200، هو السبب الأكبر والأكثر موثوقية لنجاح هجوم حزب الله هذا، على الرغم من الرقابة العسكرية الإسرائيلية. السبب الثالث هو البداية أدت المرحلة الثانية من الانتفاضة الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية وتكثيف العمليات العسكرية في شمال وجنوب هذه المنطقة إلى قيام نظام الاحتلال بسحب عدد كبير من قواته من غزة والتركيز على جبهة الضفة الغربية؛ جبهة كبيرة تشكل تهديداً خطيراً لوجود الكيان الصهيوني.
– أما السبب الرابع فلابد من الإشارة إلى عودة كتائب المقاومة الجديدة والقديمة التابعة لحركة فتح إلى ساحة القتال المسلح. النضال في الضفة الغربية، وهو ما يعني التمرد المفتوح والقوي ضد السلطة الفلسطينية وقيادتها. ونحن نتحدث هنا عن كتائب “شهداء الأقصى” و”الشهيد أبو علي عياد”. ويعني هذا التطور تدمير منظمة الحكم الذاتي وقياداتها، وبالإضافة إلى ذلك فإنه يفسح المجال لمزيد من القوات الأمنية التابعة لهذه المنظمة للانضمام إلى المقاومة في الضفة الغربية؛ تماماً كما حدث خلال الانتفاضة المسلحة الأولى عام 2000.
– السبب الخامس هو استئناف العمليات الاستشهادية بقرار واحد من كافة فصائل المقاومة، رداً على جرائم العدو الصهيوني والهمجية. قتل المدنيين والأطفال العزل في قطاع غزة. وعملية “ترقوميا” في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، والتي أدت إلى الموت 3 جنود صهاينة، هي مقدمة لعمليات أخرى.
– لكن السبب السادس هو فطنة وذكاء وتبين أن كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وقادتها، هي التي تسببت في قيام الجيش الصهيوني بمذبحة أسراه في قطاع غزة، ومن بين الأسرى الستة الذين استشهدوا مؤخراً، ثلاثة منهم. وكان من المفترض أن يتم إطلاق سراحهم ضمن اتفاقية تبادل الأسرى؛ اتفاق لم يسمح نتنياهو بالتوصل إليه بعرقلته.
هذه الدهاء تظهر عبقرية قادة القسام، التي أذلت نتنياهو وأثارت الفرقة والشقاق بين الصهاينة ومئات الآلاف من الإسرائيليين خرجوا إلى الشوارع الإسرائيليون الذين يطالبون جميعاً من خلال انطلاقهم بمظاهرات مناهضة لنتنياهو بالقبول باتفاقية تبادل الأسرى وشروط المقاومة، بما في ذلك انسحاب الجيش الصهيوني من محوري فيلادلفيا ونتساريم، بهدف حماية حياة الإسرائيليين. بقية الأسرى ومنع الانهيار الكامل لإسرائيل، أو على الأقل إبطاء وتيرة التدمير. هذا هو النظام.
خداع بايدن الجديد في المفاوضات
يواصل هذا المقال: المقاومة ستتوسع حتما ولن تتوقف أبدا. إن نظام الاحتلال يسير على طريق الانحطاط والدمار؛ خاصة أنها تخوض حروب استنزاف على جبهات مختلفة. طوال الأشهر العشرة الماضية، منذ بدء مفاوضات الدوحة والقاهرة، كنا نحذر من الخداع الأمريكي، واليوم نحذر أيضًا من الحيلة الجديدة لحكومة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تتحدث عن اتفاق جديد للتبادل
وأكد عطوان في النهاية: المقاومة مستمرة في قتال العدو بقوته المعجزة وغير المسبوقة ومتمسكة بكل شروطه ومن كل النوايا الاستعمارية لأمريكا والولايات المتحدة. الفخ الجديد الذي نشرته هذه البلاد يدركه.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |